يعاني سكان قرية لمحارقة ببلدية العنصر شرق ولاية جيجلمن ظروف صعبة جراء الغياب الكبير لمظاهر التنمية بالمنطقة والتأخر الحاصل في بعض المشاريع الأخرى التي إنطلقت منذ مدة طويلة ولم تر بعد النور ولم تستسلم لأسباب عديدة ومتعددة، حيث يجابه المواطن هنا صعوبات كبيرة في حياته اليومية نظرا لهذه النقائص ما يجعله يتنقل حتى عاصمة البلدية وأحيانا للبلديات الأخرى المجاورة من أجل الحصول على بعض الخدمات، وذلك على الرغم من المطالب العديدة والإنشغالات المرفوعة للسلطات المحلية وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العنصر من أجل الإلتفات لمطالب السكان المشروعة والعمل على إخراج المنطقة من العزلة التي والتهميش الذي تعاني منه. طريق مهترئ وحفر كبيرة تتحول إلى وديان شتاء وأنت في طريقك من مقر بلدية العنصر نحو أعالي قرية المحارقة، يصادفك وضعية الطريق المهترئ جدا والمتواجد في حالة كارثيةجراء الإنتشار الكبير للحفر والمطبات في مسافات كثيرة منه ما يجعل المرور عنه صعب جدا في فصل الشتاء، أين تمتلئ الحفر بالماء ويتحول الطريق إلى ما يشبه الوادي وأحيانا تنقطع فيه حركة المرور وتعزل المنطقة شتاء وتصبح خارج مجال التغطية، سيما بعد إنهيار مجاري صرف المياه الجانبية على جانبي الطريق ما جعل المياه كلها تصب وتنتشر وسط الطريق، كما أنه في فصل الصيف ينتشر الغبار الكثير والمتطاير والذي أثر بشكل كبير هو الآخر على أشجار الزيتون المتواجدة على ضفاف الطريق وأيضا المزارع والمنتوجات الزراعية التي يسترزق منها الفلاحين ويعتمدون عليها في زراعتهم المعيشية . عزلة كبيرة بسبب التدبدب الكبير في وسائل النقل ومازاد من تهميش وعزلة المنطقة هو التذبذب الكبير في حركة النقل بالقرية، حيث تعاني منطقة المحارقة من نقص كبير في وسائل النقل، وذلك بسبب حالة الطريق المهترئ ما جعل الناقلين يتحاشون العمل على هذا الخط بسبب الأعطاب الكبيرة التي تلحق بمركباتهم وخاصة على مستوى إطارات عجلات الحافلات التي تتعرض للتلف بإستمرار ما يجعلهم يتكبدون خسائر ومصاريف يومية، وهو ما أثر فعلا على حركة الناقل، حيث يضطر السكان في غالبية الأحيان إلى الإستعانة بسيارات لفرود وهو ما أثقل كاهل المواطن البسيط هنا في قرية لمحارقة، خاصة وأن أغلب المواطنين هنا محدودي الدخل ومستوى المعيشة تحت خط المتوسط لأغلب الأسر والعائلات، كما أثر سلبا على التلاميذ المتمدرسين في الطور الثانوي الذي يتنقلون حتى عاصمة الولاية من أجل الدراسة في ظل تدبدب النقل المدرسي هو الآخر، ما أثر سلبا _ حسب السكان _ على التحصيل الدراسي للتلاميذ الذين ينقطعون أغلبهم عن الدراسة بمجرد الوصول لمرحلة الثانوية . تأخر كبير في إكمال مشروع الغاز الطبيعي ومن بين أكبر المشاريع التي أثارت إستفهام وحيرة السكان هنا في قرية لمحارقة هو عن الأسباب الحقيقية وراء تأخر تسليم مشروع الغاز الطبيعي بالمنطقة والتي باشرت فيه المقاولة المنجزة الأشغال منذ أكثر من 4 سنوات، لكن المشروع توقف فجأة دون أسباب معلومة، حيث