"استخدام الإرهاب وسيلة لإيقاظ الجماهير".. نظريةٌ دموية تبناها "أندرس بهرنغ"، نظريًا قبل 9 سنوات، وبدأ في التخطيط لها منذ 3 سنوات، ونفذها عمليًا منذ أيامٍ عبر هجوم مزدوج أسفر عن مقتل 92 شخصًا، وإصابة آخرين، جراح بعضهم خطيرة، حيث بدأ بتفجير سيارة مفخخة في وسط أوسلو، تلتها مجزرة، بسلاح رشاش، استهدفت مخيمًا صيفيًا لشبيبة الحزب الحاكم في جزيرة يوتويا المجاورة. "الإرهابي المسيحي" البالغ من العمر 32 عامًا، قرر شن حربٍ ضد ما اعتبره "الغزو الإسلامي لأوروبا"، رغبة منه في أن ينظر إليه العالم ك"أكبر وحش نازي على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية"، فعرَّض النرويج لأسوأ هجوم منذ الحرب العالمية الثانية، ووجه طعنة نافذة ليس فقط للمائة ألف مسلم الذين يعيشون في النرويج، أو إلى ال 28% من المهاجرين، بل إلى الشعب النرويجي كله، الذي يصل تعداده إلى 5 ملايين مواطن. ولأن الهجوم وقع قبل 10 أيام فقط من شهر رمضان، وأزهق أرواح عدد لا بأس به من الشباب المسلم في يوتويا، فقد كان متوقعًا أن يستقبل مسلمو النرويج خاصة، ومسلمو أوروبا عامة، الهلال بفرحة يشوبها الحذر، وابتهاج يحوطه القلق، لاسيما بعد نشر وثيقة من 1500 صفحة –مذكرات شخصية- حافلة بالأفكار المعادية للإسلام والمعارضة للتعددية الثقافية ومشيدة بالحروب الصليبية، وتتضمن لائحة بالدول الأوروبية الواجب استهدافها، مرتبة بحسب نسبة المسلمين فيها، وتتصدرها فرنسا. وفي ذلك يقول رئيس المجلس الإسلامي في النرويج: "مما لاشك فيه أن الهجمات ستلقي بظلالها على شهر رمضان، فالصورة قد انطبعت في أذهان الجميع، فضلاً عن أننا نحمل مشاعر خاصة للضحايا الأعزاء". وبينما كان غالبية المسلمين حول العالم يستقبلون أول أيام الشهر الكريم، يوم الاثنين الماضي، كانت مدينة ترونديم النرويجية على موعد مع جنازة حاشدة، لتشييع أحد الضحايا، وهي فتاة مسلمة في السابعة عشر من عمرها، تنحدر من أصول تركية، بحضور الآلاف، من المسلمين والبروتستانت، وبمشاركة وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو. وذلك بعد أيام من حضور رئيس الوزراء النرويجى جينز ستولتنبرغ جنازة أخرى في وسط أوسلو. ورغم فداحة المأساة، إلا أن فشل الهجوم في تحقيق أهدافه، وخروج الأطياف الدينية والعرقية النرويجية بعد الهجوم أكثر توحدًا من ذي قبل، يبعث الأمل في غد أفضل، كما قال نجيب الرحمن، إمام البعثة الاسلامية العالمية في أوسلو.