إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية الجديدة التي خرج لأجلها الملايين ،لا يجب أن تستمد وحدها من الحراك الشعبي الشبابي المتميز بالحماسة والعاطفة وفورية التغيير،وإنما يمكن أن تستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري إلى ردة فعل يفقد معها هذا الطابع السلمي لحراك الشارع ، والذي قد نراه من البعض رافضي إجراء الانتخابات حينها،ولو أن ذلك صدر من أقلية وفي بعض المناطق المحدودة من الجزائر،وهذا ديمقراطيا غير مقبول،فالواجب أن تخضع الأقلية لقرار الغالبية..؟ ومن هنا فإنه يجب على الجميع أن يتجه إلى الحوار الوطني الجاد بغية الوصول إلى الهدف الحقيقي الذي خرج من أجله الحراك الشعبي المبارك منذ 22 فيفري الماضي ،وإلا سوف ندخل في نفق مظلم ودوامة سحيقة لا يعلم متى الخروج منها إلا الله ،وهذا ما يريده ويعمل لأجله أعداء هذا الوطن ،ولن يكون لهم ذلك أبدا ما دمنا متمسكين بالوحدة والعمل بوضوح وشفافية وبإخلاص ،بعيدا عن الشعبوية التي تزول بزوال السبب والمسبب والتي أذهبت لا حقا هيبة الدولة ورسخت عدم الثقة في مؤسساتها ..! إقامة الجمهورية الجزائرية الجديدة، والتي سوف تستكمل بتضحيات أصحاب الهمم العالية والنفوس الراقية ، تبدأ من إعادة بناء أسسها بسواعد الجميع ودون إقصاء أو تهميش ،وإلا سوف نكرر نفس ما عشناه وربما أكثر،غير أن تعيين الدكتور عبد العزيز جراد ،هو أمل في حد ذاته وإشارة من رئيس الجمهورية تدل على العزم والحزم على العزم على الوقوف مجددا..؟ وما مخطط عمل الحكومة الذي عرضه الوزير الأول “عبد العزيز جراد” على نواب المجلس الشعبي الوطني في وقت سابق،إلا خطوة تعمل في هذا الاتجاه الذي يهدف إلى إعادة البناء الوطني بأفكار جديدة وبنفس متجدد وبالتالي إعادة اللحمة الوطنية إلى مكانها وفق رؤية متكاملة تشارك فيها كل المؤسسات القائمة إلى جانب أصحاب الرأي والخبرة ..؟!