بالنّظر إلى فوائدها الجسدية والنفسية الرياضة ضالّة الأولياء لتنشئة أطفالهم
اختار العديد من الأولياء إدراج أطفالهم في مختلف الرياضات كهوايات يمارسونها موازاة مع الدراسة التي تبقى القاعدة الأساسية بحيث تحولت مختلف الرياضات إلى انشغال هام للأولياء بغرض تسجيل أبنائهم وفي ذات الصدد شهدت مختلف النوادي والمراكز الرياضية إقبالا كبيرا من طرف الأولياء تزامنا وافتتاح الموسم الدراسي فالرياضة تنمّي العقل وتهذب السلوك إضافة إلى منافعها الصحية. نسيمة خباجة تربية الأطفال تربية قويمة صارت هدفا للأولياء في زمن جد صعب مع مساوئ العالم الرقمي وحتى رفقاء السوء وغيرها من التهديدات المتربصة بالأطفال لذلك تسعى الأسر جاهدة لتربية الأطفال على الأخلاق الحسنة والسلوكات القويمة من أجل نجاحهم في الحياة والابتعاد عن كافة أشكال الانحراف التي نراها اليوم عبر الشوارع وتغلغلت حتى إلى المدارس ووجدت الأسر ضالتها في الرياضة من أجل سد فراغ الطفل بعد الدوام الدراسي لاسيما خلال العطل الأسبوعية. إقبال على مختلف الرياضات بعيدا عن العالم الرقمي الذي أضحت عواقبه وخيمة على الطفل اختارت كثير من الأسر التوجّه بأطفالها إلى مجال الهوايات على غرار الرياضة بحيث قام أولياء بإدراج أبنائهم في مختلف الرياضات على غرار الجري الكاراتي الجودو كرم القدم كرة السلة وغيرها من الرياضات التي تستهوي الأطفال والأولياء معا. اقتربنا من بعضهم للوقوف على دوافع اقبالهم على تسجيل أبنائهم بالنوادي والمراكز الرياضية مخاطرين بدراستهم بعض الشيء فأجمعوا على أن الرياضة ليست على حساب الدراسة فالأولوية للدراسة وبعدها في وقت الفراغ تكون وجهة الطفل إلى المركز الرياضي بدل التغلغل في التكنولوجيا أو الركض إلى الشارع الذي أضحى لا يرحم أين يتواجد رفقاء السوء. تقول السيدة نعيمة إنها فعلا اختارت رياضة الكاراتي لابنها بحيث بدأها تزامنا وانطلاق الموسم الدراسي وهو من اختارها لشغفه بذات الرياضة فلم تجد أي إشكال لإدراجه فيها وتجاوب جدّا مع زملائه بحيث يمارسها خلال العطلة الأسبوعية التي يقسمها بين مراجعة الدروس والذهاب إلى النادي لممارسة الرياضة. السيد توفيق قال إنه اختار رياضة الجيدو لابنه البالغ من العمر 13 سنة ورأى أن الرياضة مفيدة جدا في مرحلة المراهقة فهي تبعد الطفل من مختلف الموبقات والمخاطر المتربصة به لاسيما في زمن بات فيه الأطفال مستهدفين من كل ناحية وعن تأثيرها على الدراسة قال: لا بالعكس إذ وجد ابنه مرتاحا جدا بين تقسيم الوقت بين ممارسة الهواية والدراسة والرياضة.. هي مفيدة للجسم والعقل وتقوّم السلوك . الرياضة ضرورية للطفل يوصي الأطباء والمختصون في التنشئة التربوية للأطفال بممارسة الرياضة بانتظام لما لها من فوائد على الصحة الجسدية والنفسية للطفل وإذا كان النشاط البدني ضروريا ومفيدا للبالغين فهو أكثر أهمية للأطفال لأنه يعزز مناعتهم وحيويتهم ونموهم العقلي والعاطفي وقدرتهم على اتخاذ القرارات. إن ممارسة الرياضة للأطفال لها تأثيرات إيجابية كثيرة على صحة الطفل ونموه وقدراته فهي تساعد الطفل في الحصول على نمو بدني جيد وتساعد على بناء عضلات وعظام قوية وهذا ما يقلل من خطر الإصابة بالكسور كما يقلل من خطر تطور الأمراض المرتبطة بالعظام كهشاشة العظام في وقت لاحق من الحياة وتمكن الطفل من الحصول على لياقة أفضل فالقوة واللياقة البدنية تُبنى عبر الرياضة وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على الطفل فيمكنه السير لمسافات طويلة دون الشعور بتعب كما يمكنه القيام بمهامه اليومية وبالإضافة إلى ذلك تساعد التمارين الرياضية على زيادة مرونة الطفل واندفاعه. إلى جانب صقل المهارات الحركية.. فبالنسبة للأطفال الصغار تساعد الرياضة والنشاط البدني أثناء اللعب على تنمية المهارات الحركية المسؤولة عن مساعدتهم على إتقان الحركات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية كربط خيوط الحذاء وتناول الطفل طعامه بنفسه وصعود الدرج دون مساعدة وحتى المهارات الأخرى كالكتابة كلها من الممكن اكتسابها بشكل أسرع. كما تكسب الطفل بنية أفضل فالبنية الضعيفة تعتبر من المشاكل الشائعة لدى العديد من الأطفال وتساعد التمارين الرياضية على تصحيح ذلك من خلال تحسين بنية الطفل عبر زيادة قوة عضلات وعظام الجسم وبشكل أخص العمود الفقري له وتدوم هذه التأثيرات لفترة طويلة من الحياة طالما استمر الطفل بممارسة الرياضة بشكل منتظم. تقليص مخاطر السمنة بالنظر إلى انتشار مرض السمنة بين الأطفال فإنّ الرياضة تساعد على الحفاظ على وزن مثالي وحرق السعرات الحرارية بنجاح فلا بديل عن الرياضة والنشاط البدني ففي الوقت الذي يرغب فيه معظم الأولياء تدليل أبنائهم والسماح لهم بتناول الأطعمة التي يحبونها بقدر ما يريدون تساعد الرياضة على تخفيف الآثار السلبية لذلك على صحة الطفل من خلال حرق السعرات الحرارية الزائدة وبالتالي إنقاص الوزن والحصول على وزن مثالي كما تعزز الرياضة سلامة الجهاز القلبي الوعائي فأحيانا يرى الأهالي أبناءهم زائدي الوزن على أنهم رائعون وجميلون إلا أن هذه الدهون الزائدة المتراكمة لها تكلفة صحية كبيرة فهي تؤهب لتطور أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الاستقلابية المختلفة كارتفاع الكوليسترول وداء السكري عند الطفل وتلعب الرياضة دورًا أساسيًا في تخفيض الوزن والوقاية من تطور هذه الأمراض. لا تقتصر فوائد الرياضة على القوة البدنية والنمو الجسدي فقط بل تساعد أيضا على التطور المعرفي ونمو الدماغ فأثناء ممارسة الرياضة يتم تحفيز خلايا عصبية موجودة في منطقة الحصين والفص الجبهي للدماغ وهذا ما يساعد على زيادة تركيز الطفل وتعزيز ذاكرته وهذا ضروري جدًا للأطفال وخاصة عند بداية ذهابهم إلى المدرسة. كما تضمن الرياضة صحة نفسية أفضل فعلى الرغم من أن الرياضة قد تأخذ طابع الروتين لدى بعض الأطفال إلا أن التمارين الرياضية قد تساعد على تخفيف التوتر والقلق لدى الطفل وتحد من تشتيت انتباهه عما يخيفه أو يزعجه كما تؤدي ممارسة الرياضة إلى زيادة إفراز هرمونات السعادة والتي تعزز الحالة المزاجية بشكل جيد. بالإضافة إلى تعزيزها لصحة الطفل النفسية والجسدية تعمل التمارين الرياضية أيضًا على تعزيز الثقة بالنفس فأنْ يكون الطفل جيدًا في رياضة معينة ينعكس بشكل مؤكد على ثقته بنفسه كما أن التأثيرات الإيجابية الأخرى للتمارين الرياضية كنقص الوزن وزيادة القوة الجسدية تعزز الصورة الذاتية الصحية لدى الطفل بالإضافة إلى تنمية المهارات الاجتماعية المختلفة بحيث تعتبر التمارين الرياضية وسيلة رائعة لتكوين صداقات مع أطفال أخرين كما تساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتنميتها فالرياضات الجماعية تساعد على تعليم الطفل كيفية التعاون مع زملائه ضمن الفريق وتعلمه كيفية قراءة لغة الجسد وممارسة دور القائد في بعض الأحيان.