لم يستطع حسني مبارك، لليوم الثامن على التوالي، أن يغمض عينيه خوفا من أن يفتحها من جديد ليجد أن كرسي الرئاسة الذي استرخى عليه لأكثر من 30 سنة أصبح من الماضي· طيلة الثمانية أيام الماضية، والشارع المصري يردد وبصوت واحد: مش هانخاف مش هانطاطي·· احنا كرهنا الصوت الواطي· صرخة الشارع المصري وانتفاضته ضد نظام حسني مبارك جاءت بعد أن اتسعت الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع المصري، وأصبح الفساد المالي متفشيا بشكل رهيب ويقتات من خبز المواطن الفقير الذي يقتصر همه اليومي على توفير لقمة العيش· حسني مبارك الذي جلس على قلوب المصريين منذ سنة 1981 لا بد أن علامات التعجب تتراقص فوق رأسه وهو يتساءل: أين ذهب 3 مليون عضو منخرطين في الحزب الوطني الحاكم؟ لماذا لم يخرجوا ليهتفوا باسمي؟ أين هي نسبة 90 في المائة من الشعب التي جعلتني أفوز في آخر انتخابات رئاسية؟ كلها أسئلة مشروعة لنظام غير شرعي، تحول إلى مومياء محنطة غير قابلة للتغيير، يُنتظر أن تُنصب مبارك إلى جانب خوفو وخفرع ومنقرع، باعتباره آخر الفراعنة! ملايين الحناجر تنادي في ميدان التحرير برحيل حسني مبارك ولا شيء غير ذلك· الرئيس الذي فاز بآخر انتخابات بأصوات 90 في المائة من الشعب لا يجد من يهتف باسمه، بعدما أصبح ثقيلا على قلوب المصريين·