خطيبي‮ يهددني‮ بالفضيحة‮ لأنه نال مني‮ قبل الأوان‮

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: سيدتي نور، حتى لا أطيل عليك أخبرك أني مخطوبة لشاب كنت أحبه وأخطأت معه، الخطأ الذي أفقدني شرفي، لقد ندمت بعد ذلك ولا أريد الزواج منه لأنني أحسست أنه استغل ضعفي وحبي له، المشكلة أنه يهددني إما الزواج منه أو الفضيحة لأنه سجّل لي صورا مخلة يوم كنت معه في زمن الضلال، فكيف أتصرف؟ ح/ عين الدفلى
الرد:
عزيزتي، هل ندمت على علاقتك به أو على خطأك معه؟ أم ندمت لأنك اكتشفت وضاعته وخسته، أم تراك ندمت على الخطيئة وعلى اغضابك لربك من أجل من لا يستحق، على أي حال لابد أن تكوني قد تعلمت من التجربة، وأن تتعلم كل فتاة أن أي رجل في الكون مهما علت درجته فلن يعلو على خالقه، لن يفيدها أن ترضيه وتغضب ربها، مهما كانت درجة الحب أو القرب بينها وبينه، ولو كنت أرضيت ربك فقط، ما استطاع شخص مهما كان أن يهددك أو يستغلك، لكن قدر الله وما شاء فعل، ولا حل أمامك الآن سوى إتمام الزواج بأي شكل، لأن شخصا على هذه الدرجة من الإنحطاط لا يؤمن جانبه، ويا ليت كل فتاة تتعظ ولا تسلم نفسها بهذه السهولة لكل عابث يستغلها ويهتك عرضها.
أعلم أنه الآن لا وقت للنصيحة ولا وقت حتى للندم، بل لا وقت للتفكير والإختيار، بين الإستمرار أو الإنفصال، بل ما يجب أن تفكري فيه الآن هو إتمام الزواج قبل أن ينفذ تهديده بالفعل، وتكونين في هذه الحالة قد خسرت كل شيء، وأهم شيء قد تخسرينه هو سمعتك، بل وسمعة عائلتك بكاملها، ليس نتيجة تسرعك فقط، بل نتيجة تعجلك للعلاقة قبل الأوان، وكونك سلمت نفسك بسرعة لشخص لم تكتشفي عيوبه إلا مؤخرا، فقد ضيعت على نفسك كل فرصة للإختيار، فقط الموافقة على الزواج والتوبة من الذنب والإستغفار الكثير هو كل ما يمكنك القيام به الآن، لعل الله يجعل لك يسرا بعد عسر وفرج بعد الضيق، واحمدي ربك أنه متمسك بالزواج منك مهما كانت أسبابه، لأن نبل الغاية لا يبرر له رخص الوسيلة وقذارتها.
رغم أن ما فعله بك من تصوير وتهديد وغيره، خال من كل معاني المروءة والأخلاق والشرف، لكن الحق أنه ليس ملاما وحده، فإن هو تصرف معك بهذه الخسة فذلك لأنك منحته الفرصة الذهبية، وقد يكون تمسكه بك حب رغم أن أخلاق المحبين أرفع من ذلك، فقد كان من الممكن أن يحدث بينكما ما حدث وأكثر ويتركك غير نادم أو آسف، وحتى لو كان لم يعد الآن يعجبك أو يروق لك فقد مضي وقت الإختيار بين أن تتركيه أو تتزوجيه، لأنك بما فعلت فوت على نفسك فرصة الإختيار، ووضعت نفسك أمام طريق لم يعد فيه إمكانية للتراجع، بل صار التفكير حلما صعبا فات وقته، وجاء وقت التنفيذ، تنفيذ الزواج والمضي في هذا الطريق، ولعل كل الفتيات يفكرن ألف مرة قبل التسرع الذي لن يعقبه إلا الندم.
أعرف جيدا أن الزواج بهذه الطريقة قد لا يكون موفقا، لأن المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، لكنك الآن في وقت لا يسمح لك بالإختيار والوقت فات فلابد من الزواج، ذاك هو الحل الوحيد أمامك الآن، اطلبي من الله أن يغفر لك ولخطيبك وأن يهديه، لعله يدرك أنه أخطأ في حقك وفي حق نفسه، فيستغفر ويبدأ معك حياة جديدة.
ردت نور