غيابات بالجملة عبر الثانويات ظهرت في السنوات الأخيرة عادات سلبية للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادات مصيرية على غرار البكالوريا تتمحور أساسا حول التغيب عن الأقسام وتضييع الحصص الحضوريةوتعويضها إما بالمراجعة المنزلية أو دروس الدعم وهو ما يؤثر على سيرورة الدروس عبر المدارس ويجد الأساتذة أنفسهم يلقنون دروسا لعدد قليل من التلاميذ في أقسام شبه فارغة وهو ما لا يتقبلونه لاسيما أن التغيب الجماعي يؤثر سلبا على تأدية مهامهم التعليمية ويرهن مستقبل التلاميذ. فريدة حدادي جل الأسئلة في امتحان البكالوريا ستكون حتما منتقاة من البرامج الدراسية التي تلقاها التلاميذ عبر الأقسام وهو ما أكدهالمسؤول الأول عن القطاع مؤخرا الا ان التلاميذ يبدو أنهم غادروا الأقسام مبكرا واتجهوا إلى التحضيرات للامتحانات بعيدا عن أساتذتهم إما بالمراجعة المنزلية أو الاتجاه إلى الدروس الخصوصية عبر مدارس الدعم وهي قرارات واختيارات عشوائية بات يعتمدها التلاميذ في ظل الصمت المطبق من بعض إداراتالمؤسسات التربوية التي تركت التلميذ يسير على هواه ولم تتخذ إجراءات ردعية ضد المتغيبين إلى جانب تملص الأسر من المسؤولية فلا يجب تبرئتها كونها لم تتخذ القرار الصائب في إجبار الأبناء على مزاولة دراستهم والاستمرار في الحصص الحضورية إلى غاية بلوغ فترة الامتحانات واجتيازها في أوانها أقسام شبه فارغة العد التنازلي واقتراب الامتحانات المصيرية جعل التلاميذ في حالة من القلق والتوتر الذي انعكس باتخاذهم قرارات عشوائية ليست في صالحهم ما يعكسه التغيب الجماعي عن الدروس التي أصبحت عادة راسخة قبيل الامتحانات ألفها الاساتذة سنويا بحيث يستمرون في تلقين الدروس ويستغربون من فرار بعض التلاميذ من الأقسام بحجة التحضير للامتحان في البيت أو في مدارس الدعم وهو سلوك عشوائي يضر بالتلاميذ خاصة وان الأسئلة تكون مبنية على البرامج الدراسية التي تلقوها في القسم الا أنهم راهنوا بها وفرّوا قبل استكمالها وهو ما أضحى سمة شائعة في السنوات الأخيرة. أستاذ في اللغة العربية من الطور الثانوي قال ان هناك تصرفات عشوائية وقرارات غير مسؤولة من طرف بعض التلاميذ الذين يدفعهم شعور التوتر والقلق إلى مغادرة الأقسام ظنا منهم ان في ذلك يتيح لهم متسع من الوقت للتحضير للامتحان وفي الحضور مضيعة للوقت بل هو استكمال للدروس وتواصل مع الأستاذ للفهم والشرح وتبسيط المعلومات والظفر بنصائح تفيدهم في موعدهم المصيري ويضيف ان الظاهرة لم تشهدها المدرسة الجزائرية بالأمس وكان التلميذ المقبل عل البكالوريا يتشبت بمدرسته وقسمه وأستاذه إلى آخر لحظة من اجل فك كل الأمور المبهمة والاستفادة من الشرح المفصل والدقيق قبل انطلاق الامتحانات . لكن يحدث ذلك بعد أن باتت دروس الدعم أو الدروس الخصوصية بمثابة المدرسة الموازية للمدرسة العمومية الذي يشرف عليها قطاع وزاري هام يسهر على اجتياز تلك الامتحانات في ظروف جيدة الا أنها تخترقها بعض العادات السلبية ونصطدم بالغيابات المتكررة للتلاميذ على الرغم من الإنذارات التي وصلت سابقا إلى تهديد التلاميذ المتغيبين بالحرمان من البكالوريا التجريبية الا أنهملا يستجيبون لأي رادع وتحول الغياب خلال الفصل الدراسي الثالث إلى عادة تتكرر سنويا. التهديد بالغياب يطال البكالوريا التجريبية يبدو أن التصرفات اللامسؤولة لبعض تلاميذ الباك وصلت إلى حد التهديد بالتغيب عن البكالوريا التجريبية التي تعتبر خطوة هامة جدا في تبيين مستوى التلميذ وتهيئته لامتحان البكالوريا الرسمي فالبكالوريا التجريبية أو البكالوريا البيضاء هي فرصة للتلاميذ المقبلين على الامتحان من اجل معرفة مستواهم والانطلاق الفعلي في التحضير للامتحان النهائي فجيل الأمس كان يعير البكالوريا البيضاء بالاهتمام البالغ عكس اليوم الذي يستهين فيه بعض التلاميذ ويستصغيرون كل شيء وفق اهوائهم بحيث يرى بعض التلاميذ ان لا حاجة لهم في اجتياز البكالوريا البيضاء وأنهميركزون اهتمامهم على موعد البكالوريا النهائي. ولا شيء يهمهم سوى ذلك وهو ما سمعناه على أفواه العشرات من التلاميذ منهم أيمن قال انه لا ينوي اجتياز البكالوريا التجريبية المزمع إجراؤها ويفضل استغلال ذلك الوقت في مراجعة الدروس لاسيما أنه مقبل على الامتحان للمرة الثانية بعد إخفاقهالسنة الماضية، وبذلك يراهن تلاميذ الباك حتى على البكالوريا البيضاء كموعد هام جدا في تهيئتهم للامتحان المصيري من الناحيتين الدراسية والنفسية بحيث من شأنها تعويدهم على الأسئلة وإبعاد الخوف والتوتر عن التلاميذ