حدد المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا لائحة تظم 41 جمجمة للشهداء الجزائريين الموجودين في فرنسا لإرجاعهم إلى الجزائر. وأكد رئيس المتحف الفرنسي برونو ديفيد، أن فرنسا مستعدة لمرافقة عملية إسترجاع جماجم الشهداء التي تحتفظ بها. مشيرا إلى أن المتحف على استعداد تام لتسليم الجماجم و”نحن في انتظار تعليمات من الحكومة” حسبه. حسبما أكدته وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة لوكالة الأنباء الفرنسية. وخلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر يوم 6 ديسمبر الفارط. إلتزم باستعادة الجزائر للجماجم المحفوظة في المتحف الفرنسي. وقال ديفيد بروندو لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّ فرنسا تتفهم القيمة التاريخية لهذه الجماجم التي دخلت إلى فرنسا في القرن 19. وكان المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، هو من رفع سنة 2011 مسألة هذه الجماجم الجزائرية بعد إجراء البحوث في المتحف. حسبما أكده “ألان فرومنت” الرئيس السابق لمجموعات الرفات البشرية في المتحف. وقال علي فريد بلقاضي لموقع على الأنترنت، أنّ الجماجم محفوظة في علب من الكارتون مخصصة للأحذية. وهو ما انتقده برونو ديفيد الذي أكد أن الجماجم محفوظة في خزائن مغلقة وفي غرف مؤمنة. كما تم منع رؤية هذه الجماجم إحتراما لهم. وأضاف أنه تم إرسال قائمة من قبل قصر “الإليزي” تضم 41 جمجمة تم تحديدها من الجزائر من بين 18 ألف جمجمة متواجدة بالمتحف مشيرا إلى أنه تم التعرف على سبعة جماجم ويتعلق الأمر بالشيخ بوزيان، زعيم ثورة الزعاطشة سنة 1849. والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الفرنسيين وقاموا بقطع رأسه، بالإضافة إلى مساعده ورأسهما محنطان بالمتحف منذ 1880. بالإضافة إلى جمجمة محمد لمجاد بن عبد المالك الملقب “بشريف بوبغلا” أول من أقام الثورة الشعبية وقتل في 1854. وبعد انتهاء الحرب اعتبر الجيش هذه الجماجم بمثابة جوائز يجب الإحتفاظ بها حسبما أكده “آلان فرومنت”. مشيرا إلى أنه قبل عشرات السنين تم منح هذه الجماجم إلى المتحف من قبل الأطباء العسكريين. وأضاف أن المتحف أثبت أن ستة جماجم أخرى تعود لجزائريين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الجيش الفرنسي. من جهته قال “برونو ديفيد”، أن هناك 28 جمجمة تتطلب تحقيقا عميقا ومن الممكن أن تكون لشهداء. توفو في المستشفى وشاركوا في المقارمة الجزائرية. وأضاف أنه تم تسليم الجماجم إلى المتحف الفرنسي، ولا يمكن تركها بفضل القانون الذي ستعده فرنسا.