يعيش حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان هذه الأيّام انقسامات وخلافات داخلية على خلفية الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أفريل المقبل. كشف القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني نافع علي نافع، مساعد الرئيس السابق، عن سعي مجموعات داخل الحزب لم يسمّها للدفع بمرشّح بديل للرئيس عمر حسن البشير في الاستحقاق الانتخابي القادم. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعدّ فيه الحزب إلى عقد مؤتمره العام في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، حيث سيتمّ خلاله الحسم نهائيا في مرشّحه للانتخابات الرئاسية. ونقلت أمس الاثنين شبكة (الشروق) السودانية عن نافع قوله إن تلك المجموعات التي تسعى للدفع بمرشّح بديل سعت حتى للتأثير على هياكل المؤتمر الوطني لتضمن فيها الأغلبية، وأضاف: (هناك أناس سعوا إلى ترشيح البشير لولاية جديدة وهؤلاء هم الأغلبية، لكن هناك أشخاص كانوا يتمنّون مرشّحا غير البشير ويمكن أن يكونوا غير متّفقين على مرشّح بعينه). واعتبر نافع أن (قاعدة الذين يؤيّدون ترشيح الرئيس كبيرة، والذين يرون غير ذلك يرونه من منطلق قناعاتهم). ونفى مساعد الرئيس السابق أن يكون الرأي الغالب الذي يرشّح البشير مردّه التخوّف من الانقسام. وانتقد القيادي في المؤتمر الوطني ذهاب البعض داخل الحزب إلى ترشيح قيادات كانت ابتعدت عن مركز القيادة في الفترة الماضية، معتبرا ذلك (هزيمة للإصلاح). وكانت مصادر تحدّثت منذ فترة عن تنامي موجة الرفض داخل الحزب الحاكم لتولي الرئيس السوداني عمر حسن البشير لولاية جديدة في ظلّ إدراكها لتآكل شعبيته وخشيتها من أن تفضي عودته للحكم إلى انتفاضة شعبية ضده، خاصّة وأن المعارضة أعلنت في عديد المرّات أنها لن تقبل بإعادة إنتاج منظومة البشير وبتولّيه لفترة رئاسية أخرى. ويتولّى عمر حسن البشير قيادة السودان منذ 1989 تاريخ انقلابه على حكومة المهدي. ويسعى البشير إلى إضفاء شرعية على حكمه من خلال انتخابات 2015 التي يحرص على إجرائها، ضاربا عرض الحائط المناشدات الدولية والضغوط الداخلية. وتطالب المعارضة السودانية النظام بضرورة تأجيل الانتخابات إلى حين إجراء الحوار الوطني.