في نظرة خاطفة عن أداء اللاّعبين الجزائريين الذين شاركوا في المونديال التاسع عشر، قد لا يختلف اثنان على أن أحسن عنصر في التشكيلة هو الوافد الجديد إلى »الخضر« الحارس رايس وهّاب مبولحي الذي ينشط في البطولة البلغارية. ** مبولحي... علامة كاملة أبان مبولحي بعد أن أتيحت له الفرصة في لقاء إنجلترا بتعويضه للحارس شاوشي بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه هذا الأخير في مواجهة المنتخب السلوفيني وكان المتسبّب الأوّل في الخسارة، عن إمكانات كبيرة تجعل منه الحارس الأمين لمنتخبنا الوطني لعدّة سنوات قادمة. رايس مبولحي يبلغ من العمر 23 سنة، ويتمتّع بفورمة مولجية هائلة قد تقوده لحراسة أشهر النّوادي الأوروبية، خاصّة وأن الوجه الذي أبداه في المونديال الحالي، وتحديدا أمام المنتخب الأمريكي جعله يتحمّل العبء الكبير للقاء وكان بحقّ نجم الفريق الوطني بدون منازع، وله الفضل في الحفاظ على نظافة شباك منتخبنا إلى غاية الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، بتصدّيه النّاجح لجميع محاولات زملاء دونوفان، قبل أن تهتزّ شباكه في الوقت بدل الضائع بهدف لا يتحمّل مسؤوليته، بعد أن كان قد تصدّى لقذفة من أحد المهاجمين الأمريكيين. مبولحي يستحقّ علامة 8.5 من 10، ونقول له بالمناسبة شكرا لك لقد كنت فعلا محاربا بأتمّ معنى الكلمة ودافعت ببسالة عن عرين المنتخب الوطني. ** حلّيش... جدار الصدّ بعد الحارس رايس مبولحي يأتي ابن النّصرية ولاعب ناسيونال أماديرا البرتغالي رفيق حلّيش، حيث أبهر المتتبّعين بأدائه الرّجولي وقدّم مونديالا في المستوى وكان بحقّ الجدار الذي انهارت أمامه محاولات المنافسين. رفيق حلّيش البالغ من العمر 23 سنة، سيخوض الموسم الثالث في عالم الاحتراف وبإمكانه اللّعب لأحسن النّوادي الأوروبية، وأحسن ما قيل عنه في هذا المونديال هو أنه لاعب كبيربرأي مدرّب أرسنال أرسن فينغر محلّل قناة »الجزيرة الرياضية«، حيث وصفه باللاّعب الشجاع والبطل. رفيق حلّيش يستحقّ علامة 8 من 10. ** كريم مطمور... شكرا لك اللاّعب الثالث الذي قد يأتي في نظري الخاصّ بعد كلّ من مبولحي ورفيق حليّش هو لاعب بوريسيا مونشنغلادباخ الألماني كريم مطمور الذي قدّم مباريات كبيرة على العموم وكان أحسن لاعب في الخطّ الأمامي، فحتى وإن لم يسجّل أيّ هدف في المباريات الثلاث التي خاضها إلاّ أنه أظهر مستوى فنّيا رفيعا.. فلو وجد كريم مطمور المساندة من لاعبي الوسط لسجّل على الأقلّ هدفا أو هدفين. كريم مطمور صال وجال في اللقاء الأخير أمام المنتخب الأمريكي، فهو اللاّعب الوحيد الذي قطع أكثر مسافة من غيره من اللاّعبين الجزائريين، إلى درجة أنه تصدّى أكثر من مرّة لهجمات اللاّعبين الأمريكيين، بالرغم من أن منصبه هو الهجوم. كريم مطمور يستحقّ علامة 7.5 من 10، فلو سجّل ولو هدفا واحدا لكان رصيده أكثر من 8. ** مهدي لحسن... نجم الوسط يمكن وضع مهدي لحسن لاعب رسينغ سانتندار الإسباني في المركز الرّابع بالنّظر إلى ما قدّمه في الدورة ككلّ، فبغض النّظر عن بعض الأخطاء التي ارتكبها في تمريراته، إلاّ أن والحقّ يقال كان نجم