هو صهيب بن سنان، المكنى بأبي يحيى النمري، المعروف بصهيب الرومي. قال بن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل. كان من السابقين الأولين الذين شهدوا بدرًا والمشاهد كلها. روى عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كريم الشمائل سمحًا. لم يكن صهيب بن سنان من الروم، بل كان من العرب من النمر بن قاسط، وكان عبداً مملوكًا، كاتب سيده حتى استطاع أن يعتق نفسه. لماذا سُمي صهيب الرومي بهذا الاسم؟ قيل إنه سُبي وهو غلام حيث أغارت الروم على قومه وأخذته صغيرًا، فنشأ بين العجم وصار ألكن اللسان، ثم ابتاعه رجل من "كلب" وقدم به إلى مكة، وهناك اشتراه عبد الله بن جدعان التيمي وأعتقه. أما صفته فقد كان صهيب رجلًا أحمر البشرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، كثيف الشعر يخضب بالحناء، كريمًا وافر الفضل. كان صهيب رضي الله عنه من أوائل من أعلنوا إسلامهم. قال مجاهد: "أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وأمه سمية". وروى يونس، عن الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صهيب سابق الروم". كان صهيب الرومي من المستضعفين الذين عُذّبوا في الله عز وجل، وفي قصة هجرته موعظة وعبرة. فقد ضحى صهيب رضي الله عنه بما يملك ابتغاء مرضاة الله وحبًا لرسوله صلى الله عليه وسلم، فكان أن نال المنزلة الرفيعة. توفي صهيب الرومي بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، ودفن بها.