فتيحة بن رحماني تُبرز طرق التكفل بأطفال التريزوميا

في مؤلفين جديدين..
فتيحة بن رحماني تُبرز طرق التكفل بأطفال التريزوميا
يعكس واقع الكثير من أطفال متلازمة داون أو ما يعرف بالمفهوم الشائع التريزوميا 21 أن التصرفات السلبية السائدة حولهم وعدم فهم طبيعتهم وراء عدم اندماجهم بشكل كامل في مجتمعهم ومع أصدقائهم وأقرانهم فكيف تكون العناية والتكفل بهذه الفئة؟
نسيمة خباجة
تجيب فتيحة بن رحماني عن هذا التساؤل في كتابين بعنوان المعجزة والطفل الخارق بحيث تفصل في طرق التكفل بالأطفال الذين يواجهون صعوبة في التعلم لاسيما أطفال التريزوميا (متلازمة داون) والمصابين بالتوحد.
وقد تغيرت تماما حياة فتيحة بن رحماني والتي تعمل في مجال الإعلام الآلي والمولودة بالجزائر العاصمة بعد أن ولد ابنها الأول صالح المصاب بمتلازمة دوان مما أجبرها على تكريس وقتها بالكامل لتربيته.
لقد تخلت عن كل شيء للتكفل به خاصة وان الطبيب أخبرها أن طفلها لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر. فتيحة الأم لم تستسلم لليأس وبدأت تكتب يوميا عن حياتها وحياة ابنها كما لجأت أيضا إلى التقاط صور له.
وقد اتصلت بالمختصين لاسيما مختصة في النطق التي قدمت لها برنامج التكفل امتد لعشر سنوات ليسمح لطفلها بالنمو والاستقلالية في أحسن الظروف الممكنة.
وقالت الكاتبة والمدربة العائلية خلال عرض كتابيها بتلمسان لقد تابعت البرنامج مع كل التفاصيل ثم قرأت كثيرا عن هذا الموضوع .
وأضافت بعد سنتين لاحظت أني كتبت كثيرا وان هناك مواد كافية لتقاسم هذه المعارف وهذه التجربة مع كل الأمهات الجزائريات والمربين والمربيات فقمت بتأليف أول كتاب بعنوان المعجزة مكتوب بلغة عربية بسيطة وجذابة يتناول وضع رضيع تريزومي وطريقة رعايته .
وأشارت المؤلفة إلى أن طفلها ولد مبكرا وأيضا تريزومي ولا يعرف كيف يرضع أو البلع وتمكنت بعزم وصبر من تجاوز هذه الوضعية تدريجيا .
كما قامت هذه الأم الشجاعة بتأليف كتاب ثاني بعنوان الطفل الخارق حيث تشرح كيفية التكفل بطفل يعاني من صعوبة في التعلم من سن 1 إلى 3 سنوات.
وتوضح في هذا الكتاب الثاني التمارين الأساسية للتدريب في مختلف الميادين الفنية واللسانية والسمعية بالإضافة إلى الإدراك البصري وحركة الجسم والتكيف الاجتماعي.
وذكرت السيدة بن رحماني انها ليست مهمة سهلة لهذ يتعين الإعداد الجيد لتربية طفل يعاني من صعوبة في التعلم مبرزة إن ابنها الذي يبلغ من العمر حاليا ستة عشر سنة يواصل تمدرسه بمركز متخصص وسمحت استقلاليته بالعيش حياته عاديا.
وتعتزم السيدة بن رحماني تأليف كتاب آخر يتناول التحضير المدرسي لطفل مصاب بمتلازمة داون أو بالتوحد يتراوح عمره بين 3 و5 سنوات.
ليبقى التكفل الجيد بأطفال النريزوميا وادماجهم واجبا اجتماعيا ليس فقط على الاولياء بل على المجتمع بأكمله اذ لابد من تسطير الدولة لآليات جادة وفعالة لحماية فئة مستضعفة تنتمي إلى المجتمع الجزائري لها الحق في العيش واكتساب الحقوق لأنها لم تختر قدرها في تلك الاعاقة وهي بمشيئة الله سبحانه وتعالى.