المنتخب الوطني في وسط الميدان وأبان فعلا أنه لاعب كبير، لم يجد على غرار مطمور في الهجوم المساندة. فلو حافظ الثنائي كريم زيّاني وحسن يبدة على نفس المستوى الذي ظهرا به أمام المنتخب الإنجليزي لكان لمهدي لحسن شأن آخر، حيث تحمّل بمفرده عبء وسط الميدان بعد أن تاه الثنائي يبدة وزيّاني، ويمكن أن نمنح لمهدي لحسن علامة 7 من 10. ** رياض بودبوز... لم ينل فرصته الكاملة القادم إلى المنتخب الوطني من نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز حتى وإن كان قد خاض 74 دقيقة من 360 دقيقة التي لعبها منتخبنا الوطني في هذا المونديال فقد كان في المستوى، خاصّة وأنه شارك في المواجهة التاريخية التي خاضها »الخضر« أمام المنتخب الإنجليزي، فكان بحقّ رجل اللّقاء، وقد نال إعجاب التقنيين والفنّيين. وتمنّينا كجزائريين أن يكون بودبوز حاضرا في اللقاء الأخير أمام المنتخب الأمريكي، لكن رابح سعدان قال لا وفضّل وضعه ضمن قائمة الاحتياط بحجّة أن الطريقة التي خاض بها اللقاء لا تتناسب مع طريقة وطبيعة مواجهة المنتخب الأمريكي، الأمر الذي أثار غضب الجمهور الجزائري. بودبوز يستحقّ علامة 7 من 10. ** نذير بلحاج... لا يتعب على غرار المباريات السابقة التي قدّمها لاعب بورتسموث في تصفيات المونديال، أظهر خلال كأس العالم بجنوب إفريقيا وجها يليق بمستواه وكان بحقّ أحد نجوم المنتخب الوطني. والجميل في هذا اللاّعب أنه تخلّى نوعا ما عن طريقة أدائه »العنفي« الذي ظهر به في نهايات كأس أمم إفريقيا بأنغولا. نذير بلحاج لا يعرف لا الملل ولا الكلل، وكان بإمكانه أن يحتلّ مرتبة ضمن أحسن المدافعين في هذا المونديال لو لم يقص منتخبنا في الدور الأوّل. على العموم، نذير بلحاج وعلى غرار مهدي لحسن يستحقّ علامة 7 من 10. ** فؤاد قدير... لاعب من طينة الكبار قبل بطولة العالم الحالية، لم يسبق لمتوسّط الميدان فؤاد قدير وأن خاض أيّ لقاء لا ودّي ولا رسمي مع التشكيلة الوطنية، إلاّ أن ذلك لم يمنع هذا اللاّعب من إثبات مكانته ضمن »الخضر« وأدّى دوره في المستوى، ويكفي أن نقول بشأنه إنه كان أحد نجوم لقاء إنجلترا، حيث أشاد به اللاّعب روني واعتبره أحد أحسن المدافعين في هذه البطولة. فؤاد قدير وعلى غرار نذير بلحاج لم يعرف التعب في هذا المونديال، فقطع عدّة كيلومترات في اللقاء الواحد، كما أن تصدّياته للخصوم كانت جلّها ناجحة ولم يرتكب أيّ خطأ يستحقّ عليه الإنذار بدليل أنه خرج من المونديال وهو راض عن أدائه كما صرّح به لموقع »الفيفا«. فؤاد قدير يستحقّ أن نمنح له علامة 7 من 10. ** كريم زيّاني... خانته قلّة المنافسة أمّا بخصوص كريم زيّاني، فحتى وإن كان قد قدّم لقاء كبيرا أمام سلوفينيا وحتى أمام إنجلترا إلاّ نقص المنافسة كان باديا عليه في المواجهة الأخيرة أمام المنتخب الأمريكي، كيف لا وهو لم يخض أيّ لقاء رسمي مع النادي الألماني فولفسبورغ منذ نهاية دورة أمم إفريقيا مطلع شهر فيفري الأخير. لكن على العموم، أداء زيّاني كان جيّدا، فحتى وإن بدا عليه التعب خاصّة في اللقاء الأخير أمام المنتخب الأمريكي إلاّ أنه أبان فعلا عن مستوى يجعله