يواجه دورتموند مساء اليوم في نصف نهائي كأس ألمانيا بايرن ميونيخ.. حكاية موسم بدأ حصاده مبكراً نجح بايرن ميونيخ للموسم الثاني على التوالي من حسم الدوري قبل الدخول بشهر ماي الذي سيتفرغ فيه بايرن لبطولة دوري الأبطال وبطولة الكأس بحال تجاوزه مباراة دورتموند مساء اليوم في الدور نصف النهائي. حسم بايرن للقب لم يأت بعد اكتساحه لكل خصومه المباشرين ولا حتى لتفوقه عليهم ذهاباً وإياباً لكن فريق غوارديولا عرف كيف يتعامل مع جميع مراحل الدوري الصعبة ولم يضِع النقاط مع الفرق التي تحتل مراكز في وسط الترتيب وما دون ليصل لنهاية الموسم برصيد كافٍ للتتويج بأفضل وقت ممكن. غوارديولا اعتمد على خمسة وعشرين لاعبا رحلة بايرن نحو حسم اللقب شهدت إشراك بيب لخمسة وعشرين لاعبا خمسة منهم فقط لم تتجاوز مشاركات كل منهم التسع، إضافة لذلك حصل العديد من اللاعبين الصغار والبدلاء على فرصة لإثبات ذاتهم في الفريق مثل رودة وفايزير وغاودينيو وكورت الذي شارك يوم أمس للمرة الأولى في الدوري بقميص بايرن عدا عن حصول غوتزة وبيرنات ورافينيا على فرص أكبر من المتوقع للمشاركة. البايرن ضيع نقطتين أمام الفرق التي تحتل المراكز من السادس إلى الأخير البايرن لم يضيع حتى الآن إلا نقطتين أمام الفرق التي تحتل المراكز من السادس إلى الأخير وهاتان النقطتان فقدتا حين تعادل بايرن مع هامبورغ في الجولة الرابعة من الدوري، بالمقابل لم يتمكن بايرن حتى الآن من التفوق بحصيلة المواجهات على ثلاثة من الفرق الأربعة التي تليه على سُلم الترتيب بانتظار مواجهته إياباً ضد ليفركوزن. البايرن عانى الأمرّين أمام مونشنغلادباخ وفولفسبورغ بايرن لم يتفوق في حصيلة مواجهاته المباشرة على فولفسبورغ الثاني ففاز ذهاباً بصعوبة بهدفين لهدف وخسر إياباً بأربعة أهداف لهدف، ولم يتفوق بايرن أيضاً على مونشنغلادباخ الثالث فتعادل معه ذهاباً سلباً وخسر أمامه إياباً في ميونخ بهدفين للا شيء. شالك الوحيد الذي تعادل أمام البايرن ذهابا وإيابا يمتد هذا السيناريو أيضاً ليصل إلى شالك المنهار هذا الموسم والذي تقاسم مع بايرن نقط مباراتيهما فتعادلا ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة بهدف لهدف. عدا ذلك تمكن بايرن من الفوز على ليفركوزن بهدف وحيد ذهاباً، وفاز في مباراتي كلاسيكير على دورتموند الذي يحتل المركز التاسع حالياً. البايرن خسر نقطتين منذ نهاية الجولة الرابعة وحتى نهاية الذهاب وبشكل رقمي آخر، منذ نهاية الجولة الرابعة وحتى نهاية الذهاب لعب بايرن 13 مباراة تعادل في واحدة منها فقط وفاز في 12 مباراة ليضمن دخول الإياب وبحوزته فارق كبير من النقاط علماً أنه لم يخسر أي مباراة ذهاباً، في وقت لم يعرف فيه لا فولفسبورغ ولا غلادباخ ولا الآخرين كيفية منع إضاعة النقاط أمام الفرق الصغيرة. البايرن يتفوق على مونشنغلادباخ بفارق نقطة واحدة إياباً أما ما فعله بايرن إياباً فكان العمل على الحفاظ على هذا الفارق، فلو وضعنا جدول خاص لترتيب الفرق إياباً نجد أن بايرن يتفوق على مونشنغلادباخ بفارق نقطة واحدة، وقبل آخر جولتين كان بايرن في المركز الثالث على جدول الإياب خلف مونشنغلادباخ وفولفسبورغ لكن تعثرهما أعطى صدارة الإياب لبايرن ولو بفارق ضئيل مقارنة مع فارق الذهاب. البايرن لم ينهار رغم كثرة الإصابات هذه الإحصائيات يمكن تبريرها بأمر واحد، فبايرن القوي لم ينهار رغم كثرة الإصابات، والفريق الذي كان أسبوعياً يتأثر بغياب سبعة أو ثمانية لاعبين أو أكثر تمكن من الحفاظ على مستواه الثابت، وربما تشكل مباراة فرانكفورت منذ أسبوعين دليلاً قوياً حين وضع بيب أربعة لاعبين فقط على الدكة بينهم حارس ومدافع عائد من الإصابة ولاعب وسط شاب هو غاودينيو من دون أن يملك أي بديل هجومي في ظل غياب أبرز نجوم الفريق. قوة البايرن لم تتوقف عند الشق المحلي بايرن الذي حقق في موسم واحد سباعيتين أوروبيتين وسداسية أخرى، وأجبر روما على تلقي أكبر هزيمة أوروبية في ملعبه تاريخياً وألحق ببورتو الهزيمة الأقسى بتاريخه الأوروبي من الصعب أن يقال أن هيمنته تتوقف عند الشق المحلي ومن دون أن يكون بحاجة للفوز على خصومه لعبت حنكة البافاري دورها لتقود الفريق إلى لقب حصده بسهولة وسط ظروف بغاية الصعوبة على الفريق بشكل يعكس صحة الأجواء البافارية وينفي وجود أي شيء يعكر صفو البيت البافاري مع الاحتفالات باللقب رقم 25 للبافاري في الدوري والثالث على التوالي. السيطرة الكروية على القارة الأوروبية غوارديولا يسير على خطى "عدوه" مورينيو بيب غوارديولا مدربٌ يمتلك عقلية فذة، فهو رجل لا يعرف كلمة المستحيل أبداً وكل الطرق بالنسبة له تؤدي لمنصات التتويج ومهما كان خصمه فهو قادر على تحقيق المعجزات وكسر القواعد الثابتة وتحقيق ما لم يمكن يتخيله متابعي كرة القدم في أنحاء العالم. غوارديولا يمتلك سجلاً قوياً مليئًا بالإنجازات والأرقام الشخصية يمتلك الإسباني بيب غوارديولا سجلاً قوياً مليئًا بالإنجازات والأرقام الشخصية للأندية التي قام بالإشراف عليها خلال مسيرته التدريبية. ويسير الساحر الإسباني بيب غوارديولا مخترع (التيكي تاكا) الكتالونية على خطى عدوه وخصمه اللدود البرتغالي الملقب ب(سبيشال وان) جوزيه مورينيو في حصد البطولات في الدوريات الأوروبية. مورينيو الذي صنع التاريخ وضرب بجميع الأرقام القياسية عرض الحائط عد تتويجه بالدوريات الأوروبية الكبرى، حيث توّج بلقب الدوري البرتغالي مع بورتو، وحصد لقب البريميرليغ مع البلوز تشيلسي ولقب الليغا مع ريال مدريد، والكالتشيو الإيطالي مع إنتر ميلان. غوارديولا يسير على هذا النهج الصحيح الآن غوارديولا يسير على هذا النهج، فبعد بطولاته الخارقة مع العملاق الكتالوني برشلونة وتتويجه عدة مرات بالليغا، نجح غوارديولا في حصد لقب الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ ليواصل سيطرته الأوروبية من القلعة البافارية. أرقام وسجلات خارقة في سجل غوارديولا 348 مباراة لغوارديولا مع برشلونة وبايرن ميونيخ حصد خلالهما على 14 بطولة مع البلوغرانا و5 مع العملاق البافاري أي معدل بطولة كل 18 مباراة. ولا ننسى أنه كان قائداً للسفينة الكتالونية حينما حقق السداسية التاريخية الشهيرة موسم 2009 وأصبح برشلونة أول فريق يحقق 6 بطولات في موسم واحد، ومنذ ذلك الوقت كتب البلوغرانا عهد جديد في عالم كرة القدم بعد أن قادهم غوارديولا لمنصات التتويج. كأس ملك إسبانيا كانت أولى بطولات برشلونة تحت قيادة غوارديولا في موسم السداسية، ومن ثم الليغا وبعد ذلك دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الإسباني وأصعب البطولات كأس السوبر الأوروبي أيضاً نالها برشلونة مع غوارديولا وكأس العالم للأندية. غوارديولا لم ولن يمل في مسألة حصد البطولات مع البلوغرانا بل بالعكس أصبحت عادة وضعف خزائنهم بالبطولات في المواسم التي سبقت السداسية الشهيرة، حيث حصل على الليغا ودوري الأبطال موسمي 2010 و2011. خرج غوارديولا من بوابة الكامب نو مرفوع الرأس تاركاً بصمة ذهبية يتذكرها الكتلان أبد الضهر وشد الرحال للدوري الألماني وتولى مهمة تدريب بايرن ميونيخ. غوارديولا.. الرجل المناسب في المكان المناسب وبما أن الرجل المناسب في المكان المناسب، مارس غوارديولا هوايته المفضلة في حصد البطولات للعملاق البافاري سواء على المستوى المحلي أو القاري. فاز غوارديولا في موسمه الأول مع البايرن ببطولة الدوري (البوندسليغا) وكأس ألمانيا وكأس السوبر الأوروبي بجانب كأس العالم للأندية. وللموسم الثاني على التوالي حقق البافاري بطولة الدوري قبل نهاية الموسم ب4 جولات كاملة منفرداً بصدارة الجدول عن باقي منافسيه. أبهر غوارديولا عشاق الساحرة المستديرة في شتى بقاع الأرض بعروض بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا خاصةً في مباراة بورتو الذي اكتسح الأخير بسداسية بعد أن كان قاب قوسين أو آدنى من الخروج بعد هزيمة مباراة الذهاب بثلاثة أهداف ولكن جاءت هذه النتيجة الصادمة بسبب الغيابات التي ضربت الفريق قبيل هذه المباراة. غوارديولا سيواجه فريقه الأصلي في دوري الأبطال أوقعت قرعة دور قبل نهائي لدوري أبطال أوروبا بايرن ميونيخ مع برشلونة مما سيجعل مهمة غوارديولا صعبة وليس مستحيلا تخطي الكتلان والوصول للنهائي ويكون قريباً من التتويج.
