بعد استحداث تقنيات الجيل الثالث والرابع الإنترنت....إدمان جديد يغزو عقول الجزائريين أصبح اقتران مختلف الشرائح الاجتماعية بالإنترنت من المسلمات خصوصا مع دخول تقنيات الجيل الثالث والرابع والتي مكنت مختلف الشرائح الاجتماعية من توصيل الإنترنت عبر هواتفهم الذكية والاستفادة من مختلف العروض التي يطلقها متعاملو النقال في الجزائر فأصبح يقبل عليها الصغير والكبير ومن الجنسين معا وهي على الرغم من إيجابياتها ادت الى إفراز بعض السلبيات بسبب استعمالها السلبي والافراط في استخدامها من طرف الأطفال حتى أنها أضحت مضيعة للوقت وأدت الى العزلة الاجتماعية وفككت التلاحم الأسري. أسماء غناي شهدت السنوات الماضية طفرات متلاحقة في تكنولوجيا وسائل الاتصال تغيرت معها قدرات الأفراد على التعامل مع هذه التكنولوجيا نحو المزيد من السهولة واليسر بحيث لم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكرا على المختصين بل أصبح متاحا لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية. الشباب الأكثر تأثرا بالعالم الافتراضي شكل الشباب النسبة الكبرى في سهولة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والأكثر تفاعلا معها بحكم القدر الأكبر الذي يتقبل فيه الشباب تجربة أي شيء جديد مقارنة مع الاجيال الأكبر سنا فضلا عما قدمته وسائل الاتصال الحديثة من سهولة في التواصل مع أقرانهم في مختلف بقاع العالم بفضل توفر هذه الوسائل بين أيدي نسبة كبيرة من الشباب بسبب رخص أسعارها النسبي فاصبح من الطبيعي ان يحظى الشاب في مقتبل عمره على هاتف نقال وجهاز حاسوب وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي كانت حكرا فيما مضى على فئات اجتماعية معينة. الإنترنت نعمة ونقمة في آن واحد توفر وسائل التكنولوجيا الحديثة بين أيدي الشباب دفع الكثير من المختصين الى دراسة مستويات تأثر الجيل الشاب بهذه الوسائل وطرق تعاطيهم معها سلبا أو إيجابا وظهرت العديد من الأصوات التي تحذر من خطورة التكنولوجيا الحديثة على الشباب من خلال تغيير سلوكهم الاجتماعي وتأثرهم بأفكار قادمة من الخارج تتعارض مع طبيعة مجتمعاتنا لتخلق فجوة بين الشباب ومجتمعاتهم. المحذرون من هذه المخاطر دعوا الى فرض انواع من الرقابة على التكنولوجيا حتى يتم تجنب آثارها السلبية على الشباب في حين يرى البعض الآخر أن عصر الرقابة على التكنولوجيا قد ولى وأنه لا فائدة تزجى منها فباختصار.. يعيش العالم اليوم زمن الإنترنت هذا ما اصبحت عليه الحياة اليوم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إذ تحولت هذه الشبكة العنكبوتية الى أحد مظاهر الإدمان اليومي وبات لدينا يمكن أن نطلق عليه لقب مدمن انترنت -. التكنولوجيا فكّكت التلاحم الأسري لعقود طويلة ظلت الأسرة والمدرسة والمسجد تلعب دورا اساسيا في تكوين مدارك الإنسان وثقافته وتساهم في تشكيل منظومه القيم التي يتمسك بها ويتخذها معالم تحدد من خلالها مقومات السلوك الاجتماعي بما فيها علاقات الآباء والأبناء أما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور الى شبكات الانترنت والهواتف النقالة والألعاب الالكترونية الامر الذي فتح الباب امام انماط من التواصل الافتراضي الذي حل محل الحوار والمحادثه بين افراد الأسرة مما ساهم في توسيع الفجوه وتكريس الصراع بين جيلي الأباء والأبناء. ويروي آباء أن أبناءهم في أعمار مبكرة يستخدمون الهواتف الذكيه واللوحات الرقمية وتروي إحدى الامهات ان ابنتها ذات الأربع سنوات تجلس على اليوتيوب بأكثر منها وتقول كنت معارضة لإعطائها أي جهاز إلكتروني لمعرفة مخاطر الأشعة الصادرة منها إلا أن ابنتي اعتادت على اللعب مع أبناء عمها وجميعهم لديهم أجهزة آيباد ويتابعون أغاني الأطفال إلا أنني لا أستطيع السيطرة على ابنتي حيث بدأ سلوكها يتغير وبدأت تحب الجلوس لوحدها أو على زاوية وتدنى نموها الاجتماعي والإدراكي وأصبحت كثيرة الحركة ومشاكسة وتضربأختها الصغيرة وتتلفظ بألفاظ سيئة. تقول سيدة أخرى كانت لي تجربة جيدة مع ابنائي الثلاثة وذلك من خلال فهمي ووعيي بحجم هذه المشكلة الكبيرة فقد قررت على أبنائي ألا يستخدمون الكمبيوتر سوى يوم واحد فقط في الاسبوع هو يوم الإجازة الأسبوعية كنوع من الترفيه حتى يكون لهم كحافز للانتهاء من واجباتهم المدرسية وكان هذا يتم خلال فترة الدراسة أما في فتره الإجازة الصيفية فالأمر يختلف كليا وذلك بسبب اتساع وقت الفراغ لديهم لذا حرصت دائما على تقسيم اليوم ما بين الرياضة في أحد الأندية الصيفية للشباب وبين حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وبين مساعدتي في المنزل ومشاهدة الكمبيوتر والتلفاز. هدم العلاقات الاجتماعية ربما تكون قد مررت بموقف كنت تتحدث فيه الى أحد أصدقاءك بينما أخرج هو هاتفه يتصفح الصور على موقع انستغرام لتعرف جيدا مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات بين الناس. فإن مجرد وجود الهاتف يمكن أن يؤثر على علاقتنا بالآخرين وخاصة عندما نكون نتحدث معهم في أمور ذات أهمية وذلك وفقا لدراسة صغيرة نشرت مؤخرا كما أن العلاقات العاطفية ليست بعيدة عن ذلك أيضا فقد أجري باحثون كنديون دراسة في عام 2009 تم فيها استطلاع اراء 300 شخص تتراوح اعمارهم بين 17 و24 عاما حول الغيرة على موقع فايسبوك ووجهت إليهم أسئلة من قبيل هل من المحتمل أن تشعر بالغيرة اذا اضاف شريك حياتك شخص جديد لا تعرفه الى حسابه على فيسبوك؟ وتوصل الباحثون الى أن المرأة تقضي وقتا اطول من الرجل على موقع فايسبوك وانها تتاثر بمشاعر الغيرة أكثر من الرجل بشكل كبير. وخلص الباحثون الى انهم يعتقدون أن بيئة فيسبوك خلقت لدى النساء مثل هذه المشاعر وعززت لديهن مخاوف بشأن مدى قوة علاقاتهن بشركائهن.