دعا أدباء ومختصون في أدب الطفل، بالجزائر العاصمة، إلى إعادة النظر في أساليب الكتابة الموجهة للأطفال وتوسيع مفهوم الرموز الوطنية لتشمل كل الشخصيات التي ساهمت في بناء الوطن عبر مختلف الفترات التاريخية وفي ندوة نشطت في إطار الطبعة ال 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا)، سلطت الكاتبة والقاصة خيرة بوخاري، رئيسة جمعية "اقرأ وارتق" لولاية سيدي بلعباس، الضوء على مدى توظيف الكاتب والأديب الجزائري للرموز الوطنية في أدب الطفل خاصة في القصة القصيرة والأناشيد واعتبرت المتحدثة أن الاهتمام بتوظيف الرموز الوطنية في أدب الطفل "ينحصر في الشخصيات الثورية", داعية في هذا السياق إلى "تناول الرموز الوطنية الأخرى مثل العلم الجزائري والمعالم التاريخية والثقافية وشهداء الجزائر ككل", وهذا "بهدف خلق حركية أدبية تضمن إيصال رسالة المحافظة على الرموز الوطنية للأجيال الصاعدة" وفي هذا السياق، أشارت بوخاري إلى أن المخزون التراثي كبير وغني وخصوصا حكايا الجدات والأمهات عن الشهداء التي بإمكانها أن تكون مصدر إلهام للكتاب، مؤكدة في هذا الإطار على "ضرورة غرس حب الانتماء للوطن وتعزيز القيم الوطنية في الأطفال من خلال القصة والرواية والمسرح" كما شددت على "ضرورة تحلي الكاتب بمرجعية وطنية ليعرف توظيف استعمال الكلمات والرموز ذات الدلالات القوية", متأسفة في هذا الإطار ل "غياب الرقابة على المؤلفات ودور النشر الوطنية والأجنبية" فيما تنشره من إصدارات موجهة للأطفال وفي حديثها عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أشارت بوخاري إلى أهمية "حسن استعمال" المزايا التي تقدمها التطبيقات الرقمية الحديثة خاصة "تشات جي بي تي", وهذا بهدف "استقطاب هذا الجيل إلى رموزه الوطنية", مبرزة في هذا الإطار "دور المدرسين والأدباء في التحري عن المعلومة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي" ومن جانبه، أكد المختص في أدب الطفل، بهون علي سعيد، وهو أستاذ محاضر بجامعة بومرداس، على "أهمية غرس الانتماء للوطن في الاطفال في ظل الانفتاح الثقافي والتحولات الرقمية التي يشهدها العالم", مشددا على "ضرورة توسيع المفهوم المحدود للرموز الوطنية الذي يرتكز على الثورة التحريرية ليشمل كل من ساهم في بناء الوطن عبر مختلف الفترات التاريخية" وركز المتحدث أيضا في مداخلته على "ضرورة اعتماد الكاتب أساليب تحاكي اهتمامات الطفل المعاصر لتسمح بتقديم الرموز الوطنية في أسلوب قصصي تشويقي وبتوظيف الخيال والابتكار في السرد، بما يتوافق مع اهتمامات الطفل" و تتواصل فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب إلى غاية 8 نوفمبر بقصر المعارض-الصنوبر- البحري من خلال برنامج متنوع يتضمن لقاءات وندوات حول الأدب والتاريخ والهوية ومواضيع مخصصة لقضايا التحرر، فضلا عن حضور 1254 دار نشر من49 دولة بينها موريتانيا ضيف شرف هذه الطبعة