أكد السكان بأن المقاول المكلف بإنجاز المشروع كان قد وعد المواطنين بربط سكناتهم مطلع عام 2021، لكن لم يحدث ذلك أبدا، وهو ما أثار استياءالمواطنين، خاصة وأن المنطقة جبلية وتعاني من برد قارس جدا وثلوج كثيفة تغطي المنطقة وتعزلها شتاء، ما يجعل المواطن في رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان التي يعرف سعرها إرتفاعا كبيرا وندرة حادة جراء الطلب الكبير عليها، حيث قال السكان بأن سعرها يصل شتاء حتى 600 دج للقارورة الواحدة ما أثقل كاهلهم وزاد من معاناتهم في هذه المنطقة . تذبذب في التزويد بالماء الشروب والإستعانة بالينابيع لتعويض الحاجة كما تعرف منطقة لمحارقة تدبدبا كبيرا في عملية التزود بالماء الشروب، وخاصة في فصل الصيف أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، مما يجعل المواطنين في رحلة البحث عن الماء، حيث يضطرون إلى الإستعانة بمياه الينابيع لتعويض النقص والحاجة، على الرغم من بعد المسافات أين يسلكون طرق وعرة بواسطة الدواب والأحمرةحاملين دلاء كثيرة في مشاهد توحي بالبؤس والشقاء، وما يزيد من العناء أكثر أن هذه الينابيع تجف صيفا، ما يضطر بالمواطنين إلى الإستعانةبصهاريج الشاحنات للتزود بالماء على الرغم من ارتفاع أثمانها وكثرة الطلب عليها، حيث أكد المواطنون بأن سعر الصهريج الواحد يصل إلى 2000 دج، حيث يطالب السكان هنا من السلطات المحلية تدارك هذا الخلل الحاصل في عملية التزود بالماء ومعالجة هذا المشكل الذي يعود للواجهة مع حلول كل فصل صيف . نقص كبير في الإنارة العمومية كما يعاني التجمع السكني لمحارقة من نقص كبير في الإنارة العمومية على مستوى كل أحياء هذه المنطقة، ما جعلها تغرق ظلام دامس، حيث قال المواطنون بأن حتى الخروج لصلاة العشاء يكون شاقا وخطيرا عليهم، بسبب الطبيعة الجبلية والغابية للمنطقة، ما يجعلهم عرضة لخطر الالتقاء بالحيوانات المفترسة على غرار الخنازير والذئاب، بالإضافة إلى إنتشار مشاكل الإجرام والمجرمين مستغلين في ذلك الظلام الكبير، حيث إعتبر السكان بأن هذا المشكل يقتصر فقط على منطقتهم على خلاف المناطق المجاورة من تراب البلدية والتي استفادت من مشاريع للإنارة العمومية " led " في حين أنهم يتخبطون في الظلام ما إعتبروه ظلما وإجحافا في حق المنطقة وسكانها . منتخب محلي بالعنصر: "سنتكفل بمطالب السكان في حدود الإمكانيات المتاحة للبلدية " ومن أجل تقصي الحقيقة، وعملا بمبدأ الرأي والرأي الآخر، كان لنا اتصال بمنتخب محلي على مستوى المجلس الشعبي البلدي لبلدية العنصر، والذي قال بأنهم في المجلس يدركون كافة المشاكل التي تعاني كل المناطق على مستوى تراب بلدية العنصر والتي كانوا قد وقفوا عليها خلال الحملة الإنتخابية الماضية، مؤكدا بأن البلدية ستتكفل بمطالب السكان في حدود الإمكانيات المتاحة، وستعمل على حلحلة المشاكل التنموية الموجودة وفق برامج التنمية المحلية، مؤكدا بخصوص مشروع الغاز الطبيعي بأنه سيتم استئنافه قريبا جدا، والذي كان متوقفا بسبب بعض العراقيل الإدارية