هكذا انهارت الأوضاع الاقتصادية في العالم العربي في 2015 *** أرقام مخيفة لأوضاع مفزعة كشف عنها المؤشّر العربي لسنة 2015 فلقد أظهر استطلاع أجراه المركز العربي للأبحاث حجم الكارثة التي تشهدها الدول العربية من خلال تردّي الأوضاع الاقتصادية والذي انعكس سلبا على المواطنين الذين بدورهم لجأوا إلى التفكير في الهروب والهجرة من بلدانهم الأصلية نحو الدول الأوروبية للظفر بمستقبل أفضل. ق.د / وكالات أظهرت نتائج المؤشّر العربي للعام 2015 أن نحو 80 من الأسر في المنطقة العربية إمّا معوزة أو تعيش على الكفاف في حين مال رأي المستجوبين في استطلاع نفّذه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات -ومقرّه الدوحة- إلى اعتبار دولة الاحتلال وإيران وأمريكا الدول الأكثر تهديدا لبلدانهم. وأظهرت نتائج المؤشّر -الذي شمل عيّنة من 18 ألفا و311 شخص من 12 بلدا عربيا- أن 29 من الرأي العام في المنطقة العربية أفادوا بأن أسرهم تعيش في حالة حاجة وعوز بينما قال 48 إن دخولهم تغطّي نفقات احتياجاتهم فقط (أسر الكفاف) في مقابل 20 أكّدوا أن أسرهم تستطيع أن توفّر من دخولها بعد الإنفاق على الاحتياجات الأساسية. وذكر المؤشر أن 53 من الأسر المعوزة تلجأ للاستدانة إما من معارف وأصدقاء أو من مؤسّسات بنكية ومالية بينما يعتمد 20 من هذا النّوع من الأسر على معونات من الأصدقاء والأقارب نظير 9 يعتمدون على معونات جمعيات خيرية ومعونات حكومية مما يعني أن أطر التكافل الاجتماعي التقليدي ما زالت أقوى من إطار المعونة المؤسّسية وفق المركز العربي. وحسب تقرير المركز فإنه لا فروق في توصيف الوضع المعيشي لأسر المستجوبين حسب نتائج المؤشّر الجديد مقارنة بنتائج نظيريه في 2012 - 2013 وعام 2011. * أوضاع سلبية أظهرت نتائج مؤشّر هذا العام أن 56 من المستجوبين قيّموا الوضع الاقتصادي لبلدانهم على أنه سلبي مقابل 43 وصفوا هذا الوضع بكونه إيجابيا. وأكّدت نتائج المؤشّر أن أكثر من نصف المستوجبين (53 ) رأوا أن مستوى الأمان في بلدانهم جيّد مقابل 46 قالوا إنه سيّئ وهو تقييم بدا أكثر إيجابية قياسا إلى مؤشّري 2014 و2012 - 2013. وعلى الصعيد السياسي أبانت النتائج أن ما يفوق نصف المستجوبين (52 ) وصفوا الوضع في بلدانهم بأنه سلبي مقابل 43 ذهبوا إلى أن الوضع السياسي إيجابي ورغم ذلك جاء هذا التقييم أكثر إيجابية مقارنة باستطلاع عامي 2014 و2012 - 2013. وأكّدت نتائج المؤشّر العربي أن تغيّرا مُهمًّا طرأ على أولويات المواطنين في المنطقة العربية للعام الثاني على التوالي إذ أورد المستجوبون غياب الأمن والأمان باعتباره أهمّ مشكلة تواجه بلدانهم بنسبة 19 وهذه هي المرّة الثانية على التوالي التي يعتبر فيها المواطنون أن المشكلة الأهمّ هي مشكلة غير اقتصادية في حين جاءت مشكلة البطالة في المرتبة الأولى في استطلاعي 2011 و2012 - 2013. * أسباب الهجرة من جانب آخر أكّد 23 من مواطني المنطقة العربية ممّن يرغبون في الهجرة أن دوافعهم إليها هي في الأساس من أجل تحسين الوضع الاقتصادي بينما أرجع نحو خمس المستجيبين سبب رغبتهم في الهجرة إلى غياب الاستقرار الأمني. وبخصوص اتّجاهات المستجوبين بشأن الدول الأكثر تهديدا لبلدانهم فقد أفاد 27 من الرأي العام بأن إسرائيل هي الأكثر تهديدا لأمن بلدانهم بينما 12 وقع اختيارهم على إيران مقابل 11 تحدّثوا عن أن الولايات المتّحدة هي مصدر التهديد الأكبر لبلدانهم. يشار إلى أن استطلاع المؤشّر العربي لعام 2015 نفّذ خلال الفترة من ماي إلى سبتمبر 2015.