نداء للشباب الجزائر سواعد الأمة

أيها الشباب الجزائري يا أبناء الجزائر الأعزاء··· يا من أعطيتمونا دورسا في الوطنية وبرهنتم عنها بكل قوة في كل المناسبات والمواقف التي كانت الجزائر فيها بحاجة إليكم··· وخير دليل تعبيركم عن حبكم لوطنكم الجزائر بدفاعكم عن رموزها وألوان علمها ودعمكم للفريق الوطني في مبارات كأس العالم في القاهرة، أم درمان وإفريقيا، فلم نتوقع أبدا من هذه الشبيبة أن تأتي أعمال شغب وتخريب لما أنجزه العمال الجزائريين بعرقهم وبأموال الشعب خلال هذه الأيام إلا إذا كان الأمر بفعل فاعل ممن لا يحبون خيرا للجزائر ولعرقلة نهضتها المشهودة بفضل ما سطرته الدولة من برامج مهمة·
وحتى وإن كانت هناك مشاكل إجتماعية فهذه المشاكل تتطلب طرقا سلمية لحلها وللفت نظر المعنيين ولا تبرره أعمال الشغب ذلك فهناك العديد من الوسائل للتعبير بصفة حضارية للوصول إلى تلبيتها دون ترك الفرصة لوسائل الإعلام خاصة الأجنبية منها أن تستغلكم لتزيد الطين بلة ونشر البلبلة عن الجزائر التي خطت خطوات عملاقة - بفضل السياسة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية - وسطرت أولويات لتنفيذ المشاريع الكبرى كأرضية صلبة في سبيل تحقيق رفاهية الشعب الجزائري ودحر كل ما يحاكى ضده من المغرضين·
إن المطالبة بالسكن وبالعمل، هذا من حقكم والعملية جارية فلا ننكر بأنه تم إنجاز مليون سكن وزعت في آواخر 2009 ومليون سكن ستنجز في الفترة ما بين 2010 / 2014 وفي كل سنة من هذه الخمس سنوات ستلبى طلبات البعض·
وفي الإطار نفسه خصص فخامة الرئيس أموال هامة ومساعدات مالية تمكن من ترقيتكم الإجتماعية والثقافية بإنجاز مشاريعكم ومؤسساتكم حسب تكوينكم وبموافقة الدولة، لذا فما عليكم أنتم أيها الشباب العاطل عن العمل إلا المبادرة في المشاريع الهادفة حتى تتمكنوا من احتلال المراتب الرائدة في الإقتصاد الوطني، خاصة وأن هذا البرنامج سيخصص في هذه الخمس سنوات ثلاثة ملايين من مناصب شغل لتلبية مطالبكم ضمن المخطط الخماسي 2010 / 2014، كما أن هذا المخطط أعطى الأولوية للموارد البشرية لترقيتكم وللتمنية الوطنية في كل القطاعات والمناطق بصفة متوازنة ومتكاملة·
إن التسلح بالإرادة والإسراع بالمبادرة للحصول على إعاناة من مؤسسات الدولة وفقا للمشاريع التي تطلبونها أمر مهم لتحقيق نشاطكم الإقتصادي وترقيتكم إجتماعيا، وهذا العمل يتطلب الجدية والمثابرة فالتكاسل والاتكال على الغير لا يجدي نفعا كما أن الفراغ قاتل وسيؤدي بالغير إلى إستغلالكم وتوظيفكم فيما لا يحمد عقباه - مثل ما فعلوه بكل في هذه الأيام - لذا فلا تفسحوا المجال للذين يحبون زرع الفوضى في البلاد بتحقيق أغراضهم الشخصية والدفع بكم إلى تخريب الأملاك العامة والخاصة لإخوانكم الجزائريين والسطو على المحلات والسكنات وغيرها من الأعمال دون وجهة حق بل هي أفعال منافية لما تربينا عليه وما استقيناه من مبادئ ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية السمحاء بل يجب عليكم - أيها النشء الصالح أن تتحلوا بما تشبعتم به من أخلاق فاضلة حميدة وما تحليتم به من تربية حسنة في عائلتكم الكريمة وفي مدارسكم ومعاهدكم·
لقد استغلتكم فئة المصالح ودفعوا بكم في حضن المظاهرات والعنف، فهم يسعون من وراء ذلك الحفاظ على مصالحهم المرتبطة بجماعات الضغط على الدولة حتى لا تنظم التجارة حسب المقاييس التي تقاوم الفساد والتهرب من الضرائب وهم متحالفون مع أصحاب المصالح وجماعات مافيا المخدرات وأوساط الجريمة المنظمة والذين تحالفوا على الجزائر لامتصاص مواردها المالية، وارتفاع الأسعار ما هو إلا سببا لأن ذلك كان من فعلتهم والدولة لم تأخذ أي قرار في ارتفاعها بالعكس هي لازالت تدعم هذه المواد الاستهلاكية من أجل استقرار أسعارها والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين كما أقرت العديد من الإجراءات الإجتماعية منها مساعدات للتمدرس وللسكن وغيرها···
فلا تتركهم يستغلون الصعوبات التي تعترضكم لتثمين مصالحهم ··· لنذكر كم بالعشرية الدموية التي عانى منها شعبنا الأبي الذي تفطن لتلاعبات ذوي المصالح الخاصة الذين ساهموا في تخريب البلاد وتركوها تتراجع إلى الوراء لسنوات طوال، ولولا السياسة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية من خلال الوئام المدني والمصالحة الوطنية لما تحقق الأمن والإستقرار في البلاد ولما وصلت الجزائر إلى صورتها الحالية، وعليه يجب أن تتفطنوا لمؤامرات المغرضين ضد وطنكم فلا تتركوهم ليجعلونكم مطية لتحقيق أغراضهم على حساب الشعب والعبث بمستقبلكم - فما يقومون به يعد خيانة للوطن وللشعب - فلا تشاركوا في زعزعة هذا الإستقرار في البلاد فهم دائما يبحثون عن محيط المياه العكرة ليصطادون فيه، فأنتم مطالبون اليوم بالمحافظة على مكتسبات الجزائر لضمان الواعد خاصة وأن الجزائر في الفترة الحالية عرفت وتيرة متسارعة لتحقيق التنمية الشاملة وتتوجه نحو التقدم والعصرنة·
إنه من المؤكد أن الدولة ستسهر على معارضة نشاطات هؤلاء الذين يستغلون الظروف الملائمة لتحقيق مصالحهم والمتمثلة في تعريض البلاد لمشاكل نحن في غنى عنها بتنظيم عملية ندرة المواد الأساسية للمواطنين ليغتنموا فرصة التلاعب بالأسعار والتسبب في تغليط الشباب البريء والزج به للتظاهر في الشوارع وعدم الإهتمام بما سيتعرض له من مخاطر وستتحمل عائلاتهم لا محالة عبء ذلك وتبقى حسرتها على أبنائها وندمها قائمة خاصة عندما تكتشف هذه العائلات مؤامرة الخائنين للوطن الذين بدلا من مساعدة الشباب والمساهمة في امتصاص البطالة بتشغيلهم ودمجهم في سوق العمل نجدهم عكس ذلك أدمجوهم في المشاكل والمعاناة·
أيها الشباب الجزائري:
أنتم الأمل الباسم لهذا الوطن، أنتم سواعد الأمة المعول عليكم في استلام مشعل الأسلاف - شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار- فأنتم الواجهة الحقيقية لصورة الجزائر في أعين الآخرين··· برهنتم ولا تزالون تبرهنون على حبكم العميق لهذا الوطن المفدى··· فأنتم خيرة أبنائه··· تمثلون الدرع الواقي له··· وأنتم قرّة أعيننا وفلذات أكبادنا ومحل فخرنا وإعتزازنا·· فكونوا بناة حقيقيون لبلادكم والعمل على رفع التحدي وأعلنوا عن عزمكم في الدفاع عن كل ما يحاكى ضد الجزائر·· وشاركوا في دفع عجلة التنمية لتحقيق موعد الجزائر الجديدة التي ستبرز ملامحها الحقيقية سنة 2014 بعد اتمام انجازات المخطط الخماسي ·· فلا تستعجلوا الأمور فكل شيء سيتحقق في موعده، وسياسة الألف ميل تبدأ بخطوة·· وأعلموا أن الجزائر بخير ما دمتم أنتم من يمسك بيدها في أوقات الشدة والرخاء، فقط تحلوا بالصبر الجميل والعمل الجاد - كل في موقعه - وسيتحقق النجاح في كل المجالات بإذنه تعالى·
تحيا جزائر العزة والكرامة قوية وآمنة
تحيا الشبيبة الجزائرية مفخرة الوطن
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار