انطلق بداية الأسبوع الجاري بدار الثقافة لمدينة ميلة الأسبوع الثقافي لولاية البيض بولاية ميلة في إطار مبادرات التبادل بين الثقافات الشعبية التي ترعاها وزارة الثقافة منذ عدة أشهر. وتم هذا التلاقي الأول برسم هذا الأسبوع الذي سيستمر لغاية 26 من الشهر الجاري على وقع رقصة "لعلاوي" الشهيرة في عدة مناطق من غرب البلاد مصحوبة بطلقات البارود وأهازيج فرقة محلية من مدينة البيض في محيط خيمة صحراوية واسعة الأرجاء ينتصب أمامها "هودج" أو "العطوش" كما تعرف محليا وهو الذي تزف فيه العروس قديما فوق ظهر الجمل إلى منزلها الزوجي. وبداخل الخيمة كانت بعض نسوة وحرائر البيض بصدد إعداد أطباق الكسكسي المحلي قبل أن يجري تقديم الشاي التقليدي للضيوف من السلطات المحلية والمواطنين الحاضرين مصحوبا بتحليات محلية مثل "المعكرة" إلى جانب بعض حبات "الترفاس" الذي يميز هذه الجهة. وقبل ذلك اختزل بهو دار الثقافة لمدينة ميلة بالمناسبة أصنافا وأنواعا من الفنون التقليدية والحرف التي تراوحت ما بين النسيج التقليدي للصوف واللباس إلى الفنون التشكيلية مرورا بفن الطهي الشعبي وصناعة الغرابيل وسعف النخيل والحلفاء. وعرفت البيض حسب جناح لخص تاريخها بمقاومتها الشعبية الباسلة خلال القرن التاسع عشر الميلادي ضد الاستعمار وهي المقاومة التي خلدها الشاعر الكبير محمد بخير في قصائده الشعبية الأزلية. ويضم وفد ولاية البيض حسب كمال شعنان محافظ المهرجان المحلي للفنون والثقافات الشعبية 76 عضوا سيضطلعون خلال عدة أيام على التعريف بالتراث الثقافي الشعبي المحلي لهذه المنطقة التي تختزل أنماطا شتى ثرية تواكب تنوعا جغرافيا يمزج تراث ثلاث مناطق بها جبلية وسهبية وصحراوية التي تمثل أزيد من 70 بالمائة من إقليم