رئيس نقابة الطيارين بالجوية الجزائرية.. كريم سغوان في حوار للنهار: «نصلي صلاة الجمعة مرة في الشهر ولا نتناول الخمر» الجوية تصرف ملياري سنتيم لتكوين طيار واحد في أكسفورد 517 طيار حائزون على شهادة «الباك» وتوظيف فاقديها مسموح عند الحاجة رحلة موسكو ب 30 مسافرات ويخصص لها طائرة تتسع إلى 250 راكب «الزرزور» أصبح خطرا علينا وعلى الوصايا التدخل لإنقاذ الوضع قال رئيس النقابة الوطنية المستقلة للطيارين بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، كريم سغوان، في حوار خص به «النهار»، إن الطيارين الذين هجروا المؤسسة باتجاه شركات خليجية ودول آسيا وعددهم مئة، يتقاضون رواتب تزيد عن 22 ألف دولار، وهي تزيد بمئة وخمسين من المئة عن تلك التي يتقاضاها الطيار في الجزائر، وأكد استحالة الالتحاق بهذه المؤسسات بعد التوقيع على اتفاقية منع التوظيف مع «القطرية» و«عمان آير»، وكذا التوقيع على بروتوكول الاتفاقية مع المؤسسة الذي نستفيد بموجبه من زيادات في الراتب بصفة تدريجية، مؤكدا أن توظيف طيارين من دون «باك» ممكن بالنسبة للذين تلقوا تكوينات ذاتية في الخارج بأموالهم الخاصة، وهذا عند الحاجة، معربا عن استيائه من تضخيم وزارة الدفاع الفرنسية للحادثة الأخيرة، وقال إن التضخيم هدفه تشويه سمعة الجوية الجزائرية والطيار الذي يحمل الجنسية الجزائرية. وعن الأخطار التي بات يواجهها الطيار، رد نقيب الطيارين أن «أسراب الزرزور» تستدعي حلا عاجلا. لماذا تلتزم نقابة الطيارين الصمت في الظرف الحالي الذي تعرف فيه الجوية الجزائرية حالة غليان؟ أهم سبب لالتزام أزيد من خمسمئة طيار الصمت يعود إلى بروتوكول الاتفاقية الموقعة مع الرئيس المدير العام السابق للمؤسسة، محمد عبدو بودربالة، يوم 14 جوان 2016، بعد مفاوضات انطلقت في عهد «وحيد بوعبد الله» سنة 2010، وتطبيق مضامينها في عهد، بخوش علاش، وأود أن أشير هنا إلى أن التوقيع على بروتوكول الاتفاق تم بفضل لغة الحوار التي تبنتها النقابة وليس بالإضرابات، وهذا تجنيبا للمؤسسة من كارثة كما جعلناها شركة مواطنة بالدرجة الأولى ورفعنا التحديات منذ الستينات ولن نتوقف عن ذلك. ماذا استفاد 517 طيار يشتغلون بالمؤسسة من بروتوكول الاتفاقية؟ نستفيد بصفة تدريجية من زيادات في الأجور ونشتغل طبقا للمعايير الدولية المعمول بها في مجال الطيران المدني، خاصة ما تعلق منها باحترام عدد ساعات العمل بعد صدور المرسوم الخاص بذلك، وعمر الاتفاقية سينتهي العام الجاري، طبقنا 90 من المئة من مضامينها وتبقى عشرة من المئة فقط. هل لنا أن نعرف عدد الساعات التي يشتغلها الطيار في الشهر؟ نشتغل 168 ساعة خلال ثمانية وعشرون يوما بمعدل 52 ساعة في الأسبوع وألف وثمانمئة ساعة في السنة. على ذكر ساعات العمل التي قدرتموها بمئة وثمانية وستون يوما، هل لنا أن نعرف كم يتقاضى طيار الجوية الجزائرية؟ «يبتسم.. يصمت.. ثم يرد» زملاؤنا الذين غادروا الجوية الجزائرية باتجاه «القطرية إير وايز» مثلا أو «عمان آير» يتراوح راتبهم ما بين 12 ألفا و22 ألف دولار، بما يعادل 250 مليون سنتيم في الشهر، ناهيك عن توفير كافة الامتيازات الأخرى لهم ولعائلاتهم. أنا أتحدث عن راتب الطيّار الجزائري؟ لماذا تركزين على راتبنا.. هذا غير مهم. هل هي أكبر من رواتب زملائكم في القطرية؟ لا..أقل بكم تقل؟ بقرابة مئة وخمسين من المئة إذا تصل إلى مائة مليون؟؟ نحن نشتغل كثيرا «ستة أيام على سبعة» وراتبنا غير ثابت، فكلما ضاعفنا من عدد ساعات العمل كلما ارتفع معها الراتب، وبإمكاننا أن نتقاضى مئة مليون سنتيم «كي نهنبروا بزاف». ساعات الراحة بكم تقدر؟ نخضع إلى نظام FRMS الذي يراقب حالتي التعب والراحة للطيار ونكون دائما تحت مراقبة مركز الفحص الطبي التابع للمستشفى العسكري لعين النعجة، فإذا أثبت الفحص الطبي بأن الطيار يعاني حالة إرهاق فهنا يمنع من التحليق. بما أنكم تشتغلون ستة أيام على سبعة، فأنتم ممنوعون إذا من أداء صلاة الجمعة؟ آه.. لدينا الحق في الاستفادة من جمعة واحدة في المسجد. لماذا لا تلتحقون بشركات الطيران الأجنبية حتى تستفيدون من الامتيازات التي يستفيد منها زملاؤكم؟ هناك مدير سابق لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وقّع على اتفاقيات مع شركات طيران خليجية مثل «القطرية آير وايز» و«عمان آير» حتى يجمد توظيفنا هناك. لكن هناك شركات أخرى؟ الطيار الجزائر مطلوب بكثرة لدى شركات الطيران الخليجية وشركات دول آسيا نظير الإغراءات التي تقدمها. وشركات طيران الدول الأوروبية؟ لا نفكر فيها إطلاقا، لأنها تطلب الجنسية وأنا مثلا يستحيل علي التفكير في التنازل عن جنسيتي الجزائرية. كم يقدر عدد الطيارين الذين غادروا الجوية الجزائرية؟ عددهم مئة، وموزعون على شركات الطيران لدول الخليج وآسيا. قلتم إن بروتوكول الاتفاقية ساعد على خلق الطمأنينة لدى الطيار، كيف ذلك؟ نعم هذا صحيح، فمنذ نهاية 2016 أي بعد التوقيع على الاتفاقية وإلى غاية نهاية 2017، التفكير في الهجرة يكاد ينعدم لأن وضع الطيار تحسن كثيرا. الوضع المالي الذي تمر به شركة الخطوط الجوية الجزائرية صعب وجعل المدير العام يحرر رسالة يرفع فيها شكواه من أجل مساندته، فهل أنتم كطيارين مستعدين لذلك؟ أكيد مستعدون لتحمل الوضع وآجالنا غير محددة لذلك. إلغاء مدير الطيران المدني لشرط حيازة شهادة البكالوريا للالتحاق بصفوف الطيارين هل كانت سببا في إقالة محمد عبدو بودربالة؟ لا أدري إن كان سببا أم لا. هل من تعليق؟ لدينا 517 طيار، حسب آخر الإحصائيات الرسمية التي نحوزها، وكلهم حائزون على شهادة البكالوريا عملا بمضمون القانون الأساسي الذي يشترط «باك + 2» لتكون طيارا. هل أنت متأكد من ذلك؟ شغل منصب طيار يتطلب توفير ما يسمى «FICHE DE POSTE» وهي وثيقة أساسية لإثبات المستوى. انتشرت مؤخرا أخبار مفادها وجود أصحاب «الشكارة» من الذين يتلقون تكوينات في الخارج في قيادة الطائرات حتى يلتحقوا بصفوفكم رغم افتقادهم إلى شهادة البكالوريا، بماذا تردون؟ نعم هناك حالات من هذا القبيل وإدارة الشركة تستعين بهم أو توظفهم عند الحاجة. الجوية الجزائرية تشكو وضعها المالي، هذا الوضع هل سيؤدي إلى التوقف عن التكوين في الخارج؟ هناك مشروع لتكوين مئتي طيار في أكسفورد، سبعون منهم التحقوا بصفوف الطيارين ويقومون برحلات جوية دولية والبقية سيلتحقون تدريجيا. كم تقدر تكلفة التكوين؟ التكلفة تتراوح ما بين المليار وخمسمئة مليون وقد تصل إلى ملياري سنتيم. لماذا لا يتم التكوين محليا؟ كانت لدينا مدرسة لتقنيي الطيران والطيران المدني ENATAC في قسنطينة تكونت فيها أنا شخصيا رفقة بعض المراقبين والطيارين تم حلها، ونحن لسنا ضد التكوين المحلي بل نرحب به. كم تستغرق مدة التكوين؟ من 22 إلى 30 شهرا. ما تعليقكم على ما يشاع حول وجود عدد كبير من أبناء المسؤولين يشتغلون كطيارين في الجوية الجزائرية؟ مادام أنه جزائري ويحمل الجنسية الجزائرية ويجري في عروقه دم جزائري فمرحبا به، كما هو مرحب بأبناء «الزوالية» من أقصى جنوبالجزائر إلى شمالها. هل أنت ابن مسؤول؟ أنا ابن «زوالي» ومعاش والدي رحمه الله كان ألفي دينار فيما سبق، وأنا شاهد على ذلك لأنه كان يكلفني بملء الصك، وارتفعت القيمة فيما بعد إلى عشرة آلاف دينار بعد الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية لفائدة المتقاعدين. هناك خبراء في مجال الطيران المدني يحاولون تشويه سمعة الطيار والجوية الجزائرية على حد سواء، ما تعليقكم؟ أدعو هؤلاء الذين يدّعون بأنهم خبراء إلى تنظيم ندوات وحملات تحسيسية، وعلى ما أظن فإن الخبير مطالب بالتريث قبل التحليل حتى يقدم معطيات صحيحة لا تضرب بمصداقيته، أنا شخصيا لا أعرف هؤلاء الخبراء ولم يسبق لي وأن تعاملت معهم ولا أرغب في الإدلاء بتصريحات أقصفهم بها وبالدليل الواضح. بصفتك طيار، ما تعليقك على الحادثة الأخيرة التي وقعت مع زميلكم «لخضر عشيبة» بفرنسا وجعلت وزارة الدفاع الفرنسية تحرر بيانا بخصوص القضية؟ تفاجأت لغياب الاحترافية في التعامل مع القضية، سواء من الذين ادّعوا بأنهم خبراء أو من السلطات الفرنسية التي أعطت للقضية أكثر من حجمها. هل هذا راجع إلى جنسية الطيار الجزائرية لذلك تم تضخيم القضية من طرف وزارة الدفاع الفرنسية؟ أكيد، فهذا النوع من القضايا مسجل منذ عام 2001 وفي 2015 تم إحصاء 76 قضية من هذا النوع، وبعد حادثة الجزائر الأخيرة تم تسجيل نفس الحادثة من طيار من البرتغال ولم يتم تضخيمها بنفس الحجم الذي حدث مع الجزائر. هل هناك طيارون في الجوية الجزائرية يتناولون الخمر قبل الإقلاع؟ هذا مستحيل، لأننا نخضع إلى تحاليل وفحوصات فجائية من طرف أطباء مركز الفحص الطبي التابع لمستشفى عين النعجة، فأحيانا التحاليل تشمل البول وأحيانا أخرى تشمل الدم، وفي حال اكتشاف وجود خمر فإن الطيار ستسحب منه رخصة الطيران نهائيا. ماذا عن أهم المخاطر التي تصادف الطيار أثناء رحلته الجوية؟ في الجزائر وفي الظرف الحالي أسراب الطيور «الزرزور» أصبحت تشكل خطرا علينا، بالإضافة إلى مختلف الحيوانات، لذلك نطالب بمنارات راديوية، ومؤخرا سجلنا حادثة عودة طائرة كانت متجهة إلى أحد مطارات فرنسا بسبب «الزرزور» بعد دقائق من إقلاعها. هل الرحلات البعيدة التي تقومون بها ممتلئة؟ لدينا مثلا رحلة «الجزائر-موسكو» تكون دائما شبه فارغة، حيث يصل عدد ركابها في بعض الأحيان إلى ثلاثين، ورغم ذلك المؤسسة تخصص لها طائرات كبيرة الحجم من نوع «بوينغ 737/800». بماذا تنصح مسؤولي الشركة؟ أنصحهم بالعمل على الرفع من عدد الرحلات باتجاه الجنوب حتى نتمكن من السيطرة على السوق الإفريقية للطيران ومنافسة الشركات التي تحاول الاستحواذ عليها. هل أنت مع أو ضد العمل بنظام «السماء المفتوحة» OPEN SKY؟ «السماء المفتوحة» تسيطر عليها الشركات التي ترغب في خدمة مصلحتها الخاصة قبل العامة، وهنا أتساءل ما الغرض من مجيء «آير كندا» في فصل الصيف واختفائها في عز الشتاء. كيف ترى طريقة تسيير شركة الخطوط الجوية الجزائرية؟ الجوية الجزائرية بحاجة إلى تغيير الذهنيات وبحاجة إلى إضفاء قيمة مضافة، خاصة وأن المسافر الجزائري أصبح جد متطلب. وماذا أيضا؟ الانتهاء من إنجاز مشروع مطار الجزائر الذي سيحول الجزائر إلى مركز عبور دولي HUB، يستدعي من مسؤولي المؤسسة مواكبة هذا التطور الذي ستعرفه هذه الهيئة. نفهم من كلامكم أن تطور الجوية الجزائرية مرهون بتطور مطار الجزائر؟ مطالبة بمواكبة التطورات التي توصلت إليها مختلف شركات الطيران وكذا تطور قطاع السياحة. كسؤال أخير، هل في اعتقادكم بأن «بخوش علاش» الذي شغل في وقت سابق طيارا بالمؤسسة قبل أن يعتلي منصب رئيس مدير عام لها، قادر على التسيير وإخراج الشركة من محنتها؟ هناك طيارون أصبحوا رؤساء لدول وآخرون ملوكا لها.