اعتاد البعض ركوب حافلات النقل العمومي إيتوزا بطريقة مجانية ولكل غاية في ذلك فمنهم من يعلل التصرف السلبي على أن الوسيلة هي تابعة للدولة أو (البايلك) ومن حقهم الاستفادة منها بطريقة مجانية، ومن الشبان من يعلل الأمر بالبطالة التي تتخبط فيها شريحة واسعة من الشباب لكن تأتي ساعة الحسم أين يتفاجا الراكبون بمراقبي التذاكر وهي اللحظات التي تقلب فيها الحافلة رأسا على عقب خصوصا بالنسبة للمتهربين من دفع التذاكر الذين يعيشون مواقف لا يحسدون عليها من فرط الخوف من البهدلة أمام جموع المسافرين. وهو الموقف الذي عشناه مؤخرا عبر حافلة النقل العمومي إيتوزا التي تربط العاصمة بناحية بئر توتة، بحيث وبعد سكون لشهور باغت المراقبون المسافرين عبر الحافلة وكانوا يتمتعون ببنية جسدية قوية تحسبا لأي رد فعل مفاجىء من المسافرين لاسيما بعض الشبان والمراهقين الذين يدخلون في مشادات كلامية مع المراقبين ويرفضون دفع ثمن المخالفة التي تساوي عشر أضعاف الثمن الحقيقي للتذكرة، وكان بالفعل موقف مؤسف يحمل الكثير من السوسبانس، ففي حين حضّر المسافرون الملتزمون بدفع التذكرة تذاكرهم ورفعوها بأياديهم ليشاهدها المراقبون، تسارعت دقات قلوب المخالفين وسال العرق على جبينهم وأوشكوا على الإغماء بالنظر إلى صعوبة الموقف الذي يؤدي إلى فضحهم أمام باقي المسافرين، بحيث وفي تلك اللحظات فتحت أبواب الحافلة كلها وصعد ثلاثة مراقبين لمراقبة التذاكر ومن المسافرين من اتخذ الموقف من باب الفكاهة والضحك خصوصا مع الطريقة التي قدم بها المراقبون وهم يركضون ما جعل أحدهم يعلق (رام جاو... رام جاو)، حيث تهيأ لنا أننا نعايش لحظات فيلم فكاهي جزائري وليس موقفا حقيقيا بات يتكرر عبر وسائل النقل وللأسف. بعد أن صعد المراقبون وهموا بمراقبة التذاكر تعالت التعليقات من المواطنين وهناك من أيدهم على عملهم ورقابتهم للتذاكر، لكن هناك من علل الأمر ببطالة الشباب وفقرهم وعوزهم كظروف تدفعهم إلى الامتناع عن دفع ثمن التذاكر، قام المراقبون بعملهم وراقبوا المسافرين الواحد تلو الآخر وكان أغلبهم قد دفع ثمن التذاكر كدليل على التحضر الذي نعيشه، لكن نهاية الحافلة لم تكن مثل بدايتها بل تصادف المراقب بمنظر يعكس التخلف وعثر على شاب لم يدفع ثمن التذكرة، وبعد أخذ ورد معه طالبه المراقب بوجوب دفع التذكرة أو سحب بطاقة هويته فامتنع الشاب وسارع المراقبون الآخرون الخطى إلى آخر الحافلة نحو زميلهم أين أقنعوا الشاب بضرورة دفع ثمن المخالفة فرضخ الشاب في الأخير ودفع مبلغ 200 دينار بدل 20 دينارا واغتاظ كثيرا خصوصا وأنه صعد من المحطة الثانوية التي تسبق المحطة الأخيرة تلك التي يركبها بعض (معارف) القابضين بالمجان وهنا مكمن الإشكال، بحيث يطبق القانون على فئة دون أخرى... وأخرج الشاب مبلغ 200 دينار ولعله المبلغ الأخير في جيب قميصه وهدأت العاصفة التي اندلعت والتي عاش على وقعها المسافرون في لحظات مراقبة التذاكر أو ساعة الحسم.