نور فنانة تشكيلية جزائرية ، من مدينة البليدة ، قوة الإبداع لديها تتأتى من قوة حضوره، وجماله، وجديته، وأعمالها تصف سمات قيم حضارية وإنسانية، وما حققته نور من إبداع متجدد، يمكن أن ينظر إليه بعين الدهشة والإعجاب وهي الآن تتمتع بفاعلية الحضور الدائم في المعارض الفنية المحلية والعربية، وهذا لم يأت إلا بعد أن تعبت وطورت نفسها وقدمت حلولا ذات تكوينات معبرة ومتعددة المصادر، دخلنا إلى عالمها الفني والإنساني وحصلنا منها على هذه الإجابات. من هي نور الطيب الزغايمي ، وما تريد من الفن التشكيلي؟ هي إنسانة وجدت نفسها بين ألوان الحياة حاولت عبر سنين مضت أن تجمع تلك الألوان لتشكل منها لوحة جميلة، أردت أن أرسل من خلاله إلى المجتمع المرأوي لكي يعي بأن الحرية فكر وليست جسد، وأنا متأكدة بان المرأة بالفكر تصل إلى عنان السماء. كيف جئت إلى عالم الفن التشكيلي، وما الذي استهواك في هذا الفن العظيم؟ جئت إلى حياة مليئة بالأشياء، فمن الطبيعة أخذت الصمت والألوان، ومن الصخور تعلمت الصبر والنحت، ومن الماء تعلمت الشفافية والصدق الخ.. ما هنالك من أحداث وأحاسيس. وجدت في هذا الفن ترجمة لمشاعر المرأة الفنانة والإنسانة بجميع مجالاتها. برأيك أيهما يعتبر الأهم، الفن الواقعي، أم الفن التجريدي، وهل صحيح أن على الفنان أن يبدأ بالمدرسة الواقعية حتى تكون لديه مرجعية لأسس اللون وتكوين لوحته؟ برأيي ليس هناك المهم والأهم فالفن الواقعي هو القاعدة لجميع الفنون والمدارس الفنية والفنان المحترف يختصر في العمل ويسلك سواء التعبيرية أو التجريدية أو حسب ميوله للمدرسة التشكيلية التي تأثر بها. من يرسم اللوحة، هي التي ترسم نفسها، أم الكامن في أعماق الفنان، أم موهبته وقدرته على الرسم البارع؟ أعتقد أن الفنان قبل أن يبدأ باللوحة يلقي نظرة شاملة إليها ثم يعطي لعينه فتحة صغيرة ليصدر ما يشبه الشعاع فتتشكل على اللوحة جميع العناصر المراد رسمها وهذا الشعاع يكاد أن يكون غير مرئي بحيث لا تراه إلا الريشة التي تبدأ بالتأثير كالنحلة تأخذ من هذا اللون وتعطي لذاك وهكذا حتى تكتمل اللوحة الفنانة التشكيلية البليدية هل وصلت إلى المكانة التي تليق بها؟ طبعا لا، ولكنني لدي إيحاء بأنني سأبلغ تلك المكانة، فمن أصغر حقوق المرأة في الحياة أن تصل إلى المكانة التي تليق بها. ما هي الحركة الفنية التشكيلية الجزائرية الأبرز في المرحلة الراهنة؟ تلعب المدارس الحديثة دورا كبيرا في وقتنا الراهن وهي الأقرب إلى ما يسمى بالتعجيزية في التعبير ولكن للأسف.. كلما اقتربت اللوحة من ذلك الأسلوب كانت أرقى وأثمن. هل تحرصين على نهج مدرسة معينة أو أكثر أم لا تتقيدين بمدرسة معينة؟ أفضل المدرسة الواقعية وأحيانا أميل إلى التعبيرية ولكن دون الابتعاد عنها. ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدعي عبر الريشة والألوان؟ تحرك أحاسيسي جميع الأحداث العاطفية المؤثرة مهما صغرت، ويشدني منظر البحر اللامتناهي لأنني أعشق اللامتناهي. كيف تتعاملين مع الألوان، كيف تختارينها، وما دور الألوان في إغناء اللوحة وجماليتها؟ الألوان عندي هي الكريات التي تسير في دمي حيث تدخل إلى القلب وتعود إلى أصابعي لتحرك الريشة كما تشاء بحيث كل لون يأخذ مكانه. من أين تأخذين مواضيع أعمالك، وما دور بيئة التوارث في ذلك؟ الفنان يرسم أحب الأشياء إليه فيبدأ برسم من حوله من الأشياء، فالأشخاص فالطبيعة فالمكان وخاصة إذا كان مليئا بالحكايات والأساطير. فأكثر ما أختار في أعملي الشوارع التي فيها أقواس وشعارات هي ما نسميها(الشعارات الامازيغية ) فهي عندي تعبر عن الانتصارات التي مرت بها شعوب مضت وأنا أحب الانتصار فلا غرابة في ذلك كوني عربية امازيغية يعتبر الفن التشكيلي من أعظم الفنون لأنه لا يحتاج إلى ترجمة، ما رأيك؟ الفن التشكيلي أعتبره نوع من الإبداع أو المثالية الأقرب إلى الكمال (عذرا) لو قلت هكذا ولكنني أعتبره كذلك، فمثلا الفنان الذي ينحت شكلا بشريا فهو إبداع، والآخر الذي يشكل لوحة فنية من قطع صغيرة من الرخام، وأيضا الذي يشكل لوحة لونية تكاد تنطق فتلك هي من أعظم الفنون كما تفضلتم. أما أنه يحتاج إلى ترجمة فهذا يتبع أسلوب الفنان، فهناك لوحات يرتاح الشخص بالنظر إليها دون صعوبة ولوحات أخرى كما قلت سابقا تحتاج إلى الفنان ذاته ليترجمها وهذا برأيي لا علاقة له بقوة اللوحة فهي متعلقة بأسلوب الفنان ذاته. كفنانة تشكيلية، ماذا قدمتِ للفن التشكيلي الجزائري ؟ لقد قدمت للفن التشكيلي بصمات لونية يقرأها كل حسب قدرته وحسب نفسيته وانتمائه أخيرا لك حرية الكلام.. قولي ما شئت...؟ بالنسبة لي، أنا أحاول أن آخذ حكمتي من الطبيعة و الحياة خصوصا من التاريخ الذي يمثل الروح ، وكلنا يرتاح للنظر إليه، وجميعنا يجلس بقربه للاستمتاع بأصدق شيء في الحياة . اخيرا اشكر رئيس المدرسة الفنية والموسيقية crescendo السيد جمال الدين الذي دعمني و فتح لي أبواب مدرسته وادعو كل محبي الموسيقى الرقص والفن التشكيلي إلى زيارة واكتشاف كل ما يلهم بالفن داخل المدرسة.