تخلت عنه رغم أنه يدخل ضمن التراث العالمي السلطات الفرنسية أعادت ترميمه منذ 140 سنة وجعلته منارة للسفن أكدت مصادر موثوقة ل "اليوم"، أن فنار تيبازة المصنف ضمن التراث العالمي المتواجد داخل الحظيرة الأثرية والمطل على الميناء، يواجه خطر الانهيار والاندثار بعد أن قام مقاول اعتمدته البلدية بتهديم أجزاء من البناية بداعي إجراء بعض الترميمات ليترك فجأة كل شيء ويغادر بحجة أنه لم يتسلم مستحقاته كما هو متفق عليه مع البلدية. وأكدت المصادر ذاتها، أن السقوف مهددة بالانهيار، في حين أن حجرة مكتب الفنار في أسوأ حال، حيث تسربت مياه الأمطار إلى الداخل وبقيت الأسلاك الكهربائية عارية ما ينذر بوقوع شرارات كهربائية وحريق في أي لحظة. وأضافت هذه المصادر أن المقاول قام بإزالة إطارات الأبواب ونزع البلاط والسيراميك وخرب الخزائن الحائطية وألحق الضرر بالمرافق الأخرى كالحمام والمطبخ، في حين نزع سقف القبو الذي يفصله عن الغرف العلوية حتى صار المكان يبدو وكأنه تعرض إلى زلزال عنيف، كل ذلك بغرض إعادة الترميم لكن شيئا لم يتحقق بعد أكثر من 13 شهرا. وأوضحت نفس المصادر أن عمليات الترميم تلك تعود إلى 09 أفريل 2009، حيث وبالرغم من حصول المقاول على موافقة الجهات الرسمية بمزاولة الأشغال مدة شهر فقط، إلا أن ذلك امتد حتى جويلية من نفس السنة دون أن يتحقق شيئا ماعدا "التهديم المستمر للبناية". وحسب نفس المصادر، فإن المقاول غادر المكان دون أي اتصال أو تبرير دون أن يعلم شيئا عن مصير الميزانية، لتغادر بعد ذلك فرقة معاينة المنارة دون رجعة ولم تتخذ أي إجراء لإنقاذ هذا المعلم الأثري خصوصا أن الفنار والمنزل التابع له آيلان للسقوط. جدير بالذكر أن السلطات الفرنسية أعادت منذ 140 سنة ترميم هذا المعلم وجعلته منارة للسفن البحرية وبجوارها أنشأت مسكنا وظيفيا للحراس الذين يتكفلون بالحراسة وإشعال ضوء الفنار وهو المسكن الخالي على عروشه على اعتبار أن إدارة حظيرة الآثار الرومانية بتيبازة قد قامت بطرد عائلة الحارس وعامل الإنارة الليلية التي كانت تقطن المبنى المتصل مباشرة بمنارة الميناء القديمة التي يعود تأسيسها رسميا إلى عام 1867 على أنقاض بنايات رومانية، وذلك بحجة ترميم البيت الذي تنص القوانين على منحه للحارس حتى التقاعد ووعدت العائلة بإعادتها إليه خلال شهر واحد على الأكثر، غير أن ذلك لم يحدث، فلا الترميمات أنجزت ولا العائلة عادت إلى مسكنها. هذا وأشارت ذات المصادر أن العائلة طردت من بيتها بحجة الترميم فلم تجد بدا من اتخاذ كوخ حقير مسكنا لها كان في الأصل مرآبا قديما، لا تتجاوز مساحته 4 على 4 أمتار، حيث تتسرب مياه الأمطار على الأسرة طول الشتاء ولا حيلة لها لسد الثقوب إلا بالبلاستيك والزنك. وكانت سلطات البلدية قد أجبرت صاحب المنزل وهو حارس بالمنارة منذ 34 سنة على إيواء البنائين في المنزل وعمدت إلى وضع حاجز بلاستيكي رقيق جدا بين غرف العمال وغرفة زوجته وهو ما رفضه الحارس الذي يغادر المنزل ليلا للعمل في المنارة ما أدى بها إلى منح البيت للعمال والبنائين وطرد الأسرة إلى المرآب يستعمله هو وأبناؤه كمطبخ وحمام وكل شيء، فضلا عن النوم.