شباب السواحل يفرضون قوانينهم ابتزاز و"حروب" على الشواطئ * مناوشات ومعارك بلغت درجة الجرائم على شواطئنا تواصل سيناريو التحكّم في الشواطئ من طرف بعض الشباب الذين استغلّوا فراغ المراقبة والصرامة في تطبيق القوانين من طرف الدولة التي وبالرغم من إعلانها عن مجّانية دخولها إلاّ أن الحقيقة تظهر خلاف ذلك بعدما تحوّل الساحل الجزائري إلى ملكية خاصّة يتصرّف فيه بعض الشباب العاطل عن الشغل أو القاطن بجوار تلك الشواطئ كيفما يحلو لهم ليحوّلوها إلى مصدر رزق لهم دون عناء أو تعب أو حتى توثيق بينهم وبين السلطات كي يفرضوا قيودهم على المواطنين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على دفع مستحقّات وأموال هم في غنى عنها· وعادت مشاكل قضية مجّانية دخول الشواطئ لتطفو على السطح من جديد هذا الموسم، في ظلّ الصّمت المطبّق من طرف السلطات التي أقرّت مجّانبة دخولها من طرف المواطنين، إلاّ أن غياب الرقابة والقوانين الرّدعية في معاقبة المخالفين لتلك القوانين حالت دون تطبيق القرار الذي ارتاح له المصطافون غير أنهم يصطدمون كلّ سنة بجدار عازل من طرف بعض الشبّان الذين استغلّوا انعدام المراقبة لتحويل العديد من الشواطئ إن لم نقل أغلبها إلى ملكية خاصّة بعدما يتمّ تسييج المدخل عن طريق عازل حديدي وسلسلة مرفقين بعصي أو حتى أسلحة بيضاء في حال الدفاع عن النّفس إن حدثت صراعات أو مناوشات بين المواطنين الرّافضين لسياسة الابتزاز المنتهجة من طرف الشباب الذين يجبرون كلّ من يريد الدخول إلى الشاطئ بسيّارته على دفع مبلغ مالي متّفق عليه عبر مختلف الشواطئ· والأدهى هو إقدام بعض الشباب على تنصيب خيمات بحجم صغير ومظلاّت على كامل مساحة الشواطئ من أجل فرضها على المواطنين المصطافين وإجبارهم على كرائها واستغلالها بالسعر الذي يحدّدونه، في الوقت الذي تغيب فيه أماكن عامّة حتى يتمكّن المواطن من تنصيب مظلّته بالقرب من البحر، الأمر الذي يجبره على العودة إلى الخلف بعيدا عن الشاطئ أو اللّجوء إلى استغلال الخيمات المنصبة ودفع مبالغ مالية إضافية كان في غنى عنها· من جهة أخرى، يشتكي المصطافون من مشكل ضيق المسافة بين خيمة وأخرى، وهو ما يعرّض العائلات للمضايقات والتعدّي على الخصوصية الفردية بكلّ شخص، والتي يحرم منها بمجرّد دخوله إلى أيّ شاطئ من شواطئ الساحل الجزائري الذي يشهد هذا الموسم تدفّقا لا مثيل له من طرف السياح والمصطافين· مشكل آخر تحدّث عنه المواطن وهو غياب سعر موحّد بخصوص الدخول أو كراء المظلاّت وهو ما يجبرهم على تحمّل كلّ الأعباء من أجل الاسترخاء وإسعاد عائلاتهم بالرغم من محدودية دخلهم· على صعيد آخر، أدّت قضية التحكّم في الشواطئ التي يمارسها العديد من الشبّان في السنوات الأخيرة إلى حدوث العديد من المناوشات والصراعات فيما بينهم من أجل الفوز بالشاطئ المرغوب فيه، خاصّة ذاك الذي يعرف إقبالا كبيرا، في حين تقع العديد من تصفيات الحسابات بين الفارضين لقوانينهم التي تطال حتى معارفهم وأصدقاءهم لمن يظفر الأوّل بالشاطئ الذي يملك مؤهّلات خاصّة، في الوقت الذي سجّلت فيه مصالح الأمن مؤخّرا جريمة قتل راح ضحّيتها شابّ في الثلاثينات من عمره بشاطئ (كاروبيي) في تيبازة بعد صراع ومناوشات مع أحد المواطنين الذي رفض دفع المال المطلوب للخيمة، ليعثر على الشابّ العامل بالشاطئ في اليوم الموالي مقتولا بطعنات بالسلاح الأبيض ومرميا على حافّة طريق الشاطئ، حيث ما تزال القضية في يد الأمن للتحقيق في مجرياتها وكشف الفاعلين· يحدث كلّ هذا في ظلّ انعدام ضوابط وقيود لتنظيم المهنة التي تسيّر بشكل فوضوي بعيدا عن التنسيق الإداري الذي من شأنه إحداث مناصب شغل والحفاظ على أمن ونظافة الشواطئ، حيث يعود ذلك بالرّبح على السلطات المحلّية من حيث المداخيل الإضافية، ناهيك عن امتصاص البطالة ولو بشكل موسمي قبل أن يتمّ وضع أطر واضحة عن طريق إجبار المواطن ولو على دفع مبلغ رمزي حفاظا على سلامته وأمن ممتلكاته·