بعد أشهر من الشد والجذب والتكهن بكل ما يمكن أن يفضي إليه النزال الانتخابي، احتفل إيمانويل ماكرون، البالغ من العمر 39 عاماً، بفوزه الكبير على غريمته مارين لوبان، بعدما نال 63% من أصوات الفرنسيين كثامن رئيس للبلاد وأصغرهم خلال تاريخ السلطة الفرنسية، لتربط العديد من وسائل الإعلام العالمية صغر سن "ماكرون" مع اهتاماته الرياضية وميولاته التشجيعية في عالم كرة القدم التي تعتبر اللعبة الأكثر شعبية في فرنسا. وبالرغم من أن الحملة الانتخابية للرئيس الجديد، إيمانويل ماكرون، كانت خالية من البرامج الرياضية التي يبدو أنها لا تشكل أولوياته، رغم اهتمامه وممارسته لبعض الرياضات، حيث يعرف عن زعيم حركة "إلى الأمام"، إلا أنه من مشجعي فريق أولمبيك مرسيليا منذ سنوات مراهقته، إضافة إلى ممارسته رياضتي التنس والمشي، حتى خلال حملته الانتخابية. وكشفت رابطة دوري كرة القدم في باريس عن بطاقة رسمية لإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المنتخب حينما كان يلعب في صفوف منطقة إيل دو فرانس في العاصمة الفرنسية في مرحلة سابقة من عمره، وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، أن الرئيس المنتخب سبق له اللعب في فريق إيل دو فرانس في دوري المناطق في باريس موسم 2006-2007 أي قبل نحو عشر سنوات حينما كان عمره 29 عامًا، وكان ماكرون يمارس كرة القدم في الجامعة، صباح كل يوم سبت، مع زملائه الطلبة ، وذلك حسبما ذكر الموقع الرسمي للجامعة على الأنترنت. من مدرجات مارسيليا إلى قصر الإليزيه ولم يخف الرئيس الفرنسي الجديد عشقه لنادي أولمبيك مارسيليا، الذي ينافس في الدوري الفرنسي لكرة القدم، إذ أنه يشجعه منذ كان طفلاً، ولا يزال من عشاق هذا الفريق العريق، وبالرغم من الفترة الزمينة الحرجة التي يمر بها نادي الجنوب وابتعاده عن منصات التتويج في "ليغا 1″، إلا أن ماكرون ساند فريقه المفضل، من خلال حضور مباريات في الدوري الفرنسي على ملعب "فيلودروم" معقل مارسيليا. تعزيز الرياضة الصحية …أهم برامجه الرئاسية وفي نفس السياق، يراهن إيمانويل ماكرون على الرياضة كوسيلة للترويج لفرنسا لتسهيل ظروف نجاح الرياضيين، كما يطالب بإعادة النظر في طريقة إدارة القطاع المتبعة منذ الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. وكذلك التنسيق أكثر بين الأطراف التي تمول الرياضة الفرنسية، كما يساند بقوة تنظيم فرنسا للتظاهرات الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية 2024 وكأس العالم للريغبي 2023، فيما يركز المشروع الذي يقدمه ماكرون على رياضة الهواة، حيث يقترح رفع عدد الرياضيين الهواة الدائمين بثلاثة ملايين شخص، أي بزيادة 10 بالمئة، وكذلك تسهيل ممارسة الرياضة في المؤسسات، بالتوقيع على اتفاق وطني احترافي أو إنشاء "مراكز الرياضة والصحة" لمرافقة الأشخاص الراغبين في تحسين حياتهم اليومية من خلال الأنشطة الرياضية.