صادرت الشرطة الإسبانية، أكثر من 15 طنا من الحشيش كانت مخبأة بإحكام داخل شاحنة قادمة من المغرب، محمّلة ظاهريا بشحنة من الخضر في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تكشف مجددا الوجه الخفي للمغرب كممر رئيسي لتصدير المخدرات نحو أوروبا. وحسب ما نقلته أول أمس، مصادر إعلامية، فقد جرى اعتراض الشاحنة بميناء ألميريا في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا، بعد رصدها وهي تحاول الإفلات من الرقابة عبر مناورات معقّدة داخل المنطقة. وأوضحت ذات المصادر، أن هذه العملية لم تكن سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من عمليات التهريب التي تنطلق من الأراضي المغربية مرورا بموانئ استراتيجية وصولا إلى الأسواق الأوروبية، مستفيدة من كثافة الحركة التجارية الزراعية لإخفاء شحنات ضخمة من السموم، مشيرة إلى أن العملية التي انتهت بتوقيف 5 متورطين بينهم سائق الشاحنة ومسؤولون عن مراقبة الشحنة جاءت بعد تحقيق دقيق قامت به الشرطة الإسبانية لتفكيك منظمة إجرامية إسبانية مغربية تعمل وفق هيكل هرمي يضمن سرية النّقل والتوزيع. وكشفت التفاصيل كيف توظف شبكات التهريب، البنية التحتية للنّقل الزراعي مستغلة الشاحنات المبردة ومراكز التخزين الريفية كنقاط لوجستية بعيدة عن أعين السلطات، كما أكدت التحقيقات، أن المهربين يحرصون على تغيير مسارات الشاحنات بشكل متكرر وإعادة توزيع الحمولة في مخازن معزولة لعرقلة المراقبة وتقليل فرص اكتشاف الكميات الهائلة قبل ترويجها في العواصم الأوروبية. وفي الأشهر الأخيرة فكك الحرس المدني الإسباني، العديد من شبكات الاتجار بالمخدرات التي تورطت فيها المملكة في إطار مكافحة تهريب المخدرات من المغرب المنتج الأول للحشيش في العالم، والمصدر الرئيسي لتزويد السوق الأوروبية بالمخدرات. للتذكير فإن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يصنّف المغرب كأكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، حيث يقدر إنتاجه بأكثر من 700 طن سنويا.