دعا المخرج المسرحي فوزي عباس في حديثه ل"الأمة العربية"، إلى ضرورة تشكيل ثقافة مسرحية للطفل، هاته الأخيرة التي أضحت تعاني من غياب الإهتمام من قبل المختصين بقضية مسرح الطفل من حيث مبادئه وأصوله وأهدافه التربوية، واصفا عروض بعض المسرحيين والمهرجين بالإرتجالية و السخفة لأنها تقوم على هدم البنية الفكرية لهذ الكائن المرهف الحس، بحيث تؤثر على مزاجه الفطري، على إعتبار أن للطفولة مراحل ويجب الإحاطة بخصوصية كل مرحلة، عبر إشراك المهتمين بعالم مسرح الطفل وتقديم ندوات في المؤسسات التربوية تبرز أهمية الفنون المسرحية في حياة الطفل وإعتبر" فوزي عباس" شريحة المراهقين الدارسين بالثانويات من الشرائح التي وجب العناية بإهتماماتها لاسيما وأنها على مقربة للولوج إلى الجامعة وسوق العمل، ومن ثم فهي محتاجة للأخذ بيدها وتوجيهها حتى لاتنساق للإنحراف، وحسبه هاته المرحلة حساسة لما فيها من تغيرات مرفولوجية وسلوكية. وأضاف "عباس" أن تجربته في تدريس مادة الموسيقى لتلاميذ الثانوية سمحت له بالإحتكاك وخلق صداقات مع هذه الفئة، بحيث قام بإقناع الكثير منهم بأهمية التعلم ممن كانت تجوب في أذهانهم فكرة التخلي عن مقاعد الدراسة، مؤكدا أن تحبيبهم في الفن جعلهم يتخذونه متنفسا لتفريغ طاقاتهم السلبية، وبذلك تحسن مستوى إستيعابهم للمواد الاخرى وأصبحوا مجدين بعد أن كانوا ضعيفي المستوى، كما قام بإكتشاف مواهب بعض طلابه واختارهم لعروض مسرحياته. وأوضح محدثنا أن النصوص المسرحية التي يقوما بإخراجها هي من صنع خياله وتأليف الكاتب" زبوج بوعلام"، إذ غالبا ما يتطرق لأوضاع العلاقات الإجتماعية وتكون ذات نظرة وبعد فلسفيين دون إغفال توظيف التاريخ والتربية الروحية المستمدة من النصوص القرآنية، بهدف جذب المتفرج الشاب لتذوق الجمال وتلقي القيم المثلى برؤية فنية إبداعية. للعلم المخرج "فوزي عباس" متحصل على ليسانس في الموسيقى، فتح له الأديب المرحوم طاهر وطار الباب لعرض أولى أعماله بعد إعادة إحياء فرقة مصطفى كاتب، له عده مسرحيات موجهة للصغار والكبار منها، الجريمة، عودة قبيل، جدار الصمت، و الأجنحة الشرسة، حاز مرتين على التوالي على الجائزة الوطنية الأولى للمسرح المدرسي بمستغانم، كما حصل على الجائزة الثانية في مهرجان الأوبيرات بولاية برج بوعريرج. وحاليا يحضر لأوبيرات غنائية عنوانها " الأستاذ" يحاول من خلالها إبراز علاقة الأساذ بالتلميذ بين الماضي والحاضر، وذلك من عهد الأنبياء إلى عصر السرعة والمعلوماتية.