حالة استنفار قصوى في المناطق الحدودية للجزائر سريران في أقسام الإنعاش بكبرى المستشفيات الجامعية تحسبا للحالات الطارئة اعتمدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مخططا صحيا مستعجلا، للتأمين الصحي للمناطق الحدودية للجزائر، بالنظر إلى تربص أمراض فتّاكة بالجزائر، على غرار «الكوليرا» و«الملاريا». ووجهت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تعليمات للقائمين على المراكز الصحية في المناطق الحدودية، لرفع مستوى «التأهب الحذر». قصد تفادي تسجيل إصابات بالأمراض التي يمكن أن تدخل إلى الجزائر، والتي تهدد الصحة العمومية للجزائريين، مع إخضاع كافة المهاجرين للفحص الطبي، خاصة الذين دخلوا الجزائر عبر المناطق الحدودية الجنوبية بالدرجة الأولى. وبالنسبة للوضعية الوبائية في الجزائر، فتقدر عدد الحالات المسجلة ب«الملاريا» 500 حالة مستوردة كمعدل سنوي، والتي تفرض رفع درجات التأهب في كامل المناطق الحدودية. مع تشديد إجراءات المراقبة على كافة المهاجرين واللاجئين المتواجدين في المناطق الحدودية، تحسبا لنقلهم لأي نوع من الأوبئة التي تنتشر بكثرة في البلدان التي قدموا منها، على غرار ولاية تمنراست التي تقع على مقربة من الحدود المالية، مع إيفاد فرق طبية للتحقق من الوضعية الوبائية. وفي سياق متصل، تشهد المرافق الصحية على مستوى المناطق الحدودية الجزائرية مع ماليوالنيجر، حالة تأهب قصوى، مع شنّ حملات لقتل الحشرات الناقلة لحمى المستنقعات، بسبب تضاعف عدد حالات الإصابات بمرض «الملاريا» في شمال مالي. بالإضافة إلى معاناة النيجر من موجة «الكوليرا»، حيث توفي قرابة 31 شخصا وإصابة أزيد من 1800 آخر. وسجلت ذات المصالح تشكل بؤر وبائية محلية، فضلا عن الحالات المستوردة بسبب الأفارقة النازحين في إطار الهجرة غير الشرعية، حيث وجهت الوزارة تعليمات صارمة للممارسين للبقاء في حالة يقظة إزاء الحالات الغامضة المتعلقة بالحمى والإسهال الشديدين. ومن ضمن التدابير التي اعتمدتها وزارة الصحة لمواجهة «الكوليرا»، تخصيص سريرين أو ثلاثة على مستوى أقسام الإنعاش للتكفل بالحالات الطارئة، مع تعزيز فرق التنظيف، خاصة على مستوى دورات المياه التي قد تكون بؤرة من بؤر انتقال المرض. وتشمل الإجراءات كيفية تعامل الطواقم الطبية مع الحالات المشتبه فيها، التي تظهر عليها أعراض الحمى والإسهال، وضرورة الكشف عن المرافقين لها، لا سيما وأنه مرض يتنقل من شخص إلى آخر. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الممارسين الطبيين إخطار المراكز الطبية المرجعية الأقرب إليهم بكل الحالات الوافدة عليهم، من أجل إيفاد فرق طبية للتحقق من الإصابات وعزلها في الوقت المناسب في غرف انفرادية لحصر المرض . ومن جملة التدابير التي وردت في الدليل الذي وجهته وزارة الصحة، فإنه يجب الالتزام التام بشروط النظافة، واستعمال وسائل الوقاية من قفازات وكمّامات الأفواه، والغسل المستمر للأيدي والمطهّرات. والامتناع عن غسل ملابس العاملين في مصالح الاستعجالات والأمراض المعدية في المنازل، لتفادي انتقال المرض.