ينظم قسم اللغة العربية وآدابها بالمركز الجامعي مغنية، يومي 03 و04 نوفمبر 2025، الملتقى الوطني حول "طوفان الأقصى في القصيدة الجزائرية بين جذور القضية والتمثلات الفنية"، وذلك في صيغة حضورية وعن بعد. وحسب ديباجة الملتقى فإنه لم تفارق فلسطين الوجدان الشعري العربي، بل ظلت جرحًا نازفًا في تجارب الشعراء على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، حضرت بجغرافيتها الجريحة، وبأسماء مدنها وشهدائها، وبكل ما تحمله من رمزية نضالية ومقاومة، فهي غصن الزيتون المقطوع، والحمامة النازفة أمام بنادق الاحتلال، وهي الأم التي تحتضن الأرض وتستقبل الشهيد. حيث شكّلت فلسطين عبر التاريخ مصدر إلهام للشاعر الجزائري الذي لم يتوانَ عن التغني بها والدفاع عنها، ناقمًا على الصمت الدولي والتخاذل العربي إزاء ما يجري في غزة من مجازر مروّعة، ولقد كانت فلسطين دائمًا عنوان الكفاح والنضال العربي، وحلم تحريرها ظل الأمل الذي تنشأ عليه الأجيال، وتتشكل به الطاقات. هذا وما زالت كلمات محمود درويش تُلخّص حجم المأساة حين قال: "إن سألوك عن غزة، قل لهم بها شهيد يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلّي عليه شهيد".. كلمات تنبّه إلى موت الضمير العالمي، وإلى ما آل إليه الحال حيث يُضطر الفلسطينيون لحفر الأنفاق بحثًا عن الغذاء والدواء، بينما يُحاصرون ويُقتلون في صمت. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة تتأكد أهمية الشعر باعتباره ضرورة إنسانية، وأفقًا للمقاومة والتحرر، وصوتًا يستحضر القيم النبيلة التي تجسدها القضية الفلسطينية، مما يستدعي قراءة معمّقة لوجهات نظر الشعراء والباحثين في الجزائر والعالم العربي حول قدرة القصيدة على مرافقة هذا النضال. وعليه ينطلق الملتقى من مجموعة من التساؤلات المحورية، أبرزها: "كيف تسهم القصيدة الجزائرية اليوم في مقاومة الاحتلال إلى جانب السلاح؟ وما الذي يركز عليه الشعراء الجدد في تناولهم للقضية؟ ثم كيف عبّر الشاعر الجزائري جماليا وفنيا عن موقفه تجاه ما يحدث في غزة، وهل تراجع زمن القصيدة أمام زخم الأحداث الدموية؟.. يسعى الملتقى إلى طرح جملة من الإشكالات العلمية والفكرية التي تجمع بين الشعر والقضية الفلسطينية، من خلال إسهامات الأساتذة والباحثين، وذلك لإبراز حضور الإنسان الفلسطيني على أرضه وإظهار معاناته، وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني، كما يهدف إلى تسليط الضوء على دور الكلمة في مواجهة آلة الحرب، باعتبارها أداة قادرة على شحذ الهمم وبث روح الصمود النفسي، ومن بين أهدافه أيضًا إبراز الدور المركزي للشعر في بناء هوية ثقافية عربية مقاومة، والتأكيد على أن ما يحدث اليوم يمثل مذبحة مفتوحة تتطلب من القصيدة أن تكون أداة كفاح لا تقل شأنًا عن المقاومة الميدانية، كما يطمح الملتقى إلى الوقوف عند دور الشعراء في تقديم صورة مختلفة لفلسطين في قصائدهم، ونشر الوعي بالقضية وما تحمله من قيم إنسانية عادلة، بما يجعل من الشعر خطابًا جامعًا للوجدان الإنساني في مواجهة محاولات الطمس والتهميش. على هامش هذه الفعالية سيتم تنظيم مجموعة من المحاور الرئيسية تتمثل في " تجليات غزة في الخطاب الشعري الجزائري"، " تحولات الكتابة الشعرية الجزائرية والقضية الفلسطينية"، " "المعجم الفني لشعراء القضية الفلسطينية"، "القيم الإنسانية في الخطاب الشعري الجزائري المساند للقضية الفلسطينية"، "الشعر الجزائري والرقمنة في ظل الأحداث الدموية بغزة".