يستحقّ أن يلعب في أيّ فريق في البطولة الألمانية دون مركّب نقص. زيّاني يستحقّ أن نمنح له علامة 6.5 من 10. ** عنتر يحيى... تراجع مستواه قاهر المنتخب المصري في معركة »أمّ درمان« السودانية عنتر يحيى لم يظهر بالوجه الذي تمنّيناه وانتظرناه، فحتى وإن خاض جميع اللقاءات الثلاثة إلاّ أنه لم يقدّم مباريات في المستوى، بدليل أنه ارتكب أكثر من خطأ في عمق دفاع المنتخب الوطني. ولحسن حظّ ابن مدينة سوق أهراس أن حلّيش كان في الموعد في جميع المباريات، وقام بتغطية الأخطاء الفادحة التي ارتكبها عنتر يحيى الذي يستحقّ أن نمنح له علامة 5.5 من 10. ** عدلان ڤديورة... نحن في انتظارك مستقبلا عدلان ڤديورة ابن اللاّعب السابق لاتحاد العاصمة ناصر ڤديورة، للأسف لم يمنح له الشيخ رابح سعدان الفرصة لإثبات مكانته كلاعب يحسب له ألف حساب، حيث خاض فقط 39 دقيقة من 360 دقيقة لعبها المنتخب الوطني، الأمر الذي يجعلنا نحكم عليه بالفشل، لذلك نمنح له علامة 5 من 10. ** حسن يبدة... تراجع نسبي قدّم حسن يبدة مباريات متوسّطة، فباستثناء الأداء الكبير الذي ظهر به أمام المنتخب الإنجليزي إلاّ أن الوجه الذي ظهر به أمام المنتخب الأمريكي لم يرق إلى مستوى اللاّعب الذي نعرفه وتمنّى الكثير لو لم يدرجه المدرّب رابح سعدان ضمن التشكيلة الأساسية، كيف لا والطريقة التي خاض بها المباراة كادت تكلّف المنتخب الوطني غاليا، وحتى وإن قام المدرّب رابح سعدان بتغييره في الشوط الثاني إلاّ أن هذا التغيير جاء متأخّرا. وعلى العموم، فإن حسن يبدة يستحقّ علامة 5 من 10. ** رفيق جبّور... مهاجم صغير رفيق جبّور العائد إلى المنتخب الوطني، بعد أن غاب عن دورة أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، عودته للأسف لم تكن كما تمنّيناها بهزّ شباك الخصوم، بدليل أنه لم يوقّع أيّ هدف منذ الهدف الذي سجّله في اللقاء الودّي أمام منتخب الأورغواي خلال الصائفة الماضية بملعب 5 جويلية. رفيق جبّور لعب في هذا المونديال 121 دقيقة، أي لقاء وربع اللقاء، ورغم ذلك لم يجد طريقه إلى الشباك، وكلّ ما نقوله بشأن هذا اللاّعب هو أننا سئمنا أهدافك يا جبّور، لذلك نمنح له علامة 4.5 من 10. ** جمال عبدون... القادم أحسن صحيح أن جمال عبدون لاعب نادي نانت الفرنسي لا توجد مكانته ضمن التشكيلة الأساسية، لكن يمكن القول إنه لاعب المستقبل لصغر سنّه، وقد يكون أحد الركائز الأساسية في المنتخب الوطني خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة 2012 أو تصفيات مونديال 2014 التي ستجرى في البرازيل بعد أربع سنوات من الآن. عبدون خاض فقط 16 دقيقة، لذا نمنح له علامة 4 من 10. ** مصباح .. سئم مقاعد الاحتياط لعب جمال مصباح أحد الركائز الأساسية في نادي ليتشي الإيطالي دقيقتين فقط في هذا المونديال وهذا أمام المنتخب السلوفيني، لذا لا يمكننا الحكم عليه إن كان يستحقّ مكانة في المنتتخب الوطني أم لا، لذلك نمنح له علامة 3 من 10. ** غزال.. لسنا بحاجة إليك بات اللاّعب عبد القادر غزال أحد اللاّعبين المرفوضين من طرف الجمهور الرّياضي الجزائري، فحتى وإن كان المنصب الذي يلعب فيه