بعيدا عن السّكريات والمملّحات أولياء يختارون اللمجة الصّحية لأطفالهم باتت اللمجة تحصيلا حاصلا في السنوات الأخيرة وكثر عنها الحديث مع بداية الموسم الدراسي لكي تكون صحية ونافعة للأبناء وهو النهج الذي سارت عليه الأسر بحيث ابتعد الكثير من الأولياء عن السكريات والمملّحات على غرار العصائر وأنواع الشيبس والبسكويت الحلو وفضلوا قطع الخبز مع الجبن أو الزبدة والبيض والمكسرات والفواكه بحيث تكون اللمجة صحية ومفيدة لصحة الطفل بدل الإضرار بها. نسيمة خباجة دق الأطباء والمختصون في الشؤون التربوية ناقوس الخطر حول محتوى اللمجة المقدّمة للأطفال والتي تؤدي إلى الإضرار بصحتهم وتسبّب لهم أمراضا مزمنة على غرار السكري إلى جانب خطر السمنة فهي في العادة لا تحترم المعايير الصحية من حيث مكوناتها المحشوة بالسكريات والمملحات مما جعل الأولياء يراجعون حساباتهم في تحضير اللمجة لأطفالهم وجعلها لمجة صحية ومصدرا لطاقة الجسم وتقوية الاستيعاب خلال ساعات الدوام الدراسي. انتقاء اللمجة الصحية بعد مرور أكثر من شهر عن الدخول المدرسي لاحظ كثيرون اعتماد المعايير الصحية نسبيا في اللمجة اليومية للتلاميذ بعد أن تمّ الإشارة إلى ذلك منذ أوائل العام الدراسي لعدم الوقوع في فخ المحليات والسكريات والمملحات والدسم فتُهتك صحة التلميذ بدل نفعها بل إن بعض المدارس اعتمدت قصاصات سلّمتها للتلاميذ وكانت توصيات اللمجة الصحية مرفقة بقوائم الأدوات حفاظا على صحة التلاميذ من مختلف الأمراض التي باتت تتربص بهم على غرار الأمراض المزمنة منها السكري إلى جانب السمنة بسبب النمط الغذائي الخاطئ. اقتربنا من بعض الأولياء لرصد آرائهم حول مدى اختيار اللمجة الصحية لأطفالهم بعد أزيد من شهر عن الدخول المدرسي فأجمعوا على أن التغذية الصحية هي أساس نمو الأطفال لاسيما المتمدرسين ولذلك أخذوا بالإرشادات والنصائح التي أطلقها أطباء ومختصون في الصحة المدرسية منذ أوائل العام الدراسي بحيث تضمن أسبوع الصحة المدرسية محور اللمجة المدرسية وضرورة انتقائها وفق الشروط الصحية. تقول السيدة رانية إنها أم لطفلين يدرسان في الطور الابتدائي وهي مجبرة على تحضير اللمجة كل صباح بعد أن صارت حتمية لا مفر منها وتحرص على أن تكون وجبات صحية بحيث تعتمد على الخبز والزبدة وحفنة من المكسرات على غرار اللوز والجوز والزبيب إلى جانب فاكهة أو خضروات بحيث ابتعدت عن السكريات والمملحات التي تفتك بصحة الأطفال. أما السيد نور الدين فقال إن اللمجة أصبحت أساسية للطفل لاستعادة النشاط أثناء ساعات الدوام الدراسي ومن الواجب أن تكون صحّية فحتى بعض المدارس حرصت في أوائل العام الدراسي على أن تكون اللمجة من بين أبرز التوصيات الموجّهة للأولياء لكي تحوي وجبات صحية والابتعاد عن كل ما يفتك بصحة الطفل. وعن أطفاله فقال إن زوجته تنتقي الوجبات الصحية لأطفاله لدمجها في اللمجة على غرار الحليب والخبز والزبدة إلى جانب بعض الفواكه الطازجة أو الجافة والخضراوات فكل يوم تعدّ برنامجا لتحضير اللمجة حسب الامكانيات والمواد المتوفرة في البيت. العديد من الانتقادات وُجّهت للمجة المدرسية من حيث محتوياتها الخاطئة والتي تفتك بالصحة إلى جانب أنها معيار لتجسيد الطبقية بين التلاميذ بين من يجلب معه لمجة راقية وفخمة وبين من تكون وجبته بسيطة ولم تكن اللمجة بالأمس تحظى بهذا الاهتمام الكبير وصنعتها الأسر الحديثة التي تركض وراء الشكليات ومعايير التباهي والتفاخر ولم تسجل العادة بالأمس على مستوى الأسر البسيطة التي كانت تُرسل أبناءها إلى المدارس لأجل العلم والتعلم وليس للأكل والتلذذ حتى بات بعض التلاميذ يصبّون اهتمامهم حول محتوى اللمجة على حساب الدراسة وكان ذلك من سلبيات صنع اللمجة في المدرسة الجزائرية.