رواج واسع والأطباء يُحذّرون الأطعمة المدخّنة.. إقبال ومُخاطرة بالصحة
تحوّلت الأطعمة المدخنة إلى إدمان حقيقي لدى البعض بحيث غزت أنواع منها الواقع والمواقع وأصبح الترويج لها واسعا وفعلا حققت إقبالا كبيرا رغم أنها صيحة جديدة في قاموس الاغذية إن صح التعبير ولم تكتسب شهرة من ذي قبل وذاع صيتها في السنوات الأخيرة حتى أنها ارتبطت بعصر الرقمنة ووجدت فيها فضاء واسعا للترويج واستقطاب الزبائن رغم أضرارها الصحية. نسيمة خباجة تشهد مختلف أنواع الأغذية التي صارت مدخنة ومحضرة على الفحم من اللحوم والدجاج إلى المكسرات إقبالا كبيرا من طرف الزبائن من باب التقليد وحب الاكتشاف أو للخروج قليلا عن النمط الغذائي التقليدي المعهود واستبداله بأغذية عصرية مدخنة تدخل في خانة البريستيج والفخامة إلا أنها تعتبر عدوا للصحة لاسيما مع تأكيد أضرارها على الصحة من طرف الأطباء والتحذير من الإفراط في أكلها. أطعمة على الفحم.. مسرطنة ونحن نتجوّل عبر الشوارع تجذبنا دوما عبارات شواء على الجمر .. بيتزا على الجمر .. وغيرها بحيث باتت الأطعمة المدخنة تعرض حتي عبر رفوف المحلاّت وتكون معلّبة من أنواع المكسرات إلى المخللات وغيرها إذْ تعتبر صيحة جديدة دخلت إلى الوجبات اليومية لشرائح واسعة من الناس محليا وعالميا ففي عصر التحولات مسّ التغيير حتى النمط الغذائي الذي بات يحن إلى التجديد في كل مرّة والخروج عن النظام الغذائي المألوف فطفت إلى السطح الأطعمة المدخّنة التي خطفت اهتمام الملايين وأسالت لعابهم لكونها خرجت عن العادة وتعبق برائحة الفحم والدخان وهو مربط الفرس الذي جذب نحوها الملايين من عشاق المأكولات المدخنة. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول تلك الأغذية وأنواع الأطعمة المدخنة فتباينت الآراء تقول الآنسة إلهام: فعلا تجذبها تلك الأطعمة التي ترتكز أساسا على طعم الدخان والفحم على غرار المكسرات منها الفول السوداني واللوز والبندق إلى جانب بعض أنواع المخللات على رأسها الزيتون المدخن ورأت أنه طعم غير مألوف وخارج عن العادة تذوّقته في الأول من باب التجربة حتى تحوّلت إلى مدمنة على الأطعمة المدخنة ودخلت القائمة أنواع أخرى من الأطعمة على غرار البيتزا المدخنة والمحضّرة على الفحم إلى جانب الدجاج المدخن وغيرها من الأطباق التي تهواها وعن أضرارها قالت بأنها لا تحسّ بأي عارض بعد المداومة على أكلها واعتبرتها صيحة جديدة موجهة للشباب خاصة كشريحة تهتم بكل ما هو جديد. أما السيد جمال فقال إنه فعلا على دراية بأنواع تلك الأطعمة الا أنه لا يحبذها على خلاف أبنائه الذين يطلبونها بكثرة خاصة وأنه على علم بأضرارها الوخيمة على الصحة إلا أنه ينصاع أحيانا لطلبات أبنائه في جلب بعض المكسرات والمخلّلات المدخنة لهم ورأى أنها أغذية العصر الذي بتنا نرى فيه كل شيء على خلاف ما كان عليه الأمر بالأمس حين كان المأكل والمشرب صحّيين. نكهات مدخّنة تتحوّل إلى سموم يحذر الأطباء من الأطعمة المدخنة التي تحوّلت إلى ادمان حقيقي لدى شرائح واسعة من الناس لاسيما الشباب إذ تحتوي العديد من الأطعمة المدخنة مثل الصلصات الجاهزة والوجبات الخفيفة على نكهات مدخنة وتوضح أحدث الدراسات أن هذه المادة لها تأثير ضار على جينات البشر وعلى الصحة بوجه عام. تضاف النكّهات المدخنة للعديد من الصلصات والوجبات الخفيفة والجاهزة وغيرها من المنتجات الغذائية. وتعد إضافة النكّهات المدخنة أرخص وأكثر عملية من عملية التدخين التقليدية. غير أن هناك بيانات حول تأثير هذه المادة المضافة للأغذية على صحة الإنسان. وتوضح الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية أن نكهة الدخان يمكن أن تغير التركيب الجيني البشري. في نهاية عام 2023 قامت الهيئة بفحص ثماني نكّهات مدخنة مطروحة في السوق الأوروبية. وكان هذا الفحص ضروريا لأن الموافقة على النكّهات كانت قد انتهت وكان من المقرر تجديدها. والنتيجة هي أنه لا يمكن استبعاد ما يسمى ب السمية الجينية لأي من الثمان نكهات المدخنة . مصطلح السمية الجينية يعني أن المادة الكيميائية تغير المادة الوراثية. ووفقا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية فإن مثل هذه التغيرات الجينية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض وراثية أخرى. النكّهات المدخنة التي تم فحصها موجودة في أسواق المواد الغذائية الأوروبية منذ عشر سنوات. ومع ذلك أصبح لدى الهيئة الآن منهجية محسنة تحت تصرفها تمكنها من تقييم الآثار الصحية الضارة للنكّهات. ويرجع سبب التأثير الوراثي لها إلى مركب يسمى ب الفوران وفق المؤسّسة المستقلّة لفحص السلع في ألمانيا ينتج الفوران عند تسخين الطعام وكذلك عند صناعة النكّهات المدخنة من خلال وضع الطعام بداخل حجرة تحبس الدخان الناتج عن حريق من الخشب. عثرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية على الفوران في ستّ من العينات الثماني التي تم فحصها. ولكن يشتبه أيضًا في أن المنتجين المتبقيين لهما تأثير أيضاً. وتظهر دراسات الهيئة أن رائحة الدخان بهذه النكّهات يمكن أن تغير التركيب الجيني غير أن هذا التأثير يعتمد أيضاً على العديد من العوامل الأخرى منها عوامل وراثية وأخرى مرتبطة بعادات الأكل. ومن أجل تجنب المواد الضارة بشكل عام يوصي الأطباء باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتكون في الغالب من الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب والمكسرات والزيوت النباتية والبقوليات عالية الجودة مع استهلاك الأطعمة المدخنة باعتدال فلا إفراط ولا تفريط.