موز... كيوي وفيتامينات بدل العلف لفوز الكبش بالبطولة مع إقتراب عيد الأضحى المبارك يزداد إهتمام الشباب الجزائري بما يعرف بمصارعة الكباش وقد تحول الأمر في الآونة الاخيرة الى حتمية ما يتجسد في إقامة المراهنات على بعض الكباش الذي قد يصل سعرها الى مبالغ خيالية والتي تباع في مزادات علنية بعد الانتهاء من دورات منظمة خصيصا لهذه البطولة والتي تقام كل سنة بين مجموعة من الكباش التي ذاع صيتها في ميدان المصارعة . ي.آسيا فاطمة قد يحتار البعض عند قراءة أسطر هذا المقال لما وصل له الحال في الجزائر قبيل عيد الأضحى المبارك من أناس يجدون في المصارعة بأضحية العيد متعة شخصية وربح بعض المال من المراهنات والقمار في مشهد أقرب ما يكون لما كان عليه الأمر في عصر الظلمات أين كان الناس يستمتعون بالمصارعات الدامية التي تدور بين الحيوانات. "الديقا"... "البوشي" وأسماء أخرى إن ظاهرة المصارعة بالكباش في الجزائر قبيل عيد الأضحى أخذت منحى خطير فقد أصبحت تقام في دورات خاصة تقام خصيصا لهذا السبب في أماكن وأوقات معلومة حيث يلتقي لأجلها جمع غفير من المشاهدين والمتتبعين وفالك الحيوانات الأليفة تتحول الى متوحشة بفعل الفاعلين ويطلق عليها أصحابها أسماء مرعبة تحمل في بعص الاحيان إيحائات سياسية كإسم "الداعش" "الديغا" "البوشي" "التيانتي" و"كاميكاز" غيرها من الاسماء المشابهة، كلها تندرج تحت تخويف الخصم المقابل له والواقع أن هذه الكباش لا تقدم كأضاحي بمناسبة عيد الأضحى بل تباع على أساس أنها أبطال مصارعة تذر على أصحابها بالمال الكثير جراء المقامرة وأكثر الأماكن التي تنتشر فيها هذه الظاهرة هي الأحياء الشعبية والعريقة في الجزائر . تدريبات خاصة لكباش المصارعة و يتفنن أصحاب هؤلاء الكباش في إتباع بعض التدريبات الخاصة والسرية لأجل الاستعداد للمصارعة في ايام العيد ومن خلال تقصينا عن بعض هذه الأسرار وصلنا أنهم يقدمون لها بعض الفيتامينات الخاصة والتي تباع بأثمان غالية لأنها في الواقع غير مخصصة للحيوانات ويستغنون عن إطعامه العلف ويستبدلونه ببعض الفواكه الاستوائية كالموز والكيوي وغيرها، ولعل أغرب ما يقوم به هؤلاء المربون هو أن يضعوا هذا الكبش في مكان مظلم جدا لمدة لا تقل عن أسبوع حتي يرتفع الإستعداد العدواني للكبش أكثر ويصبح اكثر عنفا. "كورتاج"لإستقبال الكبش الفائز و الأغرب من إقامة المصارعات بحد ذاتها هو الحفل الصاخب الذي يرافق الكبش الفائز في ما صار يعرف بالبطولة الوطنية لمصارعة الكباش حيث يستقبل الكبش الفائز بالبطولة من طرف أبناء الحي ب"كورتاج"و كأنه عرس حقيقي، مفرقعات وأغاني وأناس يرقصون فرحا وحتى الكبش ينزل ويتوسط تلك الجماهير الغفيرة بعد تزيينه ووضع حزام على رفبته اشبه بذلك الحزام الذي يضعه أبطال المصارعة في حلبات الرياضات القتالية وكأنه بطل حقيقي في مشهد قد يأخذك لما كان عليه الأمر في قديم الزمان اين كان الناس تستهويهم رؤية الدماء والمصارعات الدائرة بين الحيوانات. الاسلام يدعو الى الرفق بالحيوان وقد يتساءل القارىء كيف وصل بنا الوضع لهذا الحد أي أنه كيف أمكن لشبابنا أن تستهويه مثل هذه الهوا يات العنيفة والجواب بسيط جدا الفراغ في حياة أغلب الشباب هو السبب الرئيسي، فعلى الرغم من أن ديننا الحنيف يرفض التعامل مع الحيوان بهذه الطريقة ويدعونا للرفق واللين مع الكائنات الحية كافة، نجد البعض من الذين إنتكست فطرتهم وغابت إنسانيتهم وضعف دينهم ينظمون ويستعدون للعيد بكل ما لا يمت بصلة لسنة نبينا ابراهيم الخليل عليه السلام ، ومما ساهم في إنتشار هذه الظاهرة هو البطالة التي يعاني منها الشباب بحيث باتوا يبحثون عن اي مصدر للمال دون البحث عن الوسائل المؤدية له ،و ما يجدر الإشارة له هو أن هذه الظاهرة رغم اختلافها في المضمون الا انها منتشرة في بعض البلدان على غرار الجزائر وهي تتخذ أشكالا مختلفة ولكنها تندرج كلها تحت إسم المصارعة بالحيوانات لأجل تحقيق المتعة الشخصية، وقد يصعب القضاء على هذه الظاهرة المستفحلة في المجتمع الجزائري الذي بات معروفا بمصارعة الكباش بعد إسبانيا المعروفة بمصارعة الثيران ولكن وجب العمل على الأقل على الحد منها وذالك بالوعظ أكثر ومحاربة منظمي هذه الدورات حتى لا تفقد سنة الأضحية حكمتها.