غرقت بلدية بئر توتة بالعاصمة في الفضلات منذ حوالي ثلاثة أيام ودخل عمال التنظيف في إضراب لرد اعتبار زميلهم الذي ضربه محافظ شرطة أثناء تأدية مهامه، بحيث دفعه وصفعه حسب الشكوى المقدمة من طرف عون التنظيف، وكان التوقف عن العمل كرد فعل سلبي انتهجه زملاء الضحية لرد اعتبارهم وتبيين الأهمية القصوى لوظيفتهم التي تعرضهم إلى الإهانة من طرف جميع الناس· وبذلك عرفت البلدية انتشار الأوساخ والفضلات لاسيما أمام مدخل السوق الشعبي الذي صار العبور بمحاذاته مستحيلا نتيجة تراكم الأوساخ وانتشارها وانطلاق الروائح الكريهة من هناك، واشتكى المواطنون وحتى التجار من تأثير تلك الأوساخ على تجارتهم خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي زادت من تفاقم الوضعية إلا أن المنظفين راحوا إلى ذلك الحل من أجل تبيين مدى أهمية نشاطهم واشترطوا حفظ كرامتهم كون أن وظيفتهم مثلها مثل الوظائف الأخرى تلعب دورا هاما في المجتمع· كما أبان المواطنون اتحادهم مع هؤلاء واستنكروا الفعل الحاصل من طرف محافظ الشرطة ضد عون التنظيف، فمهما كانت الأسباب لا يلحق الأمر إلى ضرب العون أثناء تأدية مهامه، وتعود وقائع القضية إلى الجمعة الفارط أي يوم بعد الانتخابات، بحيث كان العون يباشر مهامه في حمل مخلفات العملية الانتخابية من أوراق وحاويات فتعرض إلى الصفع من طرف محافظ الشرطة مما أدى إلى غضبه وسخط زملائه، وكان ذلك التصرف المهين نقطة في بحر بالنظر إلى المعاملات السيئة التي تلحق بأعوان النظافة من طرف البعض وكأن مهنتهم حكمت عليهم بذلك مع أناس غابت ضمائرهم· وقد تضامن الكثير من المواطنين والتجار مع ذلك العون خاصة وأن ما تعرض إليه أدى إلى امتناع أغلب الأعوان عن تأدية مهامهم مما حوّل أغلب الأحياء التابعة إلى بلدية بئر توتة، وكذا مفرغة السوق إلى شبه مفارغ عمومية وانتشرت النفايات والروائح الكريهة وكان الأمر سيئا للغاية بمدخل السوق الجواري لبلدية بئر توتة الذي تقربنا إليه ووقفنا على أكوام النفايات المنتشرة بمدخله إلى درجة استعصى فيها على الزبائن الولوج إليه· وأبانوا غيظهم واستنكارهم للوضع الذي انقلب سلبا على يومياتهم منهم إحدى المواطنات التي عادت أدراجها وامتنعت عن دخول السوق خاصة وأن الدخول يكلفها العبور على تلك الأكوام من الزبالة، وقالت إن الوضع لا يطاق والرائحة لا يحتملها المرء منا إلا أنها بينت تضامنها مع العون الذي صفعه محافظ الشرطة، وقالت إنه مهما كانت الأسباب كل في إطار وظيفته، وعلى الرغم من انزعاجها من انتشار الأوساخ والروائح الكريهة إلا أنها بينت أنها وسيلة يستنجد بها البسطاء للاحتجاج ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على كرامتهم ولكي يحفظوا الدرس ويكفوا عن الاعتداء على كرامة الغير واستصغارهم لأجل حرفة شريفة يتقوتون منها حلالا· وهو نفس ما أبانه التجار الذين انزعجوا بدورهم من انتشار تلك النفايات بالمدخل الرئيسي للسوق مما أدى إلى فرار الزبائن منهم وعدم احتمال الوضع·