* إعلام فرنسا ينسى فضائح بلاده ويتحامل على الجزائر أكّد مدير مجلّة (أفريك آزي) الفرنسية والخبير الأمني، المتواجد بالجزائر بمناسبة الرئاسيات ماجد نعمة أن الانتخابات الرئاسية جرت في ظروف مؤمّنة ديمقراطيا، مستبعدا أن يكون الاستحقاق منعرجا نحو (ربيع عربي) في الجزائر كما هدّد به بعض السياسيين خلال الحملة الانتخابية، مبديا ارتياحه لسير العملية إلى غاية فترة بعد الظهيرة، مهاجما الإعلام الفرنسي الذي اعتبر أنه لا يريد أن يعترف بأن الجزائر بلغت سنّ الرشد الديمقراطي. وفي ما يلي الحوار الكامل. قال نعمة في تصريح ل (أخبار اليوم) يوم الخميس إن العملية الانتخابية تجري في صورة طبيعية ضمن الشفافية والقوانين، وكلّ المراقبين وممثّلي المترشّحين منتشرون في كلّ المكاتب، فضلا عن إشراف القضاء على العملية، وهو يجعلنا نقول إن كلّ الأشكال الطبيعية للعملية الديمقراطية مؤمّنة، معتبرا الحملة الانتخابية التي سبقت الرئاسيات (حملة حادّة)، وأضاف أن التجاوزات التي حدثت تحدث في العالم كلّه، وعن المقاطعة قال: (رأينا دعوات إلى المقاطعة وكلّ ذلك يدخل ضمن اللّعبة الديمقراطية، والجزائر بلغت سن الرشد). وفي ردّه عن تعاطي الإعلام الغربي مع الانتخابات الرئاسية ردّ مدير (أفريك آزي) بأن الإعلام الغربي باستثناء الإعلام الفرنسي كان يتابع الانتخاب بشكل موضوعي، لكن ليس نفس الأمر بالنّسبة لفرنسا نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين، وهناك بعض وسائل الإعلام الفرنسية لا تريد أن تعترف بأن الجزائر بلغت سنّ الرشد، في وقت كان الأولى فيه بالنّسبة لها أن تهتمّ بشؤون الإعلام الفرنسي وفضائح فرنسا. وعن مرض المرشّح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة قال المتحدّث (إن قصّة مرض الرئيس لا أظنّ أنها سابقة، وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ حول مرض الرؤساء الذين واصلوا مهامهم، وكثير من الرؤساء كانوا في حالة بوتفليقة وما كان سائد من اعتقاد هو أنهم يحكمون بعقولهم لا عضلاتهم، فمثلا روزفلت انتخب في أعرق ديمقراطية في العالم وقاد الولايات المتّحدة الأمريكية إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، وأيضا ميتيران في فرنسا، قضى عهدته الثانية لمدّة سبعة سنوات وهو مريض بسرطان البروستاتا ولم يعلن عن ذلك، أقول إنه لا يجب التوقّف كثيرا عند هذه الحالة وعلينا التركيز على البرامج). وفي ختام حديثه أكّد مدير مجلّة (أفري كازي) الفرنسية أن الجزائر لن تكون على موعد مع الربيع العربي، بل ستكون على موعد مع الربيع الديمقراطي عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية. وأجمع جلّ الصحفيين الذين كانوا متواجدين بالمركز الدولي للصحافة بالعاصمة، والذي تمّ تسخيره خصّيصا لمختلف وسائل الإعلام من أجل تغطية الحدث والبالغ عددهم 229 صحفي أجنبي معتمد يمثّلون 200 وسيلة إعلامية ل 24 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتّحدة الأمريكية وإيطاليا وألمانيا والصين وأستراليا ودول عربية. وفي هذا الإطار، عبّر صحفي في إحدى المؤسسات الإعلامية الألمانية عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية، معبّرا عن الجزائر بالبلد المهمّ في القارّة الإفريقية والعالم خاصّة من جانب الأمن والاستقرار، مؤكّدا أنه منذ حلوله بالجزائر لاحظ اهتماما منقطع النّظير من قِبل الجزائريين بالسياسة وبهذا الحدث الانتخابي الذي أضحى حديث العام والخاص، وهو ما لم يعهده خلال الانتخابات التي شهدها في الجزائر من قبل ولا حتى بالدول العربية الأخرى.