يبدو أن حقوق الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا باتت مصدرا حقيقيا ومباشرا لإشعال التوتّر بين البلدين، وجاءت الضجة التي أعقبت الوفاة الغامضة لمهاجر جزائري قبيل ترحيله من باريس لتبعثر أوراق الدبلوماسيين وتسبب تشنجا في علاقات البلدين التي شهدت في السنوات الأخيرة أزمات مختلفة. وبعد أن استدعت وزارة الخارجية سفير دولة فرنسا بنية مساءلته حول ظروف وحيثيات وفاة الرعية الجزائري، دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة يوم الخميس بالجزائرفرنسا إلى احترام حقوق الجالية الجزائرية المقيمة بهذا البلد ومراعاتها لدى استقباله لسفير جمهورية فرنسابالجزائر أندري باران بمقر المجلس. وأفاد بيان للمجلس أنه خلال هذا اللقاء ألح رئيس المجلس، على ضرورة أخذ البعد الإنساني في العلاقات بين الجزائروفرنسا بعين الإعتبار من خلال إحترام حقوق الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ومراعاتها مع ما تسمح به القوانين الفرنسية . وحسب البيان كان اللقاء فرصة ل التأكيد على العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين وما عرفته من تطور على أكثر من صعيد لاسيما بعد الزيارات التي تبادلها رئيسا البلدين وكذا كبار المسؤولين في الجزائروفرنسا خلال السنوات الأخيرة . وأضاف نفس المصدر أن هذه الزيارات أتاحت فرص تعاون مفيد للطرفين خصوصا في إطار اللجنة البرلمانية الكبرى . وفي جانب آخر من هذا اللقاء، تم تأكيد حرص البلدين على تطوير تعاونهما لاسيما في مجالات الاقتصاد والثقافة والتكوين . وفي هذا المقام، أكد السفير الفرنسي بأن فرنسا حريصة على تقوية علاقاتها مع الجزائر ، مشيرا إلى أن بلاده ستدعم جهود التكوين الأكاديمي في الجزائر من خلال توثيق تعاونها مع المخابر والجامعات ومراكز البحوث . وكان هذا اللقاء أيضا فرصة مواتية لاستعراض عدد من القضايا المطروحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي والتشاور حول القضايا الراهنة في إفريقيا والمنطقة العربية. وبالمناسبة أكد السفير حرص بلاده على نجاح مساعي الجزائر لإقرار السلم والتوافق في مالي وكذا مساعدة ليبيا على إعادة بناء دولتها الوطنية. وكان الأمين العام بالنيابة لوزارة الشؤون الخارجية حسين مغار قد استقبل يوم الاثنين الماضي سفير فرنسابالجزائر اندري باران الذي تطرق معه إلى متابعة قضية وفاة رعية جزائري في أوت المنصرم بفرنسا حسبما أفاد به بيان للوزارة. للإشارة، فقد توفي الجزائري عبد الحق غرادية يوم 21 أوت المنصرم خلال نقله من قبل مصالح الشرطة بمطار راوسي شارل ديغول قصد طرده تنفيذا لقرار وزاري اتخذ في حقه يضيف ذات المصدر. وألح الأمين العام بالنيابة خصوصا على أن يتم تبليغ الطرف الجزائري بنتائج التحقيقات الإدارية والقضائية التي تقوم بها السلطات الفرنسية المختصة وكذا تقرير التشريح في أقرب الآجال . وأوضح البيان أن هذه الوفاة أثارت تعاطفا كبيرا في الجزائر وأن تسليم كل المعلومات والوثائق المتعلقة بأسباب وملابسات هذه الوفاة سيساهم في تحديد بكل شفافية السير الدقيق للأحداث التي أدت إلى وفاة رعيتنا وكذا تحديد المسؤوليات المحتملة للمتدخلين . كما تم طرح عدد من الأسئلة لاسيما بخصوص إبلاغ معلومات حول اعتقال المواطن الجزائري خلال إقامته بفرنسا والعلاقات العائلية والخاصة التي أقامها والحقوق التي استفاد منها. وخلال اللقاء تطرق الأمين العام بالنيابة مع سفير فرنسا إلى وفاة رعية جزائرية أخرى يوم 26 أوت 2014 خلال نقله من المؤسسة العقابية لستراسبورغ إلى قصر العدالة لمدينة كولمار وعبر على ضرورة الحصول على توضيحات حول ملابسات هذه المأساة .