قصاصات للحث على دفع قيمة التذاكر حافلات إيتوزا تعتمد "الوعظ" في مواجهة المتهربين امتلأت حافلات اتوزا بقصاصات دونت عليها عبارات باللغة العامية لترغيب المسافرين في دفع ثمن التذاكر، وهو أسلوب جديد بعيد عن نبرة التعنيف التي لطالما استعملها مراقبو حافلات اتوزا ضد المتخلفين عن دفع التذاكر، خصوصا وأن التهرب من دفع التذاكر من شأنه أن يكبّد المؤسسة خسائر مادية معتبرة، وبعد تحول معظم الحافلات إلى حلبات للصراع أثناء رقابة التذاكر من طرف الأعوان أدت في الكثير من المرات إلى أحداث دموية استعملت فيها الأسلحة البيضاء من طرف بعض المتخلفين وأفرزت تلك الأحداث تعرض بعض أعوان الرقابة إلى جروح بليغة. اختارت مصالح اتوزا أن تستبدل اللهجة وتخففها عن طريق وضع قصاصات بأغلب الحافلات تحوي عبارات تشجع على دفع قيمة التذاكر بدل التخلف عنها، وكتبت تلك العبارات باللهجة العامية التي يسهل فهمها على الجميع منها (خلص مرة خير من عشرة) أي أن التخلف عن دفع التذكرة يكلف الشخص دفع عشرة أضعاف، وعبارة أخرى تقول (خلص وروح مهني) وهي كلها عبارات تهدف إلى القضاء على تلك الظاهرة الشائعة بحافلات النقل خصوصا النقل العمومي، بحيث تعاني حافلات اتوزا بكثرة من ظاهرة التخلف عن دفع التذاكر على خلاف حافلات النقل الخاص التي لا تشيع بها الظاهرة كثيرا. ولاحظ جل المسافرين تلك القصاصات التي تم إلصاقها على مستوى الحافلات والتي تبين في مجملها أن دفع ثمن التذكرة هو سلوك حضاري من شأنه أن يؤمّن المسافر خلال مشوار الرحلة، كما استحسنوا لجوء مصالح اتوزا إلى ذلك الأسلوب الودي للقضاء على الظاهرة وتوعية المسافرين بأهمية الدفع والابتعاد عن التعنيف الذي لا يخدم الطرفين معا، بما فيهم المسافرون وأعوان الرقابة على حد سواء. اقتربنا من بعض المسافرين على مستوى بعض المحطات لرصد آرائهم فأجمعوا أنها الطريقة المثلى لنصح من تعودوا على التهرب من دفع التذاكر ويبررون ذلك في كل مرة بحجج واهية مما يؤدي إلى حدوث صراعات بينهم وبين مراقبي التذاكر، ما وضحه أحد المواطنين الذي التقيناه بمحطة بن عكنون، إذ قال إن السلوك الممارس هو سلوك غير حضاري ويبرره البعض بالبطالة وانعدام المدخول في الوقت الذي ألف فيه البعض القيام بمثل تلك التصرفات والغريب أنهم يمتنعون عن دفع ثمن المخالفة في حال ضبطهم من طرف الأعوان بحيث يقيمون الدنيا ويدخلون في اشتباكات عنيفة مع المراقبين، حتى من تلك الصراعات ما أدت إلى إيذاء هؤلاء الأعوان و تعرضهم إلى الضرب والإهانة، مما أدى إلى تحويل الأسلوب عن طريق تعليق تلك القصاصات الهادفة إلى تأدية ذلك الواجب مقابل الانتفاع من خدمة النقل. أما شاب آخر فرأى أن تلك القصاصات تساهم بشكل كبير في توعية المتهربين وتمنى لو يأخذوا بها لتفادي تعرضهم إلى تلك المواقف المحرجة الناجمة عن عدم دفعهم لقيمة التذاكر وضبطهم من طرف أعوان الرقابة.