التأخر في إقرار الزيادات وعدم احتساب الساعات الإضافية وراء القرار بودربالة لالنهار «الطيارون يُخفون عني ذلك وسأبحث الأمر معهم غدا» ستعرف شركة الخطوط الجوية الجزائرية هجرة جماعية لطيّاريها، قبل نهاية شهر مارس القادم، باتجاه الشركة الصينية للطيران، نظير الرواتب المغرية التي تقدمها المؤسسة والتي تصل إلى 300 ألف دولار في السنة. باشر ثلاثون طيارا من شركة الخطوط الجوية الجزائرية اتصالات رسمية مع شركة «تشاينيز آير لاينز» للالتحاق بصفوف طياريها، بعدما قامت بإعلان تبحث من خلاله عن طيارين أكفاء من مختلف أنحاء العالم، مقابل أجور تصل أو تزيد عن ثلاثمائة ألف دولار سنويا. وحسب معلومات تحصلت عليها «النهار» من مصادر مقربة من الطيارين، فإن الأجور التي قدّمها الشريك الصيني للطيران المدني تحدد حسب طراز الطائرة التي يقودها الطيار، وأشارت إلى أن قائد طائرة «بوينغ 737» سيتقاضى 257 ألف دولار في السنة، فيما ترتفع القيمة إلى 296 ألف دولار في السنة لأولئك المختصين في قيادة طائرة من طراز «أيرباص أ320 وأ330». وبالإستناد إلى المصادر النقابية التي كشفت عن التحضير لهجرة جماعية لطياري شركة الخطوط الجوية الجزائرية، فإن أسباب الهجرة تعود إلى عدم تجسيد مسؤولي المؤسسة وعودهم، والتأخر الكبير في إقرار زيادات في الأجور واحتساب ساعات العمل الإضافية التي وصلت لدى الكثيرين إلى معدل شهرين إضافيين، مما جعل نقابة الطيارين تطالب بالعمل بنظام الإعلام الآلي لاحتساب الساعات الإضافية، ناهيك عن تجاهلهم في التمثيل على مستوى لجنة المشاركة المكلفة بمنح قروض وتقديم خدمات أخرى لفائدة موظفي الشركة. وأكدت مصادر «النهار» على أن الثلاثين طيارا الذين باشروا اتصالات رسمية مع «الصينية للطيران» يفضّلون إبقاء اتصالاتهم سرية، إلى حين الانضمام إلى صفوف طياري هذه المؤسسة قبل شهر مارس من العام الداخل، في انتظار انطلاق ثلاثين آخرين في مفاوضات مع مسؤولي نفس الشركة، للالتحاق بها قبل نهاية السداسي الأول من 2017. ويحوز أغلب الطيارين الذين هم بصدد تطليق الجوية الجزائرية على خبرة مهنية تصل إلى عقدين من الزمن، حيث كانوا قد تلقوا تكوينات في مختلف مراكز الطيران العالمية، مقابل صرف أموال طائلة من خزينة الشركة، لتستفيد من خبرتهم في الأخير مؤسسات أجنبية تشكل خطرا حقيقيا على الشريك الوطني في سوق الطيران المدني. وتأتي الهجرة باتجاه الصينية للطيران، بعد تدخل سابق للسلطات الجزائرية التي قامت بسد كافة أبواب الهجرة نحو «كاتر آيروايز» في وجوه طياري الجوية الجزائرية، بعد اتفاق مع نظيرتها القطرية. بودربالة لالنهار: «سأبحث الأمر غدا مع الطيارين» اتصلت «النهار» بالرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، محمد عبدو بودربالة، لمعرفة موقفه من الهجرة الجماعية التي يحضّر لها طيارو مؤسسته، ليكون رده بالقول «كنت في جلسة معهم أول أمس الخميس، ولم يتطرقوا معي للقضية، وسأعمل على معرفة الأسباب الرئيسة التي كانت وراء الهجرة، غدا الأحد خلال اللقاء الذي سيجمعني بهم مجددا»، وأكد «هدفي الأساسي هو الحفاظ على استقرار المؤسسة وتجسيد الأهداف التي سطّرتها منذ تعييني على رأس الشركة».