بلعابد: امتحان شهادة التعليم المتوسط يجري في ظروف تنظيمية حسنة    انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط في ظروف تنظيمية جيدة بولايات شرق البلاد    زرب يعطي إشارة انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط لفئة المحبوسين من سعيدة    مهرجان مسرح الهواة لمستغانم: تكوين زهاء 80 شابا في الفنون المسرحية    باتنة: إبرام اتفاقية توأمة بين جامعة الشهيد مصطفى بن بولعيد والأكاديمية الصينية للعلوم    رئيس الجمهورية يأمر بإعداد استراتيجية متكاملة تضمن كل مراحل تصدير المنتجات الجزائرية    اختتام الطبعة ال23 للصالون الدولي للسياحة والاسفار    النص الكامل لبيان إجتماع مجلس الوزراء    شهادة التعليم المتوسط: انطلاق الامتحانات في ظروف تنظيمية محكمة بولايات جنوب الوطن    التأكيد بالجزائر على أهمية رقمنة المخطوطات والأرشيف    في تصريح لممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة: استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي هو الحل الوحيد    عمورة ثالث الهدّافين العرب بجميع البطولات الأوروبية    محكمة عين ماضي: إيداع 5 متهمين رهن الحبس المؤقت عن جناية القتل العمدي    موجة استنكار عارمة لمحاولات الاحتلال تصفية "الأونروا"    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال الصهيوني على غزة ورفح    الموافقة على تعيين سفيري الجزائر بغانا وإيطاليا    "الخضر" يجرون اليوم أوّل حصة تدريبية بتعداد مكتمل    لا بديل عن مرافقة الاستثمار في الصناعات التحويلية    وكالة دعم وتنمية المقاولاتية.. مؤشرات خضراء    المصالح الضيقة لازالت تهيمن على ذهنيات النقابيين    مخطط هام لخدمة الحجّاج وإنجاح موسم الحج    روما الإيطالي متردد بخصوص بيع حسام عوار    بن زيمة: أتمنى مشاهدة مباراة قوية للخضر أمام غينيا    الريال بطلاً لأوروبا    سكيكدة.. ورقة رابحة لولوج الأسواق الطاقوية العالمية    قسنطينة : جراء حادث مرور وقع ببلدية الخروب إصابة 10 أشخاص بجروح متفاوتة    قيادة القوات البحرية تشارك الأطفال عيدهم العالمي    اختتام الصالون الوطني للابتكار    انطلاق مهرجان القراءة في احتفال    مواقف تَرْبَويّة نبويّة مَعَ الشباب    فلورنتينو: هذه نقطة الانطلاق صوب اللقب 16    اجتماع تحضيري لرؤساء فروع البعثة الجزائرية للحجّ    الجزائر خطت خطوات عملاقة في مجال حماية الطفولة    تندوف.. مشاريع هامة لتوسيع زراعة أشجار الأرقان    "السنافر" يستهدفون الفوز لاستعادة مركز الوصافة    محمد ياسين بلكسيل.. مخترع روبوت لمساعدة المصابين بالشلل    عرض فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "الساقية" بالعاصمة    احتفاء بأبعاد ثقافية وفنية وعلمية    تكوين رؤساء البلديات حول حماية التراث    حديث عن النقد والترجمة ومحطة أخرى للأدب الشعبي    مصادرة 1582 علبة سجائر    8 متورطين في سرقة 30 رأس ماشية    شراكة لتعريف الطلبة بسوق التشغيل    "خيال" للنشر تعود بباقة من العناوين الجديدة    جدل صهيوني حول مبادرة بايدن وحماس تطالب باتّفاق كامل    المغرب: الشارع ينتفض مجددا ضد سياسة الحكومة الممنهجة في ضرب القدرة الشرائية    بيئة : التأكيد على أهمية استعمال الرقمنة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة    عرض فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "الساقية" حول أحداث ساقية سيدي يوسف بالجزائر العاصمة    حمدان: حماس تتعاطى بإيجابية ومسؤولية مع مقترح بايدن ولا نستبعد التوصل إلى اتفاق    الديوان الوطني للحج والعمرة: رقمنة خدمات الحج سهّلت الإجراءات على ضيوف الرحمن    لاعبون جزائريون مطلوبون في الميركاتو    قضايا الشعوب تشكل المبدعين وتعيد تكوين مشاعرهم    لا تتبرّكوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب..    وصول أزيد من 11300 حاج جزائري إلى مكة المكرمة    أرضية رقمية للتكفل بحجّاج الجزائر    هذا حُكم الاستدانة لشراء الأضحية    جبر الخواطر.. خلق الكرماء    ليشهدوا منافع لهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبناؤنا بين امتحانات الدنيا وامتحانات الآخرة


الشيخ قسول جلول
شهادة البكالوريا ... وما أدراك ما شهادة البكالوريا ... يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان!! ... يوم يعلم فيه المجتهد نتيجة جهده كما يعلم فيه الكسول نتيجة كسله !! يوم يبعد التلميذ عن أهله وأستاذه يوم يترك كتابه وهاتفه وكل وسائل الاتصال يطلب المساعدة لا يستجاب له ويجلس الواحد منهم يُسأل وحيداً فريداً لا معين له ولا مُسدد إلا الله ثم ما بذله من جهد في القراءة والمطالعة ... وقد قيل: من جد وجد ... ومن زرع حصد!! .
