المؤرخ محمد الأمين بلغيث: انتفاضة 20 أوت تعتبر نوفمبراً ثانياً أكد المؤرخ محمد الأمين بلغيث أمس الأحد أنّ انتفاضة ال20 أوت 1955 تعتبر في عُرف المؤرخين والمجاهدين نوفمبراً ثانياً. في حوار خاص ب ملتيميديا الإذاعة الجزائرية أبرز بلغيث أنّ هجومات الشمال القسنطيني جاءت استجابة لوضع عسكري وسياسي خاص في الجزائر آنذاك مركّزاً على أنّ المشروع الذي خطّط له مهندس الانتفاضة يوسف زيغود تمثّل في تعميم الثورة وليس كما قال التقليديون فكّ الحصار عن الأوراس . وأوضح: ذاك طرح خاطئ لأنّ الأوراس هي من كانت تساعد يوسف زيغود في الانتفاضة الشهيرة كما أشاد بتمكّن انتفاضة ال20 أوت 1955 من فك الحصار عن المدن. وشدّد بلغيث: ثمن الحرية كلّف الجزائريين مليوناً ونصف مليون شهيد إضافة إلى مئات الآلاف من الجزائريين دون مأوى فضلاً عن تدمير شامل للاقتصاد والبيئة . مكاسب شعبية وسياسية ودبلوماسية أكّد بلغيث أنّ انتفاضة ال20 أوت 1955 حقّقت مكاسب شعبية وسياسية ودبلوماسية هامة لثورة التحرير الكبرى. وأشار الأكاديمي المخضرم إلى أنّ الفضل يعود لأولئك الرجال الذين ضحّوا وهم شبان وأشعلوا فتيل الثورة قائلاً: هؤلاء صمّموا على دفع ثمن غال من أجل استرداد حريتنا المغتصبة . وانتهى بلغيث مثمّناً المُنجز الثوري قائلاً: أنا ابن الاستقلال تمدرست في الجزائر وتخرّجت منها ونحن الآن نُدرّس أبنائنا ما نراه مناسباً لنشر الوعي والمعرفة . إبراز دور هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام نظم المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة أمس الأحد ندوة حول استراتيجية جيش التحرير الوطني (مرحلة 1954-1960) تم خلالها إبراز الدور المحوري الذي لعبته هجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955) ومؤتمر الصومام (20 أوت 1956) في تنظيم الثورة التحريرية والتأسيس لجيش تحرير وطني عصري. وفي مداخلة له بالمناسبة أكد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد أن 20 أوت يمثل رمزية هامة في مسار الثورة التحريرية ورسالة قوية للمستعمر مفادها أن إرادة الشعب في الاستقلال ستتحقق لا محالة . من جانبه أكد الباحث شايب قدادرة من جامعة قالمة أن هجومات الشمال القسنطيني التي قادها القائد زيغود يوسف في 20 أوت 1955 وبعدها مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 حققت مكاسب سياسية ودبلوماسية وعسكرية للجزائر على المستويين الداخلي والخارجي . فكّ الحصار الذي فرضه الاستعمار وذكر قدادرة أن هجومات الشمال القسنطيني ساهمت بقدر كبير في فك الحصار الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على منطقة الأوراس التاريخية فيما سمح مؤتمر الصومام بتنظيم الثورة التحريرية تنظيما محكما مؤسسا لجيش تحرير وطني عصري . من جانبه أكد رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة محمد لحسن زغيدي أن هجومات الشمال القسنطيني وبعدها مؤتمر الصومام شكلت محطتين هامتين في مسار الكفاح الوطني مبرزا في ذات الوقت الدور الذي لعبته المنظمة الخاصة التي تشكل النواة الأساسية التي أسست لجيش التحرير الوطني . وفي ذات السياق أوضحت الأستاذة بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة سعاد بن طير أن المنظمة الخاصة التي تأسست سنة 1947 من قبل الشهيد محمد بلوزداد كان يوجد من بين أعضائها محمد بوضياف والعربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد كان لها دور كبير في تاريخ الكفاح المسلح الذي كلل بالاستقلال وباسترجاع السيادة الوطنية.