كرأس حربة، إلاّ أنه لايزال صائما عن التسجيل وإلا كيف نفسّر عدم تسجيله لأيّ هدف منذ أكثر من سنة. غزال وبالرغم من دخوله كاحتياطي في اللقاء الأوّل أمام سلوفينيا، إلاّ أنه ارتكب خطأين، الأوّل استحقّ عليه البطاقة الصفراء والخطأ الثاني كلّفه الطرد ليغيب عن مواجهة إنجلترا، وتمنّى الملايين من الجزائريين غيابه عن هذا اللقاء، لكن عودته أمام إنجلترا كاحتياطي وكما يقال بالعامية »طلعتنا السكّر«، حيث فوّت على المنتخب الوطني فرصة هزّ شباك المنتخب الأمريكي، لذلك يستحقّ أن نمنح له علامة 1 من 10. ** شاوشي... هزمنا أمام سلوفينيا قدّم فوزي شاوشي أداء باهتا في المواجهة الأولى أمام المنتخب السلوفيني، ويتحمّل مسؤولية الهدف الذي دخل مرماه قبل 11 دقيقة من نهاية اللقاء، وهو الهدف الذي كلّفنا في نهاية المطاف الخروج من الدور الأوّل في هذا المونديال. فوزي شاوشي الذي قيل عنه الكثير والكثير وتحوّل بعد لقاء »أمّ درمان« الذي كسب من خلاله منتخبنا الوطني ورقة العبور إلى مونديال نيلسون مانديلا، سرعان فقد حبّ الجماهير الجزائرية له، خاصّة لتصرّفاته اللاّ رياضية، والتي بدأت في لقاء مصر في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا حين حاول الاعتداء على الحكم البنيني كوفي كوجيا، الأمر الذي جعل »الفيفا« تعاقبه بحرمانه من اللّعب في مباراتين. ليتّضح الوجه الحقيقي لابن مدينة برج منايل بأنه حارس جدّ عادي ومستواه أقلّ من مستوى الحارس زماموش الذي تمّ الاستغناء عن خدماته قبل مباراة إيرلندا الودّية. فوزي شاوشي وبما أنه كان وراء خسارة »الخضر« أمام سلوفينيا يستحقّ أن نمنح له علامة 1 من 10، ومن يرى العكس فعليه أن يسأل نفسه لماذا قرّر الشيخ سعدان تعويضه بالحارس مبولحي؟ ** صايفي... الاعتزل أفضل لك آخر لاعب نتوقّف معه ولعب ولو بضع دقائق من هذا المونديال هو رفيق صايفي، فحتى وإن خاض ربع ساعة فقط إلاّ أن مشاركته أمام كلّ من المنتخبين السلوفيني والأمريكي كان فأل »شرّ« على »الخضر«، فبدخوله اهتزّت شباك منتخبنا. وكان بإمكان هذا اللاّعب أن يمنح التقدّم لمنتخبنا أمام المنتخب الأمريكي إثر الفرصة الثمينة التي أتيحت له في آخر أنفاس اللقاء، فرغم وجوده وجها لوجه أمام الحارس الأمريكي إلاّ أنه لم يتمكّن ولو من قذف الكرة التي كانت ستمنح بعض الثواني لمنتخبنا من أجل إنهاء اللقاء بالتعادل، ففور تضييعه لتلك الفرصة تمكّن المنتخب الأمريكي من هزّ شباك الحارس مبولحي. ضعف مستوى صايفي لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل راح عقب نهاية اللقاء أمام المنتخب الأمريكي يعتدي بطريقة وحشية على إحدى زميلات المهنة. لذا نقول لك يا صايفي عبر منبر جريدة الشباك: »اللّه يخلّيك اعتزل دوليا، فبقاؤك يضرّ بالملايين من الجزائريين الذين أصبحوا لا يطيقون رؤيتك وأنت تحمل الرقم 10 الذي حمله بلّومي والآخرون«. صايفي يستحقّ علامة 0.5 من 10. ** هؤلاء لم يشاركوا ولو لدقيقة واحدة عدّة لاعبين لم يلعبوا ولو دقيقة واحدة، ويتعلّق الأمر بكل من: ڤاواوي، العيفاوي، مجاني، بلعيد ومنصوري، لذا لا يمكننا أن نمنح لهم أيّ علامة.
