عادة ما تكون ربّات البيوت في شهر رمضان نشيطات، يُحضّرن الطعام، ويقمن بالأعمال المنزلية، قبل أن يتفرّغن لمشاهدة المُسلسلات التلفزيونية، ولكن كثيرات منهن ينسين أولادهن، فلا يحضرن لهم لا وجبة الإفطار، ولا قهوة المساء، وإلاّ ففي أوقات غير التي إعتادوا عليها. مصطفى مهدي بعض النسوة يهملن في رمضان كل شيء، فتجدهن لا يستيقظن حتى ساعة متأخرة من النهار، ثم لا يباشرن أشغال المنزل في المساء، وتجدهن بالكاد يحضّرن الطعام، وقد لا يفعلن في الوقت المناسب او يفعلن ذلك على حساب واجبات أخرى، ومن بين الواجبات التي تكون ربة البيت مطالبة بها، خاصة إذا ما كان لها أبناء صغار غير قادرين على الصوم، وبالتالي هم بحاجة إلى فطور الصباح، ورغم أن رمضان هذه السنة تصادف مع عطلتهم الصيفية، إلاّ أنّ ذلك لا يجعلهم يستفيقون متأخرين، بل بالعكس من ذلك، فقد يستيقظون مبكرا، ولا يجدون شيئا يأكلونه، ولا حتى عند وجبة الإفطار، حيث أن بعض الأمهات يكن لا يزلن في فراشهن، او لم يحضرن أكلاً بعد، فإما أن يفعلن ذلك سريعا، أي أن الطفل في تلك الحال يكون مجبرا على تناول أكلات سريعة، وإما أن لا يفعلن ويجعلن أطفالهن ينتظرون إلى أن ينتهين من إعداد أول أكلة، لكي يتناولوا منها قليلا، لكن بعض الأمهات يفعلن ذلك متعمدات، حيث أنهن يردن أن يألف أولادهن الصيام، وان يعتادوا على جو رمضان، فلا يكون هذا الشهر عندهم مثل بقية الأشهر، على الأقل، ولهذا فإنهن يدفعن بهذه الطريقة الأبناء على الصيام مثل باقي الأسرة، حتى يجلبن اهتمام أوليائهم. تصارحنا ربيحة، وهي أم لثلاث أطفال، بأنها كانت دائما تهمل أولادها خلال شهر رمضان، لكنها لم تكن تفعل ذلك عمدا، او لم تكن تنتبه إلى خطئها، لأنها ومنذ صغرها، تحكي لنا، كانت تنام في رمضان، وينتابها نوع من الكسل الذي لا تستطيع مقاومته، ربما لأنها مدمنة على القهوة. أمّا حنان فهي ربة بيت وتترك أبناءها دون إفطار متعمدة لكي تجعلهم يعتادون على الصيام، تقول لنا: "أحاول دائما أن اجعل أبنائي الصغار يفطرون في وقت متأخر، حتى يعتادوا على تحمل الجوع من جهة، ولكي لا يستطيعون تناول شيء عند الإفطار، ما يجعلهم يقررون الصيام حتى لا يشذوا عن عادة العائلة، وهي الطريقة التي نجحت مع ابني الأكبر، وأتمنى أن تنجح مع أبنائي الآخرين". أما الأطفال فهم بدورهم يشعرون بذلك، وبعد أسبوع من شهر رمضان، يقول لنا زكي، 09 سنوات، أنه ينوي أن يصوم باقي أيام الشهر، لأنه لا يأكل في كل الأحوال، أو يأكل طعام أمس، وهكذا، لهذا فكر بينه وبين نفسه في أنّ الصوم أحسن.