لقد كان عطاء بن أبي رباح أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمي بعد ذلك، وقال عنه إبراهيم الحربي: كان عطاء عبدا أسود لامرأة من أهل مكة، وكان أنفه كأنه باقلاء، خمسة عيوب كانت في عطاء. كان لعطاء رغم كل تلك العيوب أذنان تسمعان، ورجلان تمشيان، وكان له لسانا يتكلم ويد تكتب وعقل يفكر ويحفظ، فقال سأطلب العلم عند كل عالم، سأجتهد وأتعلم وأثبت لنفسي وللناس أني قادر على تغيير حياتي للأفضل بإذن اللّه، فجد واجتهد لمدة تزيد عن 30 سنة فصاح بعدها مناد في زمن بني أمية بمكة أيام الحج لا يفتي الناس إلا عطاء. وقال عنه الإمام أبو حنيفة، ما رأيت أفضل من عطاء وقال الإمام إبراهيم الحربي، جاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي فلما صلى التفت إليهم فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حول قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه، قوما فقاما فقال، يا بني لا تنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود. لقد أصبح عطاء بن أبي رباح عالم عظيم في عصره، رسم صورة ذهنية متفائلة مشرقة عن نفسه وواقعه فكان له ما رأى وتوقع، فهذه كانت قصة عطاء الذي مكث في الحرم 30 سنة يطلب العلم.