بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي* احتل العراق سنة 2003 من طرف أمريكا وماسمي بقوات التحالف الدولي بداية بعمليات عسكرية قاسية في حق الإنسانية وبمباركة بعض دول الجوار العربي التي كانت ترى في نظام االرئيس صدام حسين رحمة الله عليه أنه مزعج ومصدر للتواترات والاحتقان التي تعيشها المنطقة ربما بسبب الممانعة الحقيقة وروح العروبة والصمود والتصدي الذي مثله النظام في وجه الغرب وكل ما يؤذي الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. هذا الأخير لم يستسغه الغرب بزعامة أمريكا التي تكالبت على هذا النظام بحجج واهية منها الديكتاتورية وكذبة أسلحة الدمارالشامل المزعومة وكلنا تابعنا حجم الزيغ وحجم الضغينة والتكالب على بغداد العروبة والصمود. لقد سقطت بغداد وبعدها أعدم صدام بعد محاكمة أقل ما يقال عنها مسرحية في صورة لا تحمل أي ذرة من مشاعر الإنسانية وسط تهليل غربي ومباركة من بعض الأشقاء العرب الذين ظنوا وصدقوا بأن أمريكا تخلصهم من الديكتاتور وهي التهمة البارزة فصدام لم يوصف بالعمالة أو الفساد ... إن احتلال العراق من قبل أمريكا وحلفائها وضع هذا القطر العربي يعيش في دوامة خطيرة جدا دوامة اللاأمن والإرهاب وغيرها من المخاطر المحدقة لعل أبرزها تلك التي تنبش في وحدة العراق وعروبة العراق العربي وهو الوتر الذي لعبت عليه أمريكا كثيرا، وحاولت إخراج العراق من رحم العروبة إلى عراق الفوضى والتقسيمات إن سمح الله ..... حروبنا ومصالحهم إن الاحتلال الأمريكي للعراق كان هدفه القضاء على وحدة القطر وخيراته ومقوماته وبالخصوص هويته العربية رغم الفسيفساء العرقية والمذهبية المشكلة للمجتمع العراقي العربي التي لم تكون مطروحة أثناء حكم نظام صدام، فبعد أن تورطت أمريكا في العراق وسقط القناع أخذت الأخيرة في التفاوض مع إيران في الوقت الذي كانت علاقة أمريكاوإيران في أوج الاحتقان بسبب الملف النووي !!! فلماذا لم تفاوض أمريكا قطرا عربيا على مصير العراق ..!!! من أجل إيجاد حل للورطة والمستنقع الذي سقطت فيه أمريكا وانسحبت تحت ضربات المقاومة العراقية والشعب العراقي ومن هنا بدات إيران تلعب أوراقها في العراق وتتدخل في الشأن الداخلي وهذا بفضل الأوراق التي صنعتها أمريكالإيران انطلاقا من الشيعة والأكراد و.... وهكذا أصبحت إيران تلعب دورا هاما في اختيار رئيس الحكومة باعتباره منصبا شيعيا ترجع الوصاية فيه لإيران لكن التدخل الإيراني لم يقتصر على هذا بل تدخل عسكريا من حين إلى آخر حتى أصبح العراق الثائر موطئ قدم حقيقي وتسعى إيران للعب على هويته العربية وتريد تشويهها وهذا بعدما سلمت أمريكاالعراقلإيران على طابق من ذهب في ظل الغفوة والغفلة العربية ليصبح المد الإيراني يتنامى يوما بعد يوما انطلاقا من من أسباب ذكرتها سابقا.
عاصفة العراق إن عاصفة الحزم في اليمن التي جاءت انطلاقا من محاربة وكبح النفوذ الإيراني وتقليم أظافره وكذا المليشيات المسلحة بين االتحفظ والمباركة، فلماذا لم تكن عاصفة في العراق لكبح النفوذ الإيراني المتنامي والقضاء على التكفيريين والعصابات المسلحة التي نالت كثيرا من هذا القطر وجعلته يعيش في دوامة صعبة بعدما كان العراق ثائرا بجيشه وأمنه وثقافته اليوم يعاني ويعاني كثيرا، تداول أمريكاوإيران وغيرها من المليشيات على إفساد أرض العراق وشعب العراق بل غفل العرب كثيرا على هذا القطر وقل الدور العربي وكاد ينعدم، إن لعب دور عربي بناء في العراق أصبح ضرورة حتمية حتى لا تنفرد أي جهة بالعراق وتخرجه من بوتقة العروبة والوحدة إلى الفوضى والتقسيمات وضياع الهوية وهي البوصلة في كل خطوة بناء ولم الشمل. إن الغياب العربي في العراق جعلته لعبة في يدالتكفيريين وإيران بل يصرح مستشار إيراني كبير نعمل على عودة إمبراطورية الفرس والتي كانت بغداد جزءا منها يوما ما ؟؟؟ يحدث هذا في ظل صمت عربي فلماذا لم يكن دور في استعادة العراق لمكانته الطبعية من دون أن ننسى قدرة الشعب العراقي ودرجة وعيه في الحفاظ على الأرض وصيانتها من أي تدخل.