تهدد العائلات البالغ عددها أزيد من 15 عائلة قاطنة بمدرسة الفنون القتالية بحي موحوس ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، منذ أكثر 10 سنوات، بالانتحار الجماعي في حالة اقصائها من عملية الترحيل القادمة سيما وأن السلطات سبق وأن أطلقت عدة وعود بترحيلها الى سكنات لائقة في كل مناسبة ترحيل إلا أن تلك الوعود كلها تصب في السلبي على حد تعبيرهم. مليكة حراث أعربت العائلات في حديثها ل أخبار اليوم عن امتعاضهم وسخطهم من حياة التهميش واللامبالاة من طرف الجهات الوصية وتعبيرا منها عن الرفض تحت وطأة الأوضاع المزرية التي تعيشها وتتكبدها في ظل افتقارها لأدنى ظروف الحياة الكريمة وما تعرفه تلك السكنات من ضيق المكان التي لا تسع غرفه حتى لأربعة أفراد من عائلة واحدة قامت النساء القاطنات بذات المكان الذي وصفوه باسطبلات الدواب، وخير تعبير عن مأساتهن هو أنها افترشت الطريق ووقفت سدا منيعا لمرور السيارات حتى تسمع أصواتهن وهذا تعبيرا عن الحقرة الممارسة في حقهم بعد طول انتظار في الاسطبلات التي أصبحت لا تصلح كسكن لائق يحتضن عائلات بأكملها، وأعرب أحد السكان أنهم سئموا الوعود الزائفة التي تترد على مسامعهم والتي دامت لسنوات دون ان تعرف أي التفاتة جادة من قبل المسؤولين الذين لا يعيرون مآسيهم ومعاناتهم ادنى اهتمام او أن تكلف السلطات المحلية نفسها عناء التنقل للوقوف على حجم المعاناة التي يجابهها هؤلاء في أوضاع أقل ما يقال عنها أنها مزرية وكارثية لا سيما بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مؤخرا واجتاحت السكنات التي أصبحت عبارة عن مستنقعات بسبب تآكلها واهتراء جدرانها كما تسببت في إحداث هلع كبير بعد أن وقعت شرارات كهربائية كادت أن تودي بكارثة حقيقية وكادت أن تحصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا كارثة طبيعية وهي زلزال 2003 الذي أدخلهم بوابة المنكوبين، وأضاف محدثنا أنهم رغم الشكاوي والمراسلات العديدة للسلطات المعنية، إلا أنها لم تحرك ساكنا فقاموا عدة مرات باحتجاجات عارمة بعدما سئموا تلك الوعود الواهية والتي لا أساس لها من الصحة والتي يتلقونها في كل مناسبة، معربا ذات المتحدث من قاطني تلك المدرسة، مردفا أنهم لا يعرفوننا إلا حين موعد الانتخابات الاحتجاج لقي ضجة كبيرة على مستوى بلدية برج الكيفان أين تم قطع الطرقات بإحراق العجلات المطاطية، ووضع الأخشاب في وسط الطريق من طرف شبابها كما كان للنسوة دور في تدعيم الاحتجاج بعد أن افترشن الطريق كما سبق ذكره معبرات عن الحياة المزرية واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاههم مما أدى إلى عرقلة حركة المرور التي دامت عدة ساعات إلى أن تدخل رجال الأمن والحماية المدنية. اصطبلات أم جحور؟؟ أثناء الجولة الميدانية ل أخبار اليوم عبر السكان عن مدى مأساتهم ومعاناتهم داخل الجحور القبور أو الاسطبلات، عدد من التسميات اطلقها على المكان الذي يأويهم طيلة سنوات والسلطات تتفرج حسبهم ، وفعلا أنه واقع مر تتخبط فيه تلك العائلات ولكم أن تتصوروا الوضع المعاش بتلك السكنات المشيدة من الكارتون السميك والزنك التي تآكلت والتي اضحت غير قابلة للإيواء ولا لعيش آدميين، بلغة التذمر والاستياء رددوا (سئمنا العيش في هذه الجحور وفي هذه الوضعية المأساوية) واصفين انفسهم ب (البؤساء فوق الأرض)، معربين عن حالاتهم النفسية المتدهورة بسبب طبيعة هذا المكان الذي أصبحوا غير قادرين على تحمل البقاء فيه أكثر رغم أن الترحيل مسّ كل المتضررين من زلزال 2003 عبر كامل الوطن، إلا أن حيينا لم يدرج ضمن المستفيدين لحد الساعة وأردفوا قائلين ألسنا كباقي المواطنين الجزائريين أم إننا لسنا بشر؟ كفانا تهميش وعزلة وحقرة؟ كلمات رددوها بأعلى أصواتهم مهددين بالانتحار بأبشع الطرق في حالة إقصائهم وبقائهم لسنوات أخرى تحت سقف الذل والهوان. كما أكد في نفس السياق بعض القاطنين معاناتهم من عدة أمراض تنفسية، وجلدية بدأت تنخر أجسامهم زاد الأمر حدة، وبالأخص الأطفال الذين لا طاقة لهم على التحمل إننا نعيش في طيّ النسيان والتهميش وباتت الاكواخ لا تحمينا من برودة الشتاء، وبالأخص مشكل التسربات، بسبب التشققات التي طالت تلك البيوت التي من المفروض أن يتم ترحيلنا بعد انقضاء سنتين لكن طال انتظارنا وبقيت درا لقمان على حالها.. وعليه يطالب القاطنون بمدرسة الفنون القتالية برج الكيفان بتدخل السلطات المعنية لانتشالهم من المعاناة التي يحيونها يوميا.