في ظل تفاقم التوترات بالشرق الأوسط أسواق النفط تشهد تقلبات حادة شهدت أسواق النفط العالمية اضطرابات حادة على مدى 12 يومًا من التقلبات مدفوعةً بسلسلة من الأحداث الجيوسياسية أبرزها الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على إحدى الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ. ورغم أن القصف في العادة يؤدي إلى ارتفاع فوري في أسعار الخام إلا أن ما حدث مؤخرًا جاء على النقيض إذ قفزت الأسعار مبدئيًا مع أولى العناوين العاجلة ثم سرعان ما تراجعت بشكل حاد مع إدراك المتعاملين أن تدفقات النفط لم تتأثر بشكل فعلي. ويشير التقرير إلى أن هذه الظاهرة تُعيد إلى الأذهان أحداث عام 1991 حين بدأت الولاياتالمتحدة حملة قصف ضد نظام صدام حسين في العراق. فحينها أيضًا ارتفعت الأسعار بسرعة لكنها انهارت بنسبة 30 بالمائة خلال ليلة واحدة بعد أن تبين أن الإمدادات النفطية لا تزال مستمرة. وقال عدد من المتعاملين في مكاتب التداول الدولية إنهم باتوا أكثر تعودًا على الصدمات السياسية العاجلة ويتعاملون معها كمؤشرات مؤقتة للمضاربة السريعة بدلًا من قرارات استثمارية طويلة الأجل. ويؤكد محللو الطاقة في بلومبرغ أن سوق النفط لم تعد تستجيب للعناوين الكبرى بالشكل التقليدي بل باتت تقيّم التفاصيل الدقيقة حول البنية التحتية والإنتاج ومدى استمرار تدفق الإمدادات في الموانئ وخطوط الأنابيب. ويأتي هذا التقلب في توقيت حساس حيث تزداد المخاوف من اتساع رقعة التوتر في الشرق الأوسط بينما تحاول الأسواق العالمية الموازنة بين المخاطر الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية المتزايدة. وحسب ما نقلته شبكة تواصل الإخبارية يرى مراقبون أن سلوك المتداولين الحالي يشبه كثيرًا ما حدث في أزمات نفطية سابقة حيث تتفاعل الأسواق مع الخوف الأولي فقط لتعود لاحقًا إلى الواقع القائم على العرض والطلب. ومع أن هذا الهلع المؤقت لا يزال يولّد فرصًا للربح السريع إلا أنه يعكس أيضًا تحوّلًا في ثقافة السوق حيث بات العامل السياسي يترجم مباشرةً إلى حركة تداول وليس بالضرورة إلى أزمة اقتصادية مستدامة.