غالباً ما نسمع عن قيام أحد المشاهير بدفع ملايين الدولارات لشراء جزيرة خاصة في مكان ما من هذا العالم. ولعل الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو والمبرمج الأمريكي البليونير لاري ايليسون مثالاً حياً على ما سبق، إذ أنفقا ملايين الدولارات لشراء جزيرتهما الخاصة في هاواي. ولكن شراء جزيرة خاصة لم يعد حكراً على الأغنياء والمشاهير فقط، إذ تُطرح آلاف الجزر النائية مختلفة المساحة والسعر سنوياً في السوق للبيع. وتختلف أسعار هذه الجزر وفق متغيرات أساسية ترتكز على المساحة والموقع الجغرافي بشكل خاص، إذ تبدأ ب 200 ألف دولار أمريكي لتصل إلى مئات الملايين وفقاً لاختلاف هذه المعايير. ولكن عملية الشراء ليست بالسهولة التي نتخيلها، إذ لا يستطيع أي شخص القيام بعملية البحث، لذا غالباً ما يتم اللجوء إلى السماسرة أو الشركات المتخصصة في اصطياد الجزر الذين يقومون بمهمة البحث وإيجاد الجزيرة التي تلائم احتياجات الشاري وموازنته. وفي حال أردت الشراء، عليك أن تسأل نفسك عدة أسئلة، فمثلاً هل تريد جزيرة تستطيع زيارتها على مدار السنة أو موسمية؟، أو هل لديك مشكلة في السفر الطويل وحب المغامرة؟، إضافة إلى مدى ارتباطك باللغة المحلية المعتمدة فيها. كل هذه العوامل تساعد في حصر الخيارات وتحديد الجزيرة الأنسب لك. وتعتمد هذه الجزر في عملية البيع على طريقتين أساسيتين، إما التملك الحر وهو الأكثر رواجاً في أوروبا وجزر الكاريبي وأمريكا الشمالية، أو مظام الليس أو استثمار حقوق الملكية لمدة زمنية تصل إلى 99 سنة، وهو الأكثر شيوعاً في آسيا. وتبقى المشكلة الأبرز على من يريد الشرء متمثلة بالتمويل، وخصوصاً كون التمويل البنكي يعد أمراً صعباً لهذه الحالة، فغالباً ما تتجنب البنوك تمويل شراء جزيرة خاصة لأهداف غير استثمارية نظراً لخطورة هذه القروض على البنك نفسه، أما إذا كان الهدف استثمارياً، كبناء منتجع سياحي أو غيره من المشاريع الاستثمارية التي تقام على الجزر، فمن الممكن الحصول على تمويل بنكي مناسب قد يصل إلى 60 في المئة من سعر الجزيرة. وبالإضافة إلى التمويل، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الحاجة الماسة إلى طائرة خاصة أو يخت، نظراً لكون الجزر الخاصة تقع غالباً خارج نطاق الطيران المدني ما يفرض استئجار وسيلة نقل أو امتلاكها.