قال سي الهاشمي عصاد رئيس المحافظ السامية للأمازيغية، أن تواجده بجامعة باتنة والتي تعتبر صرحا معرفيا تربطهم به علاقة شراكة وتعاون منذ ستة سنوات، هو دليل واضح وصريح على عزم المحافظة على تجسيد برامج مشتركة تعود بالفائدة على أبناء الولاية وتكريس لمسعى التعاون الذي تتبناه المحافظة السامية للأمازيغية مع مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية بما فيها المؤسسات الجامعية . وجاء هذا عقب الزيارة الميدانية التفقدية لقطاعه التي قادته ،أمس، رفقة والي الولاية "محمد بن مالك"، ورئيس المجلس الشعبي الولائي "أحمد بومعراف" شملت جامعة باتنة 1 وبلدية واد الماء، حيث قال: "اليوم نسجل بكل فخر واعتزاز هذا الجو الإيجابي الذي وضع الأمازيغية في السكة الصحيحة، ووضع قيمنا الوطنية في منأى عن الهواجس والمزايدات السياسوية وهذا ما زاد من عزيمتنا للعمل في هدوء وأريحية بعيدا عن الضغوطات والديماغوجية الحماسية". وأضاف عصاد: "مسعانا اليوم هو إرساء منهجية عمل ترتكز على التوجه البرغماتي التشاوري والتنسيقي مع كل القطاعات دون تسرع أوارتجالية، غير أننا نبقى في أمس الحاجة إلى الاجتهاد المستمر والتواصل البيداغوجي مع كافة شرائح المجتمع وهذا ما يجعل من عملنا الجاد حصن مانع أمام كل محاولة مساس لما تحقق من مكاسب توجت بفضل النضال الإيجابي لأجيال متعاقبة وكذلك بفضل الإرادة السياسية للدولة الجزائرية التي التزمت بإعادة الاعتبار للأمازيغية وترقيتها بكل متغيراتها اللسانية المتداولة عبر التراب الوطني، باعتبارها رصيدا مشتركا بين كل الجزائريين". وقال في ذات السياق، أن هذه المناسبة جاءت كمحطة ثانية لبرنامج الزيارة التي كانت انطلاقتها أول أمس بقرية أيث منعة ببلدية واد الماء أين تم تسجيل تفاعل المواطنين لمبادرة المحافظة السامية للأمازيغية من خلال الإعلان عن الدخول الاجتماعي والثقافي من هذه المدينة في قلب الأوراس، وكذلك للتذكير بالمكاسب المحققة في العقدين الأخيرين، أين استرجعت الأمازيغية مكانتها الطبيعية بولوجها لمختلف الفضاءات المؤسساتية والعمومية التي أصبحت برامجها وخدماتها متكيفة مع المكون الأمازيغي اللغوي والثقافي، فما تم إدراج تعليم الأمازيغية في الجامعة التي تسجل سنويا تخرج المئات من الحاصلين على شهادة الليسانس والشهادات العليا من ماستر ودكتوراه لخير دليل على تكفل السلطات العمومية بترقية هذه اللغة التي تدعمت بإنشاء معاهد للبحث ومدارس عليا وطنية متخصصة . هذا ونوه رئيس المحافظة السامية للأمازيغية بالعمل الميداني المتواصل الذي يقدمه المجتمع المدني والحركة الجمعوية في سبيل ترقية وصون كل مقومات الهوية الوطنية، حيث قال: "المحافظة السامية للأمازيغية مدعومة بنسيج واسع من هذه الجمعيات الثقافية استطاعت منذ نشأتها مرافقة هذه الأخيرة في تجسيد عديد من المبادرات الثقافية المختلفة عبر شتى الصيغ المتاحة لتلعب الدور المنوط بها في التحسيس بمكانة الأمازيغية في بناء الهوية وترسيخ مفهوم التعايش الطبيعي بين كل مكونات شخصيتنا الجزائرية، المستقبل يبني اليوم٬ وعلى الجميع أن يكونوا في مستوى حب الجزائر وخدمتها وذلك بصون كل ركائز كينونتها الثقافية اللغوية بمكونيه العربي والأمازيغي، وهذا تماشيا مع سماحة الدين الإسلامي الحنيف". كما كانت الفرصة سانحة للطلبة والأساتذة وكذا المهتمين باللغة الأمازيغية لطرح انشغالاتهم على رئيس المحافظة السامية للغة الأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أبرزها مشكلة شح مناصب التوظيف، والإنتاج السمعي البصري باللغة الأمازيغية، حيث كانت الإجابة: "من خلال المعاينة عبر كامل التراب الوطني تمكنا من اقتراحات لمدرية التربية إدراج اللغة الأمازيغية ما سيسمح في فتح آلاف مناصب شغل إضافية، لكن في ولايات أخرى كخنشلة هناك عراقيل رفعناها للسيد رئيس الجمهورية" وأضاق: "النظام التربوي أعطى مكانة هشة، ووزير التربية لأول مرة تبنى اقتراحاتنا ونحن ننتظر تلبية مطالبنا، كل الولايات سيتم أدراج اللغة الأمازيغية، وولاية باتنة قطعت أشواط في اللغة الأمازيغية، سيتم تعميمها تدريجيا عبر القطر الوطني، ونحن صمام الأمام لتعزيز الوحدة الوطنية". أما عن الإنتاج السينمائي، فقد قال: "هو وسيلة للحفاظ على الهوية الوطنية بالشركاء مع قطاع الثقافة، مع إضفاء ترجمة بكل اللغات العربية والأجنبية، لإعطاء فرصة لشعوب العالم لمعرفة هذا الموروث الحضاري .