اجتمع نحو مائة مستثمر من أبناء الجالية الجزائرية المقيمين بالخارج, مساء امس الجمعة بالجزائر العاصمة, بمبادرة من المجلس العالمي للجالية الجزائرية, بحضور كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية, المكلف بالجالية الوطنية بالخارج, سفيان شايب, و وزير التكوين والتعليم المهنيين, ياسين المهدي وليد. وقد جاء هذا اللقاء في اطار يوم الجاليات الإفريقية المندرج ضمن برنامج الطبعة ال4 من معرض التجارة البينية الافريقية (2025) الذي تحتضنه الجزائر من 4 الى 10 سبتمبر. وأكد المجلس العالمي للجالية الجزائرية, الممثل بمؤسسه كريم زريبي, ورئيسته فريدة غزالي, حرصه على التواجد بالجزائر من خلال اعضائه الذين كلهم عزم على وضع بصمتهم في هذا الانجاز و المساهمة في تنمية الوطن الام الجزائر. وفي هذا الصدد, نوه السيد سفيان شايب, في مداخلته, بالمبادرة القيمة المتمثلة في إنشاء المجلس العالمي للجالية الجزائرية الذي تم اطلاقه, كما قال, في ظرف "يتعرض فيه افراد جاليتنا الى هجمات غير مسبوقة تغذيها خطابات متطرفة وعنصرية". كما اشار السيد شايب, الى ان انشاء المجلس العالمي للجالية الجزائرية "جاء في لحظة مفصلية تعبر عن التطلعات العميقة لأفراد جاليتنا عبر العالم إلى تنظيم أنفسهم في هياكل و بصيغ مختلفة, بما يمكنهم من الاضطلاع بدورهم الكامل كممثلين أوفياء للجزائر في بلدان الاستضافة". واضاف كاتب الدولة, ان "رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذي يولي اهمية كبيرة للجالية الوطنية بالخارج وسهر على تكريسها دستوريا كجزء لا يتجزأ من الامة, ما فتئ يدعو افرادها الى المساهمة في التنمية الوطنية و الى تنظيم انفسهم ليكونوا فاعلين معترف بهم في البلدان التي يقيمون بها". وبعد مداخلة مقتضبة للسيدة فريدة غزالي, التي قدمت نبذة عن المجلس العالمي للجالية الجزائرية (الذي انشئ سنة 2023), اخذ السيد كريم زريبي الكلمة ليؤكد على "تحمس الجزائريين الحاضرين في شتى المجالات عبر العالم, حيث يقدر عددهم حوالي 7 ملايين, من بينهم 5 ملايين في فرنسا وحدها, من اجل المساهمة في تنمية بلادهم", معلنا عن الانشاء المقبل لهيئة بالجزائر مخصصة للجالية الوطنية. وأوضح أن الهدف من هذه الهيئة هو تسهيل و تسريع إنجاز المشاريع لغرض خلق "قصص نجاح" والتعريف أكثر بإنجازات الجزائر, وستكون من بين مهامها, يضيف السيد زريبي, "مرافقة حاملي المشاريع من افراد الجالية وتسهيل استقبالهم و توجيههم و مساعدتهم على تجسيد مشاريعهم من خلال تحسين خطط الأعمال, و الحصول على مواعيد مع المؤسسات البنكية او الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار. وبشأن حماية صورة الجزائر وانجازاتها الكبرى, شدد مؤسس المجلس على انه "من الضروري ان يتكفل ابناء الجزائر بسرد قصص نجاح بلدهم", مبرزا اهمية "قصص النجاح" التي من شأنها "إبراز الانجازات و اعتماد نظرة إيجابية نحو المستقبل". وفي هذا الصدد, أعلن السيد زريبي عن قرب انشاء عدة فروع للمجلس العالمي للجالية الجزائرية, سيما بمونتريال (كندا) والولايات المتحدة (واشنطن, نيويورك, سان فرانسيسكو), و كذلك لندن و الدوحة, إلى جانب نحو خمسين فرعا بفرنسا و فرع في البرلمان الاوروبي (يغطي بلجيكا و هولندا و لوكسمبورغ), وذلك من اجل هيكلة الجالية الجزائرية و الوصول الى انشاء "لوبي جزائري" لممارسة "دبلوماسية التأثير". وخلص في الاخير الى التأكيد بان الجالية مدعوة أيضا المساهمة في تسهيل تصدير المنتجات الجزائرية ذات الجودة عبر العالم, مضيفا أنها "على استعداد لتجسيد هذه المبادرات كافة و التحول إلى قوة منظمة و مهيكلة من خلال كفاءات و مؤهلات عناصرها البشرية و دعم السلطات.