وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير). رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) يقول الحسن البصري رحمه الله: لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك. (أي هلاكك). القصة الأولى كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير (لعله خيراً) فيهدأ الملك. وفي إحدى المرات قطع إصبع الملك فقال الوزير (لعله خيراً) فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير ... فقال الوزير الحكيم (لعله خيراً) ومكث الوزير فترة طويلة في السجن. وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع.. فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال إنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك. ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت (لعله خيراً) فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَه فى الصيد فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملكة فكان في صنع الله كل الخير. القصة الثانية يحكى أنه كان هناك رجل مسافر مع مجموعه من أصحابه فكان كل واحد منهم لديه راحله خاصه به وكان هذا الرجل كلما قالوا له أمر سيء يخصه قال لعله خيره وكلما قالوا فلان حصل كذا قال لعلها خيره فتعجبوا من أمره وقال أحدهم سوف أفعل له مقلب فسوف أرى هل يقول خيره أم لا وبينما هم يسيرون في الصحراء قال أحدهم سوف آحذ الإبل وأرعى بها بينما أنتم تستريحون وأخذها ثم قام ووضع الإبل الخاصة بالرجل الذي يقول خيره ووضعها في كهف وأغلق عليها ورجع ببقية الإبل إلى أصحابه فقال لصاحب الإبل المفقوده اعذرني ياصاحبي فقد كنت أرعى بالأبل وغفلت عنها وعندما أردت العودة بحثت عن إبلك فلم أجدها فسامحني أرجوك قال صاحب الإبل لاتدري لعلها خيره فتعجبوا جميعا من أمره وقالوا كيف تقول خيره وأنت الآن لاتملك راحله لتركب عليها وتكمل السفر فقال والله لعلها خيره وفجأه وبينما هم يتناقشون هجم عليهم قطاع طريق وأخذوا منهم جميع مايملكون من إبل وماعليها من أمتعة ثم فروا هاربين فقال الذي قد خبأ الإبل والله لصاحب الإبل المفقوده والله أنك لصادق بأن قلت إن ضياع أبلك خيره فقال كيف ذلك قال إنها لم تضيع ولكن أنا خبأتها لأرى ماذا تقول وما أراك قلت سوى كلمة خيره فذهب وأحضرها وركب عليها وأكمل سفره وأصبح هم الذين يسيرون على الأقدام. القصة الثالثة يحكى عن رجل خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟ وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها. فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.. (لو قدر لأحدنا أن ينظر إلى مستقبل حياته بعد مرور الأزمة التي عاناها لوجد أن في تلك الأزمة خيرا كثيرا .. بل حتى لو لم يظهر لنا ذلك في منظورنا القاصر فصبرنا لن يضيع سدى عند ربنا فما ادخره الله من الأجر لك أكبر من المصيبة) وفي واقعنا اليوم قصص كثيرة جداً: والسؤال ولكن أين المعتبرون والمتعظون؟