هكذا تحوّلت الدروس الخصوصية إلى نقمة.. تحوّلت الدروس الخصوصية في السنوات الأخيرة إلى نقمة بحيث صارت حتمية لا مفر منها تُفرض على الأولياء والتلاميذ معا وبعد أن كانت الغاية منها الزيادة في الفهم والاستيعاب ومساعدة التلاميذ على تحقيق نتائج ايجابية انعكست الأمور وصارت ترهق التلاميذ في أيام الامتحانات بحيث تشهد مدارس الدعم اكتظاظا كبيرا وراحت إلى ابعد الحدود بالتكهن عن مواضيع وأسئلة امتحانات مصيرية في شبه مغامرة بمشوار التلاميذ. حدادي فريدة أضحت الدروس الخصوصية بمثابة السوق الموازية للمدرسة العمومية فأغلب التلاميذ يتم إدراجهم في دروس الدعم والتي مست مختلف الأطوار حتى الطور الابتدائي مما يثير الاستغراب ففي السابق لم تكن العائلات الجزائرية تشهد مثل هذه العادات التي ولدت الاتكالية لدى التلاميذ بل كان الأبناء يعتمدون على أنفسهم في الدراسة والمراجعة للامتحان وكانت نتائجهم ايجابية على عكس الوقت الحالي التي اتسعت فيه رقعة الدروس الخصوصية وصارت مراكزها تكتظ في أيام الامتحان ويهرع إليها التلاميذ ويتركون مقاعدهم وأقسامهم خاوية على عروشها لكن النتائج المتحصل عليها متوسطة إن لم تكن كارثية في بعض الأحيان. استنزاف طاقة التلاميذ حوّلت الدروس الخصوصية التلاميذ إلى آلة وزادت من تعبهم وإرهاقهم فبمجرد انتهائهم من ساعات الدوام عبر مدارسهم يتوجهون إلى مدارس الدعم بل إنهم يغادرون أقسامهم مبكرا قبيل الامتحانات النهائية وتكون مدارس الدروس الخصوصية بديلا عنها بحيث تشهد تلك الأخيرة زحمة واكتظاظا خلال هذه الفترة وتستمر في تقديم دروس الدعم إلى أوقات متأخرة قد تصل إلى الفترة الليلية مما يزيد من إرهاق التلاميذ المقبلين على امتحانات مصيرية على غرار تلاميذ الباك و البيام . تقول السيدة منال إنها تعارض ما هو حاصل فدروس الدعم زادت من تشويش التلاميذ وخلط معلوماتهم كما أنها استنزاف لطاقة التلاميذ ومكوثهم المطول في تلقيها أدى إلى نهم كل الوقت والزيادة في ضغوطاتهم وقلقهم ولم يعد لهم وقتا للراحة فالغاية منها ألغيت وأضافت أنها شخصيا لم تدرج ابنتها المقبلة على شهادة البكالوريا شعبة اداب وفلسفة في مدرسة للدعم وهي تعتمد على نفسها ونتائجها الفصلية لم تنزل عن 13 من 20 وتفوقت حتى على زميلاتها اللواتي يتلقين دروسا خصوصية وختمت بالقول إن دروس الدعم أخلطت أوراق التلاميذ بسبب الخلط الحاصل في الدروس وحيرة التلاميذ فيما يتلقونه ما بين مدارسهم العادية وأقسام الدروس الخصوصية. التكهن بمواضيع الامتحان! القطرة التي أفاضت الكأس هي تكهن بعض معلمي دروس الدعم بمواضيع الامتحانات النهائية ودعوة التلاميذ إلى التركيز عليها دون غيرها بحيث حملوا مسؤولية كبيرة على عاتقهم تحمل أيضا نوعا من المغامرة بمشوار التلاميذ لاسيما أن الامتحانات النهائية هي امتحانات ذات صبغة رسمية تلتزم بإجراءات صارمة في تحضير مواضيعها الا ان بعض المعلمين الخصوصيين تكهنوا بمواضيعها عن جهل وهي سلوكات مرفوضة تماما فالتلاميذ ملزمون بمراجعة كل مواضيع المقرر الدراسي من اجل القدرة على الإجابة وتحقيق النجاح فالتكهن يؤدي إلى حصر المراجعة في مواضيع معينة دون أخرى ويتحول الامر إلى مغامرة حقيقية. شوائب عديدة تلحق بمراكز دروس الدعم التي أضحت تنافس المدارس العمومية بل صارت اقرب إلى الفوز بثقة التلاميذ وأوليائهم رغم عيوبها فهي تستنزف طاقة التلاميذ ووقتهم ولا تُكلل تلك المجهودات دوما بالنجاح فكم من تلميذ تلقى دروس الدعم ولم ينجح في البكالوريا بحيث تبقى الأقسام العادية بالمدارس العمومية هي الأصل الواجب إتباع نهجه ومقرراته الدراسية التي تبنى عليها أسئلة الامتحانات الرسمية بالنسبة للبكالوريا والبيام على حد سواء.