يؤكد المحلل السياسي والضابط السابق في الجيش محمد شفيق مصباح الحاصل على دكتوراه الدولة في العلوم السياسية وعلى شهادة من الكلية الملكية للدراسات الإستراتيجية في لندن أن التغيير في الموقف الجزائري من ازمة مالي تغيير ظاهري. شرح محمد شفبق مصبح الموقف الجزائري من الازمة في مالي، و قال في مقابلة مع قناة فرانس 24"موقف الجزائر واضح من حيث المبدأ: لا تدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونبذ العنف كوسيلة لحل النزاعات وخاصة الداخلية منها وعدم المساس بالحدود الموروثة عن عهد الاستعمار. وكانت الجزائر منذ عشرين سنة الوسيط بين الحكومة المركزية في مالي وحركات المتمردين الطوارق، وعارضت طوال هذه السنوات أي احتمال لانفصال شمال مالي عن باقي البلاد"، فيما توقع ان الفترة المناسبة للتدخل هي أواخر الثلث الأول من العام 2013. و يؤكد المتحدث ان الجزائر متحفظة على تدخل عسكري من الناتو، و يرجع ذلك ان لناتو قدم دعما لوجستيا وعمليا لفرنسا خلال حرب التحرير في الجزائر. وهو ما ترك للجزائر ذكريات سيئة مع الناتو... وهذا ما يفسر مثلا تحفظ الجزائر من تدخل للناتو خلال الأزمة الليبية رغم أن الرأي العام لم يكن متعاطفا مع القذافي. و في سؤال عن تداعيات الزمة على الجزائر، فيؤكد" السلطات تخشى أن يتسع النزاع ويتجاوز شمال مالي خاصة وأن السيطرة على الحدود غير ممكنة. وإذا انتهكت حرمة الأراضي المالية فإن مطالب استقلال الطوارق ستنتشر في كل الساحل ومناطق تواجدهم ومنها الجزائر حيث توجد لهم جالية مهمة. وفي حال زاد الوضع تعقيدا وسقط قتلى فإن الجزائر ستكون مجبرة على التدخل وفي ذلك خطر على استقرار النظام الجزائري"ن و بالمقابل يذكر ان فرنسا ترفض المساهمة في التدخل لان ذلك سيكون بمثابة عودة إلى عهد استعماري. يقول" يوجد اليوم ما يسمى "حرب صفر قتلى". فالولايات المتحدة لم تعد ترغب في نزاعات يموت خلالها جنود أمريكيون. والمبدأ هو نفسه بالنسبة لفرنسا. هناك إرادة لحل الأزمة دون دفع ثمن بشري لتفادي ردود الفعل السلبية للرأي العام. فإذا ما تدخل الفرنسيون سيتدخلون عبر وحدات خاصة على غرار ما حصل في ليبيا."