ومع هذا المشهد (امتحان شهادة البكالوريا) لابد لنا من وقفات .. ينتفع بهاالأولياءْ الآباء والأمهات والأبناء والبنات ونطرح هذا التساؤل لماذا ندرس؟ ... ولماذا نُمتحن؟ .. لماذا كل هذا العناء؟ هل الهدف من الدراسة هي الحصول على شهادة البكالوريا فقط ؟ أم أن الهدف أن يفتخر المرء بأنه درس وتفوق؟ يا ترى ما هو الهدف الذي نزرعه في نفوس أبنائنا؟ إن الواجب على كل أب أن يزرع في ابنه حب التفوق لأنه لبنة بناء المجتمع ولأنه مصدر خير في وطنه لأنه مشعل يستضيء به المجتمع حاملا مشعل أجداده رافعا لواء المجد محاربا الجهل والظلام معتبرا أن العلم رسالة عظيمة رسالة الأنبياء والمرسلين.
وصية مشفق
يجب أن يتربى أبناؤنا على حمل هم المجتمع بل الأمة كلها منذ نعومة أظافرهم ويعلموا أنهم بناة المجد وهامة العز والقوة المنتظرة والحصن الحصين للمجتمع في شتى المجالات. ونحقق الأمن الفكري ونهضة علمية واعدة لمستقبل زاهر وإذا أدركنا أهمية التعلم والتحصيل وربينا أبناءنا على ذلك وعلمناهم فإننا نقدم للمجتمع عملاً جليلاً يسهم في نهضته من جهة وهو من جهة أخرى قربة وعبادة لرب العالمين.
كما .. لا تنسى وصية محمد صلى الله عليه وسلم .. وصية نبوية عظيمة .. يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
إخواني .. خذوا بأسباب النجاح واجتهدوا وإذا درستم واجتهدتم وأخذتم بالأسباب النافعة فاعلموا أن أعظم أسباب النجاح وأجمعها هو التعلق بالله بأن تعلموا علم اليقين أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين ثم التوكل على الله وتفويض الأمور كلها له سبحانه فإن أذكى الناس لا غنى له عن ربه.
ولهذا أوصى النبي ابنته فاطمة أن تقول: ((يَا حَيّ يَا قَيُّوم بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلّه وَلَا تَكِلْنِي اِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْن)) والحديث أخرجه النسائي والبزار من حديث أنس بن مالك
وإن من الظواهر الطيبة التي تكون في هذه الامتحانات كثرة الدعاء والذكر والأهل يدعون لأبنائهم بالنجاح فترق القلوب وتدمع العيون طالبة من الله العون والنجاح داعين الله أن يأخذ بأيديهم في هذا الأمتحان.
وهذا بلا شك أمر حسن فليس كاشفاً للكرب ولا ميسراً للخطب إلا الله سبحانه. وشعارهم قوله عليه الصلاة والسلام: ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
أيها التلاميذ عليكم بتقوى الله عز وجل فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ومن اتقى الله جعل له من أمره يسرًا وأحال العسير له يسيرًا وآتاه خيرًا كثيرًاونجاحا عظيما.
إلى الآباء
أيها الأباء والأمهات أعرف أن كل واحد منكم قد أجهد نفسه من أجل أبنائه حتى كأنه هو الذي سيُمتحن في شهادة البكالوريا وليس ابنُه. وما أن تدخل فترة الامتحان حتى تُعلِنَ الأسر حالة الطواريء في البيوت فاللهو ليلة الامتحان مصيبة عظيمة وكبيرة من الكبائر والنوم عن الامتحان جريمة لا تغتفر .. ونحن لا نلوم الوالدين والأسرة على هذا الحرص لكننا في المقابل نقول: أين هذا الاستنفار والحرص على الأبناء في التربية والأخلاق هل عملنا مع أبنائنا وبناتنا لامتحان الآخرة ما نعمله الآن معهم لامتحان الدنيا؟
أيها الأب .. تذكر أنك مسؤول عن أبنائك وبناتك ليس فقط من أجل نجاحهم في امتحان الدنيا(البكالوريا) بل أنت مسؤول عن نجاحِهم في الآخرة ووقايتِهم من أن يكونوا وقوداً لنار وقودها الناس والحجارة .. أعاذنا الله جميعاً من ذلك قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
وما أشبه اليوم بغد ... أتدرون أيَّ غد أعني ... إنه يوم الامتحان الأكبر يوم السؤال عن الصغير والكبير والنقير والقطمير السائل هو رب العزة والجلال والمسؤول هو أنت ومحل السؤال كل ما عملته في حياتك من صغيرة أو كبيرة يا له من امتحان!!.. ويا له من سؤال!! وياله من يوم يجعل الولدان شيباً. روى الإمام مسلم عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ َبيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم َ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِه فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة ). أيها الآباء أيها الأولياء أيها الأمهات تذكروا بهذا الامتحان امتحانَ القبور!! .. تذكروا سؤال الملكين في تلك الحفرة المظلمة !!.. تذكروا إذَا وُضِعَ الواحد منا فِي قَبْرِهِ !!.. وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ وجاء الممتحِنون وما أدراك ما الممتحِنون.. ((مَلَكَانِ يقعدانه فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّد ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ َبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّة)) ِهذه حال الفائز الناجح أما الراسب الذي لم يستعد للامتحان ((فَيَقُول: لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَال:ُ لادَرَيْتَ وَلاتَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَة مِنْ حَدِيد ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلا الثَّقَلَيْن)).
ذلك السؤال العظيم عندما يدنيك الله يوم القيامة ويسألك: ((تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟)) .. يقررك بذنوبك وأنت لا تستطيع الإنكار أو الهرب .
وبعد الامتحان .. إذا رأيت قائمة الناجحين في شهادة البكالوريا فتذكر ذلك اليوم العظيم الذي توزع فيه صحائف الأعمال فآخذ كتابه باليمين وآخذ كتابه بالشمال(أي الناجح والراسب) ندعو الله أن يجعلنا أبناءنا من الفائزين في شهادة البكالوريا ومن الناجحين المفلحين يوم القيامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.