فرض الله زكاة الفطر لتطهير نفوسنا من الأخطاء المرتكبة خلال هذا الشهر الكريم حتى لا تنقص حسناته فهي تزكي النفس وتفرح المحتاج من خلال ذلك المبلغ الذي يتلقاه من العائلات المزكية حيث تفضل معظم العائلات التصدق بزكاتها بطريقتها، أي أنها هي التي تختار العائلات المحتاجة فتقوم بإعطائها لها قبل عيد الفطر الذي يعتبر فرصة لإدخال الفرحة والسرور على جميع المحتاجين والفقراء خاصة الأطفال منهم، فزكاة الفطر تعبير صادق عن تراحم المواطنين فيما بينهم وحرصهم على الفرح والاحتفال مجتمعين، وتخفف زكاة الفطر إلى حد ما معاناة المحتاجين. وقد عرفت هذه الفئة انتشارا واسعا خلال السنوات الماضية. وتساهم زكاة الفطر في بعث شيء من السرور والراحة في قلوبهم وتمكينهم من الإحساس بشعور العيد، وبالرغم من قلتها إلا أن فرضها على كل إنسان جعلها كبيرة الحجم وبالغة التأثير حيث يبدأ وقت إخراجها في الأيام الاخيرة من شهر رمضان وبالضبط في الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، حيث يتم إخراجها مع غروب الشمس لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبل صلاة العيد من خلال قوله: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات). والأمر غير المتوقع لهذا العام هو لجوء بعض المحتاجين وفي أوقات مبكرة أي خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى قرع الأبواب من أجل التوصية بزكاة الفطر باعتبارهم محتاجين إليها حتى يتمكنوا من الاستفادة منها، وحتى لا تصرف إلى جهات أخرى حسب ما صرحت به لنا إحدى النساء الأرامل، السيدة نسيمة وهي أم لخمسة أطفال: (أمام المصاريف الكبيرة في هذا الشهر الذي يليه العيد ثم الدخول المدرسي مباشرة فإنني وقفت عاجزة على إطعام حتى أطفالي مما اضطرني إلى اللجوء إلى قرع الأبواب من أجل التوصية بزكاة الفطر حتى أستطيع أن أعيل أطفالي لأتمكن من توفير ولو القليل من الضروريات التي يحتاجونها عند الدخول المدرسي، وحتى أستطيع إدخال الفرحة على قلوبهم يوم العيد حتى لا يبقون في معزل عن الأطفال الآخرين). وللتعرف عن الحكمة التي شرعها الله في الزكاة كان لنا حديث مع أحد الائمة بإحدى المساجد بباش جراح أين اعتبر الزكاة تطهيرا للصائم من اللغو والرفث، مستندا إلى قوله (ص): (زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) وذلك لأن الصائم في الغالب لا يخلو من الخوض في اللهو واللغو والكلام ومالا فائدة فيه من القول فتكون هذه صدقة تطهيرا للصائم مما وقع فيه من هذه الألفاظ المحرمة والمكروهة التي تنقص ثواب الأعمال وتخرق الصيام، والقصد منها هو التوسيع على المساكين والفقراء والمعوزين وإغناؤهم يوم العيد عن حاجة السؤال الذي فيه ذل وهوان في يوم فرح